ظل طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، يشن حملة غير عادية استمرت عامين للابقاء على سرية صفقة ابرمها مع شركة نفط عملاقة لديها مصالح واسعة في العراق، هي شركة النفط الكورية الجنوبية «يور آي» للطاقة.
وبلير الذي جنى عشرين مليون جنيه استرليني على الأقل منذ تركه منصبه في عام 2007 وحاول اخفاء الحقيقة عن الرأي العام بشأن صفقاته، بذل جهدا كبيرا ايضا لاخفاء صفقة بمليون جنيه استرليني لتقديم الاستشارات للحكومة الكويتية.
ففي خطوة غير مسبوقة، اقنع اللجنة التي تحقق في اعمال الوزراء السابقين لابقاء تفاصيل الصفقتين طي الكتمان لمدة عشرين شهراً.
وبرر طلبه بان تلك امور تجارية حساسة، لكن تلك الصفقات خرجت العلن امس الاول (الخميس) عندما نفد صبر اللجنة الاستشارية للتعيينات التجارية مع بلير، وقررت تجاهل اعتراضاته وقامت بنشر التفاصيل.
اتهامات جديدة
وأثارت انباء الصفقات السرية ظهور اتهامات جديدة بان بلير يستفيد من اتصالاته العائدة للحرب على العراق.
كما ألقت تلك التفاصيل الضوء على ايراداته المذهلة التي تشمل المحاضرات التي يلقيها واستشاراته للبنوك والحكومات الأجنبية، ومقدم اجر مجز لتأليف مذكراته
، بالاضافة الى راتب التقاعد وغير ذلك من المزايا التي يتمتع بها رئيس الوزراء السابق.
سرية الدخل
والحجم الكامل لدخله ما زالت تحوطه السرية، لانه اقام شبكة معقدة من الشركات والشراكات غير محددة الهوية التي تجعله يتفادى نشر الحسابات الكاملة لجميع الاموال العائدة من اعماله التجارية.
بوش والشرق الأوسط
ويقول منتقدو بلير ان نسبة كبيرة من دخله مصدرها رعاته في اميركا وفي الشرق الاوسط، وان هناك فائدة واضحة اتت من خلال العلاقات الوثيقة التي عقدها مع جورج بوش ابان غزو العراق.
وقالت اللجنة الخميس ان بلير تولى وظيفة مدفوعة الأجر لتقديم المشورة لمجموعة من المستثمرين بقيادة شركة «يو آي» للطاقة في اغسطس 2008 ولا تعرف طبيعة هذه الصفقة تماما، ولكن شركة «يو آي» تعتبر واحدة من اكبر المستثمرين في منطقة كردستان العراقية الغنية بالنفط.
ولم يتم الكشف عن الأجر الذي يتقاضاه بلير، ولكنه يعتقد انه يبلغ مئات الآلاف من الجنيهات.
وكانت اللجنة قد وافقت على تعليق ممارساتها الطبيعية لمدة ثلاثة اشهر، ولكن بلير طلب تمديد تلك الفترة، وعندما انتهت في العام الماضي ظلت اللجنة «تطارد» بلير حول تلك القضية من دون ان تسمع منه اي رد، وأخيرا راجع رئيس اللجنة الاوراق وامر بأن يتم العلن عن تلك الصفقة بالاضافة الى الصفقة الاخرى المستقلة مع الكويت.