أرشيف - غير مصنف
مسؤول لبناني يهاجم القذافي: يحاول تلبس المظهر العربي وادعاء البطولات الوهمية
شن مسؤول لبناني رفيع المستوى هجوما عنيفا ضد الزعيم الليبي معمر القذافي على خلفية تصريحات نسبت لمصدر ليبي قال فيها إن القذافي لن يوجه دعوة إلى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، للمشاركة في القمة العربية الدورية المقررة في نهاية الشهر الحالي بمدينة سرت الليبية، "كي لا يفسدها".
وقال المسؤول اللبناني الرفيع لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، تعليقا على تصريحات المصدر الليبي بالقول: "إن القذافي يحاول تلبس المظهر العربي".
وأضاف المسؤول اللبناني، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذا الكلام "معيب في حق العرب والمسلمين، وكذلك الجمهورية الإسلامية"، معتبرا أن "القذافي يحاول ادعاء البطولات الوهمية، وهو يعلم أنه لو وجه عشرات الدعوات إلى الرئيس نجاد فهو لن يزور ليبيا ما دام لم يكشف النقاب عن حقيقة قضية مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، ورفيقيه، الذين اختفوا خلال زيارة رسمية إلى ليبيا عام 1978".
وكان الصدر، الذي تزعم حركة أمل الشيعية، سافر إلى ليبيا عام 1978 خلال الحرب الأهلية اللبنانية للاتصال بقياداتها، غير أن أثره اختفى بعد ذلك، إذ تقول طرابلس إنه استقل طائرة متوجهاً إلى إيطاليا، في حين يصر شيعة لبنان، على أن النظام الليبي ضالع في إخفاء الصدر لأسباب سياسية.
من ناحية اخرى، بات في حكم المؤكد أن المشاركة اللبنانية لن تكون على مستوى رئيس الجمهورية، ميشال سليمان. حيث أكد مصدر وزاري لبناني الجمعة، أن رئيس الجمهورية لن يشارك في القمة العربية ال
وقال المصدر إن "سليمان لن يشارك في قمة ليبيا على أساس أن فريقا من اللبنانيين طلب منه ذلك، وعلى رأسه رئيس المجلس النيابي، نبيه بري".
وأوضح المصدر أن "الحكومة اللبنانية لم تتلق بعد دعوة رسمية للمشاركة في القمة"، مشيرا إلى أن القذافي أرسل موفدين إلى عدد من الدول العربية حاملين الدعوات للقمة. وختم المصدر بالإشارة إلى أن «مستوى تمثيل لبنان في القمة سيحدد في ضوء الدعوة الليبية".
وقالت مصادر لبنانية إن مستوى التمثيل الأقصى الذي يمكن أن يوفره لبنان لهذه القمة، هو المشاركة بوفد يرأسه وزير الخارجية بالوكالة، طارق متري، موضحا أن مشاركة متري في حد ذاتها غير محسومة، في انتظار "الاتفاق الداخلي".
وأشارت المصادر إلى أن الفريق الشيعي، وعلى رأسه نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة "أمل" الشيعية، يرفض المشاركة برمتها، وقد يقبل بمشاركة على مستوى "القائم بأعمال سفارة لبنان" في طرابلس الغرب.
وشن بري في وقت سابق هجوما عنيفا ضد النظام الحاكم في ليبيا بزعامة القذافي، وطالب الحكومة اللبنانية بمقاطعة قمة سرت وذلك احتجاجا على ما يعتقدونه الشيعة اللبنانيون من تورط نظام القذافي في خطف الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
وطالب مسئولون لبنانيون، سليمان بالتغيب الكامل احتراما للامام الصدر، وما كان يتمتع به من شخصية مميزة وقائد حكيم، استنادا الى ما ورد في مقدمة البيان الذي صدر عن الحكومة الحالية في فقرته الـ14 والتي تنص على الآتي: "ستضاعف الحكومة جهودها في متابعة قضية تغييب سماحة الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا، من اجل التوصل الى معرفة مصيرهم وتحريرهم ومعاقبة المسؤولين، الليبيين وغير الليبيين، عن جريمة اخفائهم ومنفذيها والمتورطين بها".
في سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت إن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، سيزور بيروت في الـ18 من الشهر الحالي للبحث مع القيادات السياسية في تمثيل لبنان في القمة.
وقالت المصادر إن موسى أبلغ قيادات لبنانية اتصلت به بأنه أوضح للمسؤولين الليبيين أنهم يرتكبون "مخالفة كبيرة" جراء عدم دعوة لبنان إلى القمة في الوقت المناسب المتعارف عليه دبلوماسيا وفي أنظمة الجامعة العربية.
وفي المقابل، قال موسى لمحادثيه اللبنانيين "إن عدم مشاركة لبنان تضر به وبجامعة الدول العربية"، معتبرا أن الخلاف "ليس مبررا كافيا للغياب".
وتقول تقارير إنّ تصاعد الخلاف بين الجماهيرية الليبية ولبنان يعود الى خلفية الاتهامات التي وجّهتها جماعات لبنانية شيعية للزعيم الليبي معمر القذافي بالمسؤولية عن اختفاء الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر عام 1978، وقد حظرت بعدها ليبيا دخول المواطنين اللبنانيين إلى أراضيها.
وأعلن يومها أنّ هذا الإجراء محدود ولا يشمل اللبنانيين المقيمين رسمياُ في ليبيا أو الذين يحملون تصاريح عمل هناك، كما استثنى القرار اللبنانيين المتزوجين من ليبيات.
كما تعرضت العلاقات اللبنانية- الليبية لمنعرج آخر بعد سحب السفير الليبي من بيروت احتجاجا على استثنائه من الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية للبرلمان اللبناني.
وساءت العلاقات كثيرا بين بيروت وطرابلس بعد أن أصدر أحد قضاة التحقيق اللبنانيين عام 2008 قراراً اتهامياً في قضية اختفائه، حيث اتهم المحقق العدلي، سميح الحاج، القذافي، بإخفاء الصدر، ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب، والصحفي عباس بدر الدين، بعد زيارة علنية قاموا بها إلى طرابلس، إبان الحرب الأهلية.
وطلب الحاج إنزال عقوبة الإعدام "برئيس الجمهورية الليبية العقيد معمر بن محمد أبو منيار القذافي، الذي أوقف غيابيا بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2008، ولا يزال فارا من وجه العدالة لجهة التحريض على الخطف وحجز الحرية".
ورأى مراقبون أنّ هذا الإجراء مجرد خطوة رمزية لأنه من المستبعد تماماً أن يمثل القذافي أمام محكمة في لبنان.
وأثرت هذه القضية سلباً على العلاقات اللبنانية- الليبية، حيث أغلقت ليبيا سفارتها في بيروت عام 2003 بدعوى أنّ الضغط اللبناني عليها لكي تكشف عن مصير الصدر يشكل إهانة لها.
كما غاب القذافي عن القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 بعد تردد أنباء عن تلقيه تهديدات من جماعات شيعية لبنانية تلقي باللائمة على ليبيا في اختفاء الصدر.
يُشار إلى أن الصدر وصل إلى ليبيا بتاريخ 25 -8 – 1978 يرافقه الشيـخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وكان الصدر على موعد للاجتماع بالقذافي ليلة 29-30 اغسطس/آب، لكن الصدر لم يظهر بعدها أبداً.
وبينما تقول بعض المصادر إنّ اللقاء قد حدث، فإن الرواية الليبية تقول إنّ القذافي ألغى بشكل مفاجئ هذا الموعد خلال اجتماعه بمجموعة من الشخصيات اللبنانية.