يبدو أن شتم الإسلام والمسلمين في الغرب أصبح الطريق الأسهل لدى البعض للحصول على «الدولارات» وإلا ماذا يعني إفراد وسائل الإعلام الأمريكية مساحات واسعة من صفحاتها ومواقعها الإلكترونية لهؤلاء الإشخاص الذين كلما حاولنا جاهدين إبراز أهمية وتسامح ديننا الحنيف يأتون إلينا من كل فج عميق ليسيئوا لنا ويحاولوا إعادة ساعة الزمن للوراء وكل عمل بسعره طبعا.
اكتب كتابا تشتم به الإسلام تصبح نجما إعلاميا يشار لك بالبنان كما حصل مع هذا «الحامد» الذي جاءنا لكولورادو شاتما إسلامنا ولم نسمع من مؤسساتنا الإسلامية في المدينة أي رد فعل عما جرى وكأن الموضوع لا يعنيها أبدا …
ما نستطيع أن نتلمس من المؤسسات الاسلامية الفاعلة في الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أن مسلمي الغرب يقومون بعمل جليل هو تمتين الوجود الإسلامي في أمريكاوالغرب عموما، وجعل الإسلام موطنا بصلاحيات كاملة للمواطنة، وليس ضيفا لا بد له من الرحيل وإن طال الزمن، هذه الرؤية الإستراتيجية تقتضي التمييز بين تصرفات مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية وتصرفات مسلمي العالم الإسلامي، فكلاهما يعيش في بيئة مختلفة تستدعى اجتهادات مختلفة؛ لكن تبقى القضية الحاكمة أن المسلمين كالجسد الواحد فالأخطاء يتحملها الجميع وردود الأفعال الغاضبة تخصم من نصيبهم… وبالتالي نكون أمام معركة تستدعي إدارة جيدة لتعظيم المكاسب وتقليل الخسائر، وجعل الخسائر تقع فيما هو هامشي، أما المكاسب فلا خيار إلا أن تكون استراتيجية.
هذا المدرك يرى أن إحباط الهدف الاستراتيجي للقائمين بالإساءة المتمثل في حصار الإسلام في الولايات المتحدة لا بد أن يقلل من الإساءات المتصاعدة والآخذة في الانتشار في الآونة الأخيرة، وخاصة أن تلك الإساءات لم تأت كرد فعل على أشياء قام بها مسلمون، ولكنها محاولات لاستفزاز المسلمين، لتصويرهم على أنهم جماعات متطرفة عنيفة ولا عقلانية، ولا تستطيع أن تتوافق مع قيم الحضارة والديمقراطية، ولديها نفور من الآخر ورغبة في خلق «جيتو إسلامي أمريكي» يتميز بالعنف والقتل.
د. توفيق حامدهذا المدرك -أيضا- كان يرى أن هناك محاولة للضغط على المسلمين من خلال الإساءة مع إيجاد بدائل للحركة كلها تؤدي إلى خسائر إستراتيجية للإسلام سواء على مستوى وجوده كمواطن كامل المواطنة بما تحمله من حقوق وواجبات ومشاركة، أو على مستوى الصورة الذهنية التي لابد ألا تراوح نمطية الإرهاب والعنف والتشدد… هذا ما أدركته «آخر خبر» وهي تقرأ ما نشرته الوسائل الإعلامية الأمريكية لمحاضرة المهاجر المصري د. توفيق حامد في مدينة جلينديل بولاية كولورادو … ساءنا جدا ما قرأنا كما إستفز العديد من العرب والمسلمين في الولاية وإننا إذا نسلط الأضواء على ما قيل في هذه المحاضرة جاء من باب تعريف أبناء الجالية العربية والإسلامية بما يجري حولهم مع ترك باب الإجتهاد وحق الرد لهم .
هناك جهات ترغب في نسف مكاسب المسلمين في أمريكا وشغلهم بمعارك وقضايا جانبية، والحيلولة دون تحقيق أهدافهم الكبرى ألا وهي التفاعل والاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، فالسياسات اليمينية المتطرفة جعلت من إساءاتها للمسلمين منهجا لتحقيق مكاسب انتخابية، وخلق حالة من الاستقطاب في المجتمع تعمق مشاعر الخوف من الإسلام وتعوق سياسات الاندماج.
وهذا نص الخبر الذي ترجمته « آخر خبر « و نشرته صحيفة تشيري «كريك فالي» في ولاية كولورادو الأمريكية في عددها الأخير الصادر الأسبوع الماضي ونسختها الإلكترونية عن المحاضرة التي ألقاها توفيق حامد :
حضر «الدكتور توفيق حامد» ، وهو عضو سابق في تنظيم «الجماعة الإسلامية» الإرهابي إلى منطقة «وادي تشيري كريك» وغيرها من الأماكن في أنحاء مدينة دينفر الكبرى لإلقاء محاضرات عن التهديد الحقيقي لحركات الجهاد الإسلامي المتطرقة وما يمكن للغرب فعله لمحاربة هذا التهديد. و يُعتبر الدكتور حامد واحداً من الخبراء الرائدين في مجال الإرهاب العالمي كما قام بمخاطبة البرلمان الأوروبي في بروكسل في بلجيكا في هذا المجال مرتين.
وقد صُدم الكثير من الناس الذين جاؤوا لحضور محاضراته كما صرحت ماري ماثيوز التي حضرت محاضرة ألقاها بعنوان «وجهة نظر مطلع على العنف الإسلامي» حيث صرحت بأن محاضرة الدكتور حامد أكدت لها بأن «الكثير من مخاوفها من الإسلام التقليدي والتي كانت تشك بكونها غير عقلانية أو متحيزة كانت فعلياً صحيحة وبأن الوضع الحقيقي للإسلام هو أسوأ مما كانت تتوقع. وبأن رسالة الدكتور حامد المباشرة كانت بأنه ما لم يتم فعل شئ ما لكبح التطرف الإسلامي فإن سفك الدماء المنتشر حاليا ما هو إلا مجرد بداية »حامد قام بتأليف كتاب عن الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية وعبر في المحاضرة التي ألقاها في الداخل عن وجهة نظر إسلامية تتسم بالعنف ، كشفت عن «الكثير من مخاوفي عن الإسلام التقليدي والتي أرى أنها ربما كانت غير عقلانية أو متحيزة ، ثم أكد: «الوضع الحقيقي في الاسلام هو في الواقع اسوأ بكثير مما كنت اعتقد. رسالته واضحة هي أنه إذا لم يفعل شيئا لمواجهة الإسلام الراديكالي وسفك الدماء هو مجرد بداية.
كما أدلى في مقابلة حصرية مع صحيفة جليندايل تشيري كريك بأنه يعتقد ان سذاجة الغربيين بشأن الإسلام التقليدي يمكن أن تؤدي إلى نتائج كارثية. كما حذر من وقوع حرب بين الحضارات في حال لم يتم بذل كافة الجهود لإصلاح الإسلام و تشجيع التفسير السلمي للاسلام والنصوص المقدسة.
وكان الدكتور حامد انضم خلال فترة دراسته الطب في كلية الطب في القاهرة إلى تنظيم «الجماعة الإسلامية» المتطرف والذي كان الدكتور الظواهري – المعروف بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن – واحدا من أعضائه القياديين. ويصف الدكتور حامد شخصية الظواهري بالمثقفة والجذابة. كما صرح الدكتور حامد بأنه تلك الفترة كان «يحلم بالموت في سبيل الله عن طريق المشاركة في أعمال إرهابية». إلا أنه انسحب من الجماعة قبل تلقي المرحلة النهائية من تدريبه على الأعمال الإرهابية في افغانستان.
حامد قام بتأليف كتاب عن الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكيةوقد انضم الدكتور حامد إلى تنظيم «الجماعة الإسلامية» الإرهابي لتوفيره هيكلا لتعاليم الإسلام التي كانت على حد سواء التقليدية والمتطرفة ولعدم وجود بديل آخر لما يبحث عنه في طريقه إلى الله من خلال الدين الإسلامي. كما شرح بأنه هناك أجزاء من القرآن تحث على التعايش السلمي مع الأديان الأخرى إلا أن أغلب علماء الدين الإسلامي عبر التاريخ قد فسروا تلك الأجزاء بطريقة تروج للعنف وعدم التسامح.
وفي حين ان الإرهابيين الناشطين هم أقلية صغيرة جدا في العالم الإسلامي إلا أن أولئك الذين يدعمون الاعمال الارهابية يشكلون الغالبية العظمى من المسلمين وخاصة العرب المسلمين وبأن هؤلاء هم من يسميهم الغرب بـ «المعتدلين» لعدم اشتراكهم بأعمال إرهابية. وشرح قائلاً هذا هو سبب عدم وجود مظاهرات أو إدانات للإرهاب الذي يقترف باسم الإسلام.
وعلاوة على ذلك ، يشرح حامد بأن الهدف الرئيسي للمسلمين الذين انتقلوا إلى الغرب هو فرض الشريعة الاسلامية في المجتمعات التي انتقلوا اليها بعد أن يعززوا وجودهم هناك بما يكفي للقيام بذلك.
ففي حين يرجع الكثيرون في الغرب الإرهاب الإسلامي إلى الفقر أو نقص التعليم ، يذفإن رأي الدكتور حامد يختلف معهم بشدة. ويشير إلى أنه على مدى خمسين عاما الماضية والتعليم في العالم الإسلامي قد ارتفع ارتفاعا ملحوظا في الوقت الذي حقق فيه ثراء فاحشا لدول مثل المملكة العربية السعودية ، ولكن ذلك لم يؤدي الى انخفاض الإرهاب الإسلامي بل إن ماحدث هو العكس.
وأضاف: في حين يرجع الكثيرون في الغرب الإرهاب الإسلامي إلى الفقر أو نقص التعليم ، فانني أختلف مع هذا الطرح. التعليم تطور تطورا كبيرا على مدى الخمسين عاما الماضية ورغم النفط والثراء الفاحش في دولة مثل المملكة العربية السعودية لم يخفض من دعم هذه الدولة للإرهاب الإسلامي على مستوى العالم. ولكن العكس هو ما جرى. وقال أثناء المحاضرة التي ألقاها في مدينة جلينديل بولاية كولورادو الأسبوع الماضي بأن مجموعته الإرهابية الجماعة الإسلامية ترى أن المفهوم الغربي لحرية المرأة هو أهم أسباب كراهيتنا كمسلمين للغرب» وأضاف بانه يوافق على الاقتراح الذي قدم مؤخرا في فرنسا لحظر الحجاب في الاماكن العامة. واشار في محاضرته أيضا إلى أن الكثير من الغربيين يعتقدون أن الحجاب الإسلامي هو «مجرد جزء من اللباس التقليدي للمرأة المسلمة وحرية التعبير التي ينبغي احترامها » ، ولكنه لا يعتقد ذلك أبدا لأنه يعتقد ان الحجاب الإسلامي «يخلق نوعا من الشعور بالتفوق وهو ما يسهم في تأجيج شعور المسلمين بإرهاب الديانات الأخرى.
وأضاف الدكتور حامد بأنه حذر غير مرة من خطر الإرهاب الإسلامي على الغرب إلا أن تحذيراته تم تجاهلها . وبأنه قد قال قبل عامين من الحادي عشر من سبتمبر بأن المسلمين سيسقطون برج التجارة العالمي قريبا لعلمه بطريقة تفكير الجماعات المسلحة الإرهابية .
عندما سئل ما هي الرسالة التي يود إيصالها إلى الجمهور الغربي ، أوضح الدكتور حامد إن الإسلام «دين عنف» وعلى الغربيين أن يكونوا من الحكمة ما يكفي لترك الباب مفتوحا لكل الإحتمالات !!.