السيناريو الأكثر ترجيحا .. لقبول سورية توبة جنبلاط
في الكثير من الكلام الفارغ الذي تداعى به جنبلاط أثناء مقابلته أمام أبن جدو على قناة الجزيرة .. كان يركّز على وضع الطائفة الدرزيّة الكريمة .. و كان في غالب توطئات هذا التركيز يشير إلى " أنّها أقليّة عربية " و أنّ الكثير من الدواعي التي تجعله يعتذر عن أخطاء الماضي هي دفع " المخاطر التي تهدّد وضع هذه الطائفة " .. و لم يدر بخلده .. أو أنّه تجاهل عن عمد أنّه في لبنان ، أو في سوريا . عندما لا تتعلق أعمال الشخص بأمجاد شخصيّة ، أو منافع ذاتيّة.. فإنّه يتجاوز الطائفة إلى الوطن .. و أنّ " سلطان باشا الأطرش " كان بقامة سوريّا عندما وقف هو ، و من معه من مجاهدين ليقارع الاحتلال الفرنسي .. و أن طلاب سوريا مازالوا يقرؤون اسمه في كتبهم المدرسيّة كأحد أبطال الثورة السوريّة دون أن يفطنوا إلى أنّ هذا " السلطان " ينتمي إلى طائفة ما …
وليد ( بيك ) .. لم يكن حتّى بحجم حذاء والده " كمال " ..في كل ما يتعلّق بوضع " الطائفة " أو " لبنان " أو " الوطن " .. و مع كل أخطاء والده التي فرضها الموزاييك الطائفي اللبناني ، و اختلاط " الشخصي الاقطاعي " بالمساحة الكبيرة لطروحاته " القوميّة " ..فإنّه لم يكن في وارد استجلاب عداء سوريّة ، و إنّه كان يعرف العمق الاستراتيجي الذي يمثله دروز سوريا لـ " دروز لبنان " ..
وليد " بيك " حوّل بعض شباب هذه الطائفة في لبنان الى " ميليشيا " مسلّحة ، و بحجّة الدفاع عن الفلسطينين .. و بكل الحجج التي حفلت بها كتب والده .. كان يشرّد الشريك الآخر في الوطن ، و يولغ في دماء جيرانه .. و يبني مجده الإقطاعي الموروث على أجساد ، و أشلاء شباب ، و شيوخ ، و نساء هذا الشريك .. و لأنّ لبنان " الطائفي " كان عليه أن يتجاوز " محنة الحرب الأهليّة " فقد منح صكوك الغفران لكل رؤساء عصابات القتل على الهويّة .. و لكلّ المجرمين الذين كان يجب أن يساقوا إلى محاكم جرائم الحرب الدوليّة ….
وليد " بيك " .. كان عليه ، و باعترافه .. أن يكذب على سوريا منذ 1980 ، و حتّى 2005 .. استفاد خلال وجودها في لبنان من كل الامتيازات ، و الاختراقات ، و الأمجاد البرلمانيّة ، و تلميع صورة حزبه " الاشتراكي ؟!" ، و أن يتحالف مع فلان .. أو فلان دون أن تكون مصالح " الطائفة " أو " مصالح الوطن " فوق كل مصلحة .. و هذا منطق الأمور حين يتحوّل رئيس عصابة قتل ، و نهب ، و سلب إلى " نائب ، و رئيس حزب " .. و الأمثلة في إفريقيا ، و أمريكا اللاتينيّة كثيرة ..
وليد " بيك " .. بعد انقلابه على الاتفاق الرباعي في الانتخابات اللبنانيّة التي أعقبت اغتيال الحريري .. تم تجنيده لصالح مشروع الشرق الأوسط " الأمريكي – الصهيوني " .. و كان عليه من أجل ذلك :
1 – اطلاق كلابه المسعورة من عقالها " العريضي ، و حمادي ، و ابو فاعور " للنباح على سوريّة .. و للنباح على حلفاء سوريّة ، و للنباح على سلاح حزب الله …
2 – إطلاق ذات الكلاب" حمادي " لتلفيق الشهود في قضيّة اغتيال الحريري ، و دفع المال ، و الرشوة للمحقق الدولي من أجل اتهام سوريّة ، و كشف خاصرتها ..
3 – تكوين تحالف صهيوني في لبنان قوامه ( عصابة البريستول ، و رؤوساء العصابات المسلحة التي شاركت في الحرب الأهليّة ، و رؤساء المارونيّة الصهيونيّة في لبنان ، و شذّاذ الأفاق من أبناء الإقطاعية السياسيّة اللبنانيّة ، و صغار المتكسبين ممن انقلبوا على تاريخهم ) يدعمه مال" صهيو – سعودي " ، و غطاء سياسي " مصري – اردني – خليجي "
4- مطالبة أمريكا باحتلال سوريّا أسوة بالعراق، و توجيه السيّارات الملغّمة للشعب السوري ، و رفع عقيرة الاستعداء .. و مهاجمة رمز سوريّا على منابر المهرجانات التي كانت يخطّط لإقامتها ( الموساد الصهيوني ، و السفارتين الأمريكيّة ، و السعوديّة ) ..
5 – استقبال ما يسمى " بالمعارضة السوريّة بالخارج " .. تحت غطاء تلاقي المصالح ، و اتحاد الأصوات " النابحة " على سوريّة .. و التي لا تساوي الحجر الذي أُلقمته ..
وليد " بيك " .. لم يكن ليقدم اعتاذراً .. لولا أحداث " 7 أيّار " التي أعادت رؤساء العصابات إلى أحجامهم الطبيعيّة .. و بعد أن قرفت الطائفة الدرزيّة من كل هذا الكمّ من النباح الذي جادت به عقيرته ، و عقيرة " رؤوس حزبه " ، و من تمتع بغطائه ..و حتّى انقلابه على تحالف 14 أذار الصهيوني ، لم يكن قد عرف بأنّه " لاشيء " بدون رافعته الطائفيّة .. و بدون غطائه السوري …
وليد " بيك " يعتذر بعد أن أفلس مشروعه .. و السيناريو الأكثر ترجيحا لقبول توبته :
1 – اعتزاله العمل السياسي تماما .. فحتّى ظاهرته الصوتيّة التي توجهت اليوم إلى حلفاء الأمس .. لم تعد ذات جدوى .. و سوريا لم ، و لن تلعب بأوراق محروقة ..و بالتالي عليه أن يقبع في دارته ، هو و كلبه ..
2 – تحويل تركته " الإقطاعية – السياسيّة " إلى ابنه تيمور ، و يكفيه هكذا جائزة ترضية …
إنّ الظاهرة الإقطاعيّة الجنبلاطيّة إلى زوال .. فأخطاء " و ليد جنبلاط " كانت قاتلة ، و حاسمة ، و هو ربيب " مفكر " ..و " سياسي محنّك " و لقد لعب بأقدار طائفته ، و الحزب الذي بناه والده.. فما الذي سيقدمه ابنه تيمور للاثنين ، و هو ربيب " رئيس عصابة قتل " ، و كذّاب قبل أن يكون أداة بيد أعداء وطنه … ضد أبناء وطنه ، و أخوته على الشق الآخر .. لقد أخطأ " و ليد جنبلاط " في قراءة الواقع من قبل ، و الآن .. و هي مكافأة كبيرة يقدّمها له من يقول : " إنّ وليد جنبلاط يقرأ الواقع ، و يتصرف من خلاله " .. فذهنيّة رئيس عصابة لا يمكن أن تكون بالمطلق " ذهنيّة سياسي يحلل الواقع " .. و هذا مرّة أخرى منطق الأمور .. و منطق سوريّا في اعتقادي..
رشيد السيد احمد