أرشيف - غير مصنف

لو كنتَ مثلَ سواك

شعر: صلاح أبو لاوي
 
مهداة للشاعر أحمد أبو سليم
 
 
 
هي هكذا
 
تمضي على عَجَل ٍ
 
كأنَّ الخوفَ يتبعها
 
( فيسرقنا لهاث السيل)
 
والدنيا استراحتنا القصية ُ
 
في الطريق إلى الزوالْ
 
الموت توبتنا
 
وخطّاؤون نحنُ
 
صفاتنا أفعالنا
 
فانقشْ على كفن ٍ قصيدتك الأثيرة َ
 
واستعِنْ بالموتِ كيْ تَطَأَ المحالْ
 
يا أيّها المنسيُّ بين حروفك الأولى
 
على حَجَر ٍ تقدّمْ
 
كي تشقّ سديم مَنْ صلبوكَ في ( حُلُم ٍ)
 
ومَنْ سرقوا غزالةَ وجهك القرويّ
 
حين نزفتَ ( عبد الله كان أبي)
 
وحين نبشت جُرْحَ الخوفِ في الإنسانْ :
 
( لماذا يلبس السجان ُ
 
حين يهمّ بالأنثى ثياب الحرب ِ
 
والأنثى
 
تفتّشُ في ثياب الحرب عن سجّانْ )
 
على غيم ٍ تقدّمْ
 
واضحا ً كالظلم ِ
 
منتشيا ً
 
كصورة شاعر ٍ هَزَمَ الخيالْ
 
لو كنتَ مثل سواك َ
 
لم يجدوا القصيدة تحت إبطك خنجرا
 
أو حاصروك َ
 
لِمَا رأيت َ وما ترى
 
لو أنت مثل سواك َ
 
كنت الآن في سوق النخاسة ِ كالعبيد ِ
 
تباعُ حين يشاءُ بيعكَ سيّدٌ
 
أو تُشترى
 
لو كنت مثل سواكَ
 
لمْ أكتبْكَ
 
لمْ أحلُمْ بليل قصيدتي :
 
إذْ جاءني "محمود" مبتسما ً
 
وأنت معي
 
وكان الوقتُ غير الوقت ِ
 
كلـّمني على حِدَةٍ
 
فلمْ أمسكْ طيور اللغز في كلماته ِ
 
لكنْ هززتُ موافقا صوتي
 
وقلتُ له :
 
رأيتك في منامي دون حنجرة ٍ
 
وكان الناسُ دون أصابع التخمين ِ
 
قال : انظرْ
 
وحين نظرتُ من شُبّاك ِ أحلامي
 
رأيت الميتين َ على امتدادِ الغيب ِ
 
يندفعون نحو المسرح الوهميّ
 
قلتُ : اقرأْ لهمْ
 
" أنا لستُ لي"
 
لكنّ صوتا ً كان يُشْبهه ُ علا :
 
        يا أيها الشعراءُ في زمن الرداءة ِ ما بكمْ
 
الأنبياءُ سعاتكمْ
 
أولى لكم …
 
أولى لكمْ …."
 
فصحوتُ من فَزَعي
 
وقد تركَ الجميعَ وراءهُ موتى
 
لأفهم ما جرى .
 
يا طيننا المنفيّ من عَدَن ٍ
 
ولا ارْضٌ لديكْ
 
ما أثقلَ المنفى عليكْ
 
كالطير أنتَ مُقسّمٌ
 
فاطلقْ جناحك َ
 
أو فشدّ على المحال بمخلبيكْ
 
واصنعْ لنا
 
من حنطة ِ الكلمات ِ بستانا ً
 
لنخلدَ كلما تعبتْ رواحلنا إليكْ
 
ما أجدبَ الأيامَ
 
 حين نيازكُ الشعراءِ ألعابا ً تصيرُ فضمّنا
 
وارفعْ لنا قمَرا ً ليعلوَ ماؤنا
 
من راحتيكْ
 
لا روح في جَسَد ِ الثرى
 
فانفخْ بأنف ِ الطين ِ جرحك َ
 
يستوي مطرا ً وأيكْ
 
ما أثقل المنفى على أرواحنا
 
ما أثقل المنفى عليكْ
 
ـــــــــ
 
*المقاطع بين قوسين للشاعر أحمد أبو سليم

زر الذهاب إلى الأعلى