هنأت ايران الثلاثاء الاحزاب الدينية والطائفية المرتبطة بها على انتخابات من المرجح ان تبقي حليفها رئيس حزب الدعوة الاسلامي نوري المالكي في السلطة بعد حملة انتخابية انقسمت الاراء خلالها حول نفوذ طهران.
في غضون ذلك أوفد المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون الذي احتل المرتبة الاولى في نتائج فرز اصوات الانتخابات العراقية بغداد ومحافظات الجنوب مدير مكتبه طارق النجم الى طهران للتداول في تشكيل حكومة عراقية جديدة يترأسها.
وذكرت صحيفة "الزمان" في طبعتها الدولية الثلاثاء ان النجم غادر بغداد الى طهران عبر عواصم عربية للحفاظ على سرية الزيارة خشية ردود افعال الائتلافات الاخرى من التداول مع طهران قبل الزعماء العراقيين في اطار ترجيح تحالف المالكي مع عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى المرتبط بايران.
وزار رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي الذي يتزعم ائتلاف القائمة العراقية وهي قائمة علمانية تضم عربا من الشيعة والسنة المملكة العربية السعودية خلال الحملة لتحسين العلاقات مع المملكة السنية المنافسة لايران الشيعية في منطقة الخليج.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في افادة صحفية اسبوعية للتلفزيون الايراني الناطق بالانجليزية "كل الاشراف الدولي أكد سلامة الانتخابات العراقية. هذا نجاح ونحن نهنيء العراقيين".
وأضاف "نأمل ان نشهد تشكيل حكومة جديدة في اسرع وقت ممكن… المنطقة كلها ستستفيد من الامن في العراق".
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في السابع من مارس اذار تقدم ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي في سبع محافظات من إجمالي محافظات العراق وعددها 18 بينما رفع التأييد السني ائتلاف القائمة العراقية العلمانية لعلاوي الى المركز الثاني.
وحافظ المالكي الذي ينتمي الى الاغلبية الشيعية على علاقات وثيقة مع ايران الشيعية جارة العراق المنخرطة في نزاع مع الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي ونفوذها في دول عربية.
وقال محللون ان دولا سنية عربية بارزة مثل مصر والسعودية سترتاح أكثر لحكومة يقودها علاوي.
وانتقد ساسة عراقيون قلقون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بسبب تأخير النتائج لأيام فيما يؤدي إلى تصعيد التوتر ولفت الانتباه إلى اتهامات بالتلاعب.
وقدمت القائمة العراقية بزعامة علاوي قائمة طويلة من الشكاوى بشأن تزوير الانتخابات بما في ذلك بطاقات اقتراع وجدت في القمامة وأكثر من 200 ألف جندي لم يتمكنوا من التصويت بسبب عدم ورود أسمائهم في القوائم الرسمية.
واقر المالكي يوم الاحد في كلمة أمام مجلس الامن الوطني بثها التلفزيون بان انتخابات السابع من مارس شابتها بعض المشاكل لكنه قال "لا توجد انتخابات المخالفات فيها صفر".
وأضاف "صارت تلاعبات ولكنها لا ترقى الى عملية قلب النتائج الانتخابية".
ويعتبر غالبية العراقيين ان المالكي رجل دين بملابس (افندي) يدين بالفضل لايران، ويسعى لنقل فلسفة حزب الدعوة الاسلامي الذي يرأسه الى الدولة العراقية وتحويل العراق الى دولة اسلامية على غرار ايران.
وكان المالكي قد رحب بوجود علاقات طيبة مع دول الجوار لكن على ألا تكون مبنية على أساس تحالفات ومحاور.
وفي الحوار الذي أجرته قناة "بي.بي.سي" العربية قبل الانتخابات قال المالكي إن بلاده ترحب بأفضل العلاقات مع إيران وسوريا والسعودية وتركيا "شرط ألا تكون مبنية على قاعدة تحالفات ومحاور".
وردا على سؤال عن دعوة أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته سوريا الأسبوع الماضي بأن يكون العراق حليفا لإيران قال المالكي "العراق يرحب بعلاقات طيبة مع إيران شريطة ألا تكون مبنية على أساس أحلاف".
وأضاف أن العلاقة بين الجانبين ينبغي أن تكون قائمة على الصداقة "لا تدخل ولا دعم سياسي ولا عسكري".
وقال إن المنطقة دفعت ثمن المحاور التي أدت إلى تصادمات إقليمية.