طائرات العدو الإسرائيلي وحزب الله
د.مدين حمية
جدلية الصراع القائم بين قيادة الأركان العامة العسكرية في حزب الله من جهة، والقيادة "الإسرائيلية" من جهة أخرى، أدخل كلا الطرفين سباق تكنولوجي متسارع الخطوات، إذ يحاول كل طرف إيجاد حلول جذرية، بقدر المستطاع او مؤقتة، لتسجيل إنتصار، سوف تستثمر مفاعليه لسنوات مقبلة.
النقطة الأساس التي تستحوذ الإهتمام هي "التفوق الفضائي الإسرائيلي" والمقصود بذلك، سلاح الطيران والاقمار الصناعية. فسلاح الطيران "الإسرائيلي" هو الأساس في جميع الحروب التي خاضتها "إسرائيل"، غير أن حرب تموز 2006، كشفت ثغرة كبيرة في فاعلية هذا السلاح، إذ تبين أنه بحاجة إلى معلومات إستخبارية، في حين لم تتمكن أجهزة الإستخبارات "الإسرائيلية" من إختراق حزب الله، والحصول على معلومات وأهداف.
لذلك، فإن التهديد الذي وجهه حزب الله مؤخراً لـ "إسرائيل" بتدمير جميع المدرجات المرئية وغير المرئية، كتلك المدرجات التي تبنى على الأوتسترادات العامة،.. وضع التفوق الجوي "الإسرائيلي" في مرمى صواريخ حزب الله، أي خانة مميتة جزئياً. ففي ظل عدم وجود قاعدة آمنة لإنطلاق وهبوط الطائرات "الإسرائيلية"، فإن فاعلية هذه الطائرات في أي حرب مقبلة تصبح هشة وغير ذي جدوى،.. إلا إذا كان الطيارين "الإسرائيليين" كـ "الكاميكاز"!.. علماً أن هذا التشبيه مستحيل، وليس له أساس في الفكر العسكري الصهيوني.
لا شك، أن تهديد حزب الله لـ "إسرائيل"، جعل الأخيرة تسّرع الخطى بإتجاه تطوير صفائح خرسانية مدعمة بالتيتانيوم وبعض المواد الأخرى كمادة المايكروسيليكا التي تزيد من تماسكها لتصبح قادرة على تحمل الضغط الكبير من 40 نيوتن الى 10000 نيوتن كما هو حال صفائح اسطح حاملات الطائرات بل اقوى واصلب. وقد شملت عملية التطوير هذه، تقوية الصفائح الخرسانية وتخفيف وزنها من أجل أن تُحمل على شاحنات صغيرة سعة 20 قدم، فتوضع في اي مكان، بغية توفير مهبط آمن للطائرات.. وذلك على غرار ما حصل ابان مرحلة الحرب الباردة ما بين معسكر الاتحاد السوفييتي سابقاً ومعسكر الولايات المتحدة
لكن، المشكلة التي واجهت "إسرائيل" هي كيفية تأمين الإتصال بطائراتها لوضعهم في نقطة الهبوط الجديدة المتنقلة دون ان يدرك حزب الله وحلفائه مكانها الجديد؟.. فالتقنية الإستخبارية لدى حزب الله تطورت بوتيرة عالية جداً، خصوصاً بعض حرب تموز. ويبدو أن "الإسرائيلي" يدرك بأن حزب الله يمتلك معلومات دقيقة حول البوارج والقواعد العسكرية "الإسرائيلية"، وهذه المعلومات الدقيقة تمكن حزب الله من استهداف البوارج وتدمير القواعد.. وما حصل من استهداف البوارج خلال حرب تموز يعطي الدليل على دقة هذه المعلومات.
لقد لجأت "إسرائيل" إلى تقنية "النانو ساتالايت" وهو قمر صناعي يبلغ وزنه حوالي 7 كغ وتم تجهيزه بمجسات وكاميرات عالية الدقة مع شبكة إتصالات محمية بواسطة رموز معقدة، باستطاعة هذه التقنية إلتقاط من خلال مجساتها إشعاعات خفيفة تحول دون التقاطها من قبل الأقمار الصناعية الاخرى نظراً لضآلة الإشعاعات المنبعثة من مكان المرسل…
بكلام آخر يختلط مع التركيبة الخرسانية مواد مشعة كمادة البولونيوم 210 وهذه المادة تُلتقط ترددات إشعاعاتها عبر مجسات ارضية وجوية
والسؤال، ماذا ستحقق "إسرائيل" من عملية التطوير هذه؟..
عندما يجهز العدو المهبط الآمن يلتقطها "النانو ساتلايت" عبر تلك المواد المشعة ويرسل ترميز المكان عبر شيفرة لمكان الهبوط المتاح جزئياً
لكن السؤال الآخر، كيف ستتعامل "إسرائيل" حيال تزويد طائراتها بالوقود؟.
هنالك امران:
1- صهاريج متنقلة
2- امكنة مرسومة مسبقا لديها خزانات مخبئة يتم نقلها عبر رجل او رجلين وذلك من خلال تقنية السكك الممغنطة التي بدورها تلغي الجاذبية الأرضية، بحيث القوة المغناطيسية هي التي تحمل الخزان وتوابعه اللوجستية حتى الصفائح الخرسانية الممزوجة بمادة التيتانيوم ومواد أخرى هي ناقلة للحقل المغناطيسي
سؤال آخر يفرض نفسه وهو لماذا لا يستعين العدو بطائرات الإنذار المبكر الحديثة مثل الأواكس2؟
إن ترددات وإتصالات الأواكس 2 اصبحت واضحة امام بعض القوى الكبرى وهذا يضع قوات حزب الله امام صورة واضحة عن تحركات وإتصالات العدو، اما "النانو ساتلايت" فيمكنه التحليق من 4000 قدم حتى 70000 قدم مع إستحالت رؤيته وقرب إتصالاته من المعركة دون اللجوء الى الفضاء.
فماذا سيفعل حزب الله حيال ذلك؟..
إن إهتمام حزب الله بالتطورات التكنولوجية جعله في مكان مميز، بحيث اصبح قادراً على الإستعانة بتقنية "البلازما" المتوسطة او بمجسات أرضية جرى نشرها في الأراضي المحتلة، ويستعين بقوى كبرى صديقة تمكنه من قراءة كل الترددات الإشعاعية المنطلقة من الأراضي المحتلة وهو على دراية تامة بالأمكنة الجديدة لهبوط الطائرات وواثق بالقدرة على استهدافها. ومثال على ذالك، عندما هدد حزب الله بإستهداف مكان قريب من المستودعات الكيميائية للعدو في حيفا.
نعم، لقد اصبحت "إسرائيل" في خانة الموت، وهي التي يجب ان لا تقدم الأعذار لتلافي موتها… لكن هل القيادة العسكرية في حزب الله تنتظر الأعذار.. حتماً لا،.. فالنصر بات قريباً كما الصبح.