جدّد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تأكيده على أن الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، هي قيم راسخة في خيارات تونس وتوجهاتها وأن المشاركة في الشأن العام والمساهمة في خدمة البلاد حق للجميع بعيدا عن كل إقصاء أو تهميش.
وقال بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة احتفال تونس بذكرى استقلالها الـ54:" نحن نؤمن بضرورة البحث عن مختلف مصادر الإضافة والإفادة لصالح شعبنا وبلادنا في نطاق قبول الاختلاف في الرأي والاجتهاد واحترام الثوابت الوطنية والعمل ضمن دولة القانون والمؤسسات" مؤكدا في هذا السياق حرصه على ترسيخ حرية الرأي والتعبير والارتقاء بقطاع الإعلام بمختلف أصنافه. والمعروف أن تونس تصنف من أكثر الدول معاداة للانترنت بحجبها الكثير من المواقع ومن بينها موقع (وطن) ولم تفلح محاولات الإدارة بمخاطبة المسؤولين برفع الحجب عنه في تونس.
وأشار إلى أن تونس ليس بها محظورات ولا ممنوعات في ما يتناوله الإعلام من قضايا وما يطرحه من ملفات داعيا إلى احترام قيم وخصوصيات البلاد وعدم الإساءة إلى القواسم الأخلاقية والاجتماعية المشتركة والامتناع عن تجريح الأشخاص والقدح في أعراضهم.
وأبرز الرئيس بن علي ما يوليه من أهمية للانتخابات البلدية التي ستجري في تونس خلال شهر مايو/ايار المقبل باعتبارها ترسيخا متجددا للديمقراطية المحلية وفرصة لتكريس المواطنة والتنافس النزيه. وأعلن أن المرصد الوطني التونسي للانتخابات سيتولى من موقع الحياد والاستقلالية معاينة هذه الانتخابات ومراقبة سيرها بمختلف مراحلها داعيا الإدارة إلى توفير كل ما يتطلبه نجاح العملية الانتخابية من تنظيم جيد وإعداد مادي محكم وتطبيق القانون على الجميع في نطاق الحياد المطلق والنزاهة التامة.
وحثّ جميع التونسيين والتونسيات على حسن الاستعداد للانتخابات البلدية المقبلة بما يلزم من وعي سياسي وسلوك حضاري وتعامل رشيد، لإثراء ما قطعته تونس من أشواط متميزة على درب الديمقراطية والشفافية واحترام القانون والممارسة الانتخابية الحرة والمسؤولة.
وانتقد الرئيس بن علي الذين بادروا بإلقاء الاتهامات المجانية للعملية الانتخابية حتى قبل أن تبدأ، وشرعوا في الحديث من الآن عن تزوير خيالي يتحصنون وراءه، وخاطبهم قائلا: "إن صناديق الاقتراع هي الفيصل بين القائمات المترشحة بمختلف ألوانها وانتماءاتها في عهد آل على نفسه أن يكرس كل التراتيب القانونية والممارسات الأخلاقية التي تكسب العملية الانتخابية نزاهتها ومصداقيتها".
واعتبر أن الذين احترفوا التشكيك وإلقاء الاتهامات الجزاف في مثل هذه المناسبات، هم الذين يخافون دائما المواجهة الشريفة والشجاعة للمنافسات الانتخابية لقلة الثقة بأنفسهم وببرامجهم وعزوف الشعب عنهم.
وبعد أن أعرب عن ارتياحه بالترحيب الإقليمي الدولي الذي لقيته مبادرته بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن الرئيس بن علي تركيز «برلمان الشباب» خلال العام الحالي، ليكون مؤسسة استشارية تضم ممثلين عن الشباب من الجنسين ، حتى يتمرسوا بقيم الحوار والوفاق والمشاركة.
ومن جهة أخرى شدد بن علي على أن المحافظة على الاستقلال لا تقل شأنا عن نيله والتضحية في سبيله وأن التفاني في دعم مناعة تونس، لا يقل شرفا عن الكفاح في سبيل تحريرها وبناء دولتها. وشدّد على أنه "لا مناص لتونس من أن تظل منخرطة في عصرها ومواكبة لتحولاته بكل وعي واقتدار، تتوقى سلبياته ومخاطره، وتحافظ على ذاتيتها، واستقلالية قرارها".
يذكر أن تونس التي تحتفل يوم 20 مارس/اذار من كل عام بذكرى استقلالها عن الاستعمار الفرنسي جمعت منذ تغيير 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 بين عيدي الاستقلال والشباب وذلك لإحكام التواصل والتكامل بين الأجيال.