أرشيف - غير مصنف
الطلاب العرب في القاهرة …. سهرات ماجنة وفتيات ليل وعربدة وعبث إلا من رحم ربّي
في بلد كمصر يبلغ راتب الموظف الذي قضى اكثر من 15 سنة في الوظيفة الف وخمسماية جنيه على الاكتر، فتكفيه وتكفي عائلته والكثيرون يعملون عملا اخر لا يتخطى راتبه الراتب الاساسي الحكومي، فترى الناس مكتفين بهذا الحد من المال الشهري وقد برمجوا حياتهم ومصروفاتهم على الوضع القديم – الجديد، فما بالك اذا كنت شابا عازبا وفي العشرينات من العمر ووجدت نفسك في القاهرة قادما من بيئة محافظة جدا وفي جيبك اكثر من عشرة الاف جنيه شهريا
هذا ما حصل ويحصل مع الطلاب العرب والخليجيين تحديدا عندما ياتون للدراسة في جامعات القاهرة والتي اصبحت تستقطب الكثير من الشبان لاسباب عدة، منها الرغبة في العيش ضمن اسوار المدينة التي لا تنام، ومن الاسباب ايضا اللغة اذ غالبية الطلاب العرب لا يجيدون اللغات الاجنبية بشكل يسمح لهم الانتساب الى الجامعات الاجنبية في الدول الاوروبية والاميركية ويضطر من يلتحق بها الى اضاعة سنة او اكثر لتعلم اللغة، كما ان المصاريف الدراسية والمعيشية في مصر لها دورها ايضا والتي تعتبر متدنية جدا اذا ما قورنت مع الدول الغربية .
يحتل الفلسطينيون راس قائمة الطلاب العرب في الجامعات المصرية بحوالي 22000 شاب وشابة يليهم السعوديون 8000 ثم الاردنيون 4500 والكويتيون 2500 ، بالاضافة الى اعداد من الطلبة العراقيين والسوريين يتوزعون بين جامعات القاهرة وجامعات 6 اكتوبر وينقسمون الى عدة اختصاصات خصوصا الطب والصيدلة والعلاج الطبيعي والاقتصاد والعلوم السياسية .
وتقوم غالبية الدول العربية بدعم الطلاب ماديا لتشجيعهم على العلم وذلك من خلال مخصصات شهرية تصرف لهم تتراوح بين 6000 جنيه وعشرة الاف وذلك بالاضافة الى ما يرسله لهم الاهل فيجد الطالب نفسه امام مبلغ كبير شهريا فينصرف عن الدراسة خصوصا وان غالبية الجامعات تتساهل مع الطلبة العرب والخليجيين وذلك للمحافظة على المصدر الدائم للعملة الصعبة والمبالغ الكبيرة التي يتم انفاقها شهريا من قبل الطلاب.
وفي جولة للهدهد على بعض المقاهي التي يتردد عليها الطلاب المذكورون تكشفت امور لها علاقة بكل شيئ الا الدراسة، فغالبية الاحاديث عن تحديد مكان السهرة ورحلة اخر الاسبوع وتبادل ارقام هواتف فتيات الليل والبحث عن الحشيش والمواد والاقراص المخدرة، حتى تكاد تخال نفسك في جلسة حمراء مع مجموعة من كبار رجال الاعمال يقومون برحلة استجمام وسياحة.
اخر التقليعات حاليا استئجار سيارة فاخرة مع سائق ومرافقين “بادي غارد” لتكون ادوات الاستعراض في شرم الشيخ والاسكندرية والغردقة، كما ان هذه المظاهر كثيرا ما ترى في القاهرة وتحديدا امام النوادي الليلية، وعوامل عدة ساعدت هؤلاء الطلبة على هذا الاسلوب من الحياة، فالفتيات وبسبب الاوضاع المادية المزرية اصبحن سهلات المنال بالاضافة الى ان القاهرة كبيرة ومزدحمة ولا احد ينتبه لاحد او بمعنى اصح ما يتم في الليل يمحوه النهار.
لكن هذا الامر انعكس سلبا على الطلاب المحدودي الدخل او من يدرسون على نفقتهم الخاصة ولا يحصلون على دعم دولهم، فاغلب الباعة يرفعون اسعارهم مجرد سماعهم اللهجة غير المصرية وهذا ينطبق ايضا على الشقق التي ترتفع اسعارها للطلاب بشكل جنوني، فنفس الشقة التي يستاجرها المصري مثلا بالف جنيه او اقل يصل سعرها للطالب العربي الى 2500 على اقل تقدير.
وفي المقابل جالس مراسل الهدهد مجموعات اخرى من الطلبة من الجنسيات العراقية والسورية وبدوا اكثر التزاما من غيرهم خصوصا وانهم من طلبة الدراسات العليا ( ماجستير ودكتوراه) وكان اغلب الحديث عن الاطروحات ومواعيد المناقشات والتاخير الكبير الذي يتم لتحديد مواعيدها، واللافت ما كشفه الطلبة العراقيون بان السفارة العراقية لا تساعد جميع الطلبة بل تفضل ابناء احدى الطوائف على طوائف اخرى على رغم مطابقتهم لشروط المساعدة الشهرية حتى ان الرفض يتم احيانا بسبب الاسم او الكنية والعشيرة التي ينتمون اليها، مما يضطرهم الى الاتكال على ما يرسله لهم الاهل والمشاركة مع زملائهم نفقات السكن والمصاريف اليومية