بيان الرباعية لا يقدم ولا يؤخر
بقلم: زياد ابوشاويش
رغم تكرار مضمونه بصياغات مختلفة ولعدة مرات في السابق وترجيح صدور نسخة جديدة منه في المستقبل القريب إلا أن البيان الختامي لاجتماع الرباعية بموسكو حظي بترحيب حار من الرئيس الفلسطيني الذي يعالج الآن في مشافي الأردن مما وصف بسقطة منزلية ولا نعرف سر هذا الترحيب أو هو المرض تسبب في رؤية خادعة لبيان لا يقدم ولا يؤخر في مجرى العملية "السلمية" بالمنطقة.
البيان خلا من أية كلمة حول موعد نهائي لوقف الاستيطان من جانب إسرائيل، كما خلا من أية إجراءات ترغم إسرائيل على مجرد التفكير في وقف الاستيطان، أو أي عقوبات بالخصوص.
إذن ما الذي يرغم إسرائيل على وقف نشاطها الاستيطاني وخاصة بعد التراجع الأمريكي السريع والمخزي عن تهديداتها ومطالباتها بوقف الاستيطان؟ وبعد أن ابتلعت إدارة أوباما إهانة نائب الرئيس والحكومة الأمريكية على حد تعبير وزيرة الخارجية التي عادت وأكدت على عمق الروابط مع الكيان الصهيوني. وقد أكمل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأن بلاده ملتزمة بعمق بأمن إسرائيل وتفوقها.
الترحيب بالبيان الصادر في موسكو ليس له في الحقيقة أي مبرر اللهم إلا من باب الثناء على المعنى الوارد بخصوص رفض الاستيطان وإدانته رغم أن المطلوب هو توفير شروط استئناف المفاوضات بقرار ملزم بوقف الاستيطان الأمر الذي تجاهله البيان .
إن الشعب الفلسطيني يرفض بأغلبيته الكبيرة عودة المفاوضات من حيث المبدأ، وساند موقف السلطة حين ربطت عودتها للمفاوضات بشرط وقف الاستيطان معطياً فرصة للسلام ركلتها إسرائيل ولم تجد من يردعها…. وسيبقى الأمر كذلك طالما لم نجرب كفلسطينيين وعرب طريق آخر غير المفاوضات.