طالب السيناتور جون مكين الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتزام محدد حيال العراق، ووصف نجاح الانتخابات الديمقراطية في العراق بأنها نجاح لأميركا. وأوضح أن المفضلين لأميركا هم الذين يسودون الآن في العراق، ولولا الديمقراطية لأكل العراق نفسه!.ويقول السناتور الأميركي جون مكين في رأي نشرته له صحيفة ذي وول ستريت جورنال إن بغداد ذات مزاج متوتر هذه الأيام. ثمة مجموعات من العراقيين تصارع من أجل السيطرة على البلد. إنها تشجب منافسيها بقسوة. والعواطف مندلعة، والغضب عميق. لكنْ على خلاف السنوات الأخيرة، هذا القتال العراقي من أجل السلطة، لا يُشنّ بأسلحة القتل والظلم، إنما بالحجة وبالمساومة. ولهذا فإن الديمقراطية قد حلّت في العراق، وبدأت تأخذ شكلها الخاص!.ويؤكد مكين أن انتخابات 7 آذار، تعدّ انتصاراً للعراق، وللولايات المتحدة. وبرغم أن الأصوات مازالت تُحسب، فإن ثمة أشياء أصبحت واضحة. الانتخابات حرة وعادلة بشكل كبير. والطائفية مازالت صبغة السياسة العراقية، لكنّها معلّمة أيضا باصطفافات أخرى واقعية وأكثر تنوّعاً. والمرشحون الذين يحملون وجهات نظر علمانية، ووطنية، ودينية معتدلة، أصبحوا يسودون، بل يتغلبون على آخرين متطرّفين طائفياً. والتحالفات المفضلة لدى الولايات المتحدة هي السائدة على أولئك المدعومين من قبل إيران. وقال إن الذي لا يمكن إنكاره هو ديمقراطية، عراقية، حقيقية، وفريدة، تتشكل الآن في العراق.وأوضح مكين أن حكمة تقليدية، ظهرت مؤخراً تشير إلا أن العراق بلد مصطنع لأنّه مدان بالأحقاد الطائفية والإثنية، كنتاج لأنظمته الفوضوية والدكتاتورية السابقة، ولولا الممارسة الديمقراطية، كان البدل الضمني أن يأكل البلد نفسه. ولحسن الحظ أكد العراقيون رفضهم لتلك الحكمة التقليدية، والولايات المتحدة ساعدت الأغلبية المعتدلة في العراق لتتغلب على الأقلية العنيفة، وفتحت المجال لسياسة سلمية ديمقراطية.وقال السيناتور الأميركي الجمهوري الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام باراك أوباما إن العراق الآن يمتلك فرصة أحسن للمستقبل، ولكننا لسنا خارج غابة العراق حتى الآن. إن مكاسبه حقيقية لكنها هشة. والإرهابيون المحترفون، والجيران الحقودون يبحثون عن إعادة إشعال العنف ضمن البلد. والهجمات الكبيرة قتلت المئات من العراقيين في الأشهر الماضية. والنزاعات المقلقة كالوضع في كركوك، يبقى مربكاً، إذا لم تُحل مشكلته. وهذا يوضح –برأي مكين- لماذا كان السفير الأميركي السابق رايان كروكر يقول: "الأحداث التي نتذكر بها، ويتذكر العالم، حرب العراق، لم تحدث بعد". فبعد الكثير من التضحيات، نحن ندخل الآن الفترة الحاسمة، عندما يكون النجاح يُعمل على تقويته أو إهداره، ولهذا فإن الولايات المتحدة أكثر انشغالاً بالوضع العراقي مم مضى. وبيّن رأيه أن الإدارة الأميركية يجب أن تتدخل فوراً لتشجيع العراقيين على قبول نتائج الانتخابات بسلام، ويجب أن تساعد في تشكيل الحكومة الجديدة، لكي لا تتكرر أحداث 2005. وقال مكين إنه يحث الرئيس أوباما –لكل هذه الأسباب- ليكون مرناً في جدول انسحاب القوات الأميركية من العراق. وأكد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون منفتحة بصدد التوقيتات التي ألزم أوباما بها نفسه. وشدّد على أن الولايات المتحدة –حتى إذا خفّ أثرها العسكري في العراق- يجب أن ترفع مستوى ارتباطها الدبلوماسي والاقتصادي والمساعدة في مواجهة أية عودة لأعمال العنف.