إحياءً لتقاليد مجوسية.. الإيرانيون يحتفلون بعيد النار بإحراق صور خامنئي والخميني

ذكرت تقارير صحفية أن المدن والقرى الإيرانية شهدت مساء أمس ليلة كلها نار في نار يفوح مع دخانها رائحة الوثنية بوضوح، شملت أيضا مشاعل ومفرقعات وبؤر من اللهيب والقفز فوق ألسنة النار في الشوارع والأزقة، احتفالاً بما يسمونه "عيد النار" المعروف فارسياً باسم "جوهار شنبه سوري" والمستمر منذ ما قبل الاسلام ويصادف عشية يوم الأربعاء الاخير في السنة الايرانية التي تنتهي في 20 مارس الحالي. وتعني كلمة سوري بالفارسية "المتوهج أو المتقد".
 
ويحتل عيد النيروز الفارسي مقاما كبيرا لدى إيران و لايزال امره كذلك من اقدم العهود الى يومنا هذا. وجاء في كتاب أحد علماء الشيعة، وهو كتاب بحار الأنوار لـ (المجلسي) : "أن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاق العباد وأول يوم طلعت فيه الشمس وفي رواية أخرى هو اليوم الذي أخذ فيه النبى لعلي العهد وهو اليوم الذي يظهر فيه الإمام الغائب إنه من أيامنا حفظه الفرس وضيعتموه" .
 
وتوقع البعض أن نجاح الثورة الشيعية التي قادها الخميني ستنعكس بصورة إيجابية على وأد هذه الممارسات والتقاليد المجوسية التي كانت سائدة في الحياة الإيرانية وأن القيم الإسلامية سوف تسود ولكن خاب ظنهم فالاحتفالات أصبحت تقام مثل السابق ولكن مع إعطائها صبغة إسلامية.
 
وفي هذا العيد، يختلط الحابل بالنابل في ايران, لذلك استنفرت السلطات كل أجهزتها الأمنية والصحية واستعانت بالجيش في المدن الكبرى, لأن احتفالات "عيد النار" متفرقة وفوضوية بطبيعتها, وهي فرصة سانحة للإصلاحيين للتعبير من خلالها عن سخطهم المستمر.
 
ومع أن الاحتفالات مجوسية الجذور، يبقى هذا التقليد مترسخاً لدى الايرانيين حيث يشعلون سبع بؤر نار ويقفزون فوقها وينشدون "أعطيك لوني الاصفر (رمز الامراض الشتوية) واخذ لونك الاحمر (رمز الصحة)", كما يشعل الشبان المفرقعات, علماً أن عيد النار يرمز الى انتهاء فصل الشتاء وقدوم الربيع مع السنة الايرانية الجديدة.
 
وذكرت قناة "العربية" الفضائية, أن عشرات المعارضين أحرقوا صوراً للمرشد الأعلى علي خامنئي ومؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني خلال الاحتفالات في ساحة أزادي وسط طهران, مشيرة إلى وقوع مواجهات بين القوات الايرانية والإصلاحيين في ساحة انقلاب.
 
في هذه الأثناء، قالت وكالة الانباء الطلابية الايرانية أن 36 حادث حريق وقع في طهران وحدها خلال الاحتفالات, ونقلت عن مسؤول في الشرطة طلبه من العائلات "الاحتفال بعيد النار قرب منازلهم" لأن الشرطة ستمنع "اي تجمع على المحاور الرئيسية".
 
ورغم مخالفته الإسلام, لم يجرؤ مؤسس الجمهورية الإسلامية الخميني, على إصدار فتوى بتحريم العيد, وبالطبع لم يفعلها من بعده الى الآن مرشد الثورة علي خامئني, الذي انتقد الأحد الماضي هذا الاحتفال معتبراً أن "لا أساس دينياً له ويلحق ضررا كبيرا وينشر فسادا ويجب تفاديه, وهو يرمز الى عبادة النار".
 
ومنذ الثورة الاسلامية في ,1979 حاولت السلطات الدينية دون جدوى ثني الايرانيين عن الاحتفال بعيد النار مذكرة كل سنة بأنه "مخالف للقيم الاسلامية", كما حذرت الشرطة في الايام الاخيرة من استغلال هذا العيد لغايات سياسية, بعد دعوات من قبل المعارضة الإصلاحية للافادة من المناسبة والتعبير عن المعارضة للنظام.
 
Exit mobile version