أرشيف - غير مصنف

العرب يصلون من اجل وحدتهم !!

 

خالد القرة غولي   كاتب وصحافي عراقي

ثمة سر عميق يرتبط بالحب الكبير الذي يحمله العرب لبلدانهم .. وهو سر  عظيم لأن الأعداء لا يستطيعون الاهتداء إليه .. وهو عميق ومتجدد ومتجذر  في نفوس محبيه وحب بلاد العرب طريقة متميزة لحب الوطن بالكامل .. طريقه عرفتها الجماهير العربية بصدق حسها وعفويتها وعمقها الأصيل .. لكن لو نظرنا مرة واحده إلى حجم أنفسنا ومن يسمع أصواتنا والى من نصوب بنادقنا وكيف نبدي رأينا ووجهة
نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقه بين دولنا العربية بينما يزحف العالم نحو التوحيد ومن فتنة ومشاكل وحروب داخلية وصراعات طائفية وعرقية وعقائدية قديمة أصبحت في دول العالم أرشيفا اصفرا يعلوه التراب .. العالم يطلق الصواريخ على الفضاء ونحن نطلق الصواريخ على بعضنا .. العالم ينزل على المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول احتلال بعضنا البعض .. ومن الواضح جدا أن القمة العربية المقبلة والتي ستعقد   في مدينة سيرت الليبية  خلال الأيام المقبلة .. ستلتئم تحت بند الإصلاحات الجديدة  في الشرق الأوسط الذي يكثر الحديث حولها هذه الأيام وحتى ولو كانت حيفه هذا الإصلاح المنظور لما تتضح الإيرانية  في عدد من دول الخليج  العربي والنفوذ القوي داخل العراق .. ولا ادري ما يطرح خلال هذه القمة حول وماذا جرى في العراق أو ما جرى  لأبنائنا في غزة وفلسطين آو في اليمن صحيح أن الشعور العربي  لا يزال حياً صلب الحضور وكثيف الانتشار في أوساط الأمة إحباطها ويأسها .. بيد أن التحدي اكبر الذي يواجهه هو ضجر عن أعاده صياغة مقولته
واستراتجياته العليمة في مواجهة خيرات الشراكة البديلة التي تكتسب رونق الرفاهية لاقتصادية والاندماج في منظومة العالم الصناعية المتطور وأخرها الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية الذي طرحها الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن  على مراحل متتالية .. وإذا كان العديد من القادة العرب أعلنوا في الأيام الأخيرة تحفظهم  على أجنده المشروع الأمريكي الذي لا ينطلق من واقع وخصوصيات الساحة العربية فأن النتيجة المنطقية لهذا التصور هي بلورة خيار إصلاحي ينبثق من داخل المجتمع والأمة . ويعبر عن مطامح قوى
التغيير التي لا تجد لحد ألا ، معروضا عليها سوى البريق الزائف ووعود التطرف الراديكالي الأعمى في الوقت الذي تتعرض   فيه عدد من الدول العربية لخطر   التقسيم والدمار والتدويل .. والتفكير بصوت عالِ له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري يؤدني الناس على ما أنا مؤمن به والعكس صحيح .. نقول للعرب يجب علينا أن ننزع رداء النفاق والتملق من على جسد الأمة العربية المنهك المريض وأن تلتفت وتفتح أبوابها الى ما يهم الملايين من الجياع والمشردين من أبناء هذه الأمة المريض .. لا إلى  خفايا تافه تريد أن تؤسس به خفية ومشكلة وكفى قرارات القمم العربية من ذبح مبرمج للحقائق .. وأخيرا فأن كان من جهد مطلوب لتطوير العلاقات بين الدول العربية فيتمثل في أيجاد الإطار المناسب والحيوي بين الدول ذات النظم السياسية المتماثلة وذات العلاقات الصحيحة مع شعوبها وبقية المجتمع الدولي .. دعوتنا إلى الجامعة العربية إلى إيجاد أجندة جديدة للاجتماعات العربية لتطوير العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية بين جميع البلدان العربية ومد جسور الثقة المتبادلة والعمل المشترك عن الشؤون السياسية التي صدعت العلاقات بين
دول المنطقة .. ألا بالقدر الثنائي أو الذي ترتضيه جميع هذه الإطراف وأن تحترم التحولات التي حصلت في مكان الدول الأعضاء ومصالحها الوطنية . ونتمنى بعد عقد هذه القمة أن تتوحد دولنا العربية مثل الدول الأوربية وأن يكون لنا جواز عربي واحد وأن تكون لنا عملة واحده أليس من حقنا أو الدعوة إلى إيجاد مخارج لمشاكل لبنان وفلسطين والعراق واليمن  وإيجاد حل عاجل لمشكلة ألاجئين العراقيين في هذه الضر وف الغامضة بت لا اعرف اليوم أتجردنا من إنسانيتنا ودينينا أم إننا أصبحنا منافقين نكذب على الآخرين أم إننا نتجاهل الوضع في كافة
دولنا العربية   الذي غاب ضميرها الرسمي العربي .

 

لو إننا أجرينا عملية حسابية تقريبية ، استهدفت حصر ما ضاع من عمر العرب من فرص التقدم ، وما توقف من خطط ومشروعات ، وما تبدد من طاقاتهم وإمكانياتهم باختصار ، لو إننا حاولنا أن نحصى الأضرار والآثار التي أصاب العرب بسبب خلافاتهم ومعاركهم الجانبية ، مــاذا سنجد..؟.

 

ستصدمنا الحقيقة بكل تأكيد . ذلك انه منذ أن صارت خلافات العرب قاعدة وليست أاستثناء ، ألقت بظلها على كل ما عداها من مجالات. وصرنا نشهد حالات يجرجر فيها الخلاف السياسي ذيولا عديدة ، تكاد تصيب كل شرايين الحياة التي تربط أطراف الخلاف بالجمود والشلل . حتى يتحول خلاف القادة إلى عقاب للشعوب يمتد أثره إلى الأجيال المقبلة، وهذا ما لمسناه خلال حرب الخليج الثانية وما أعقبتها من انعكاسات على الشعب العراقي من قرارات
جائرة بفرض الحصار على شعبه وما آلت إليه الأحداث بعد ذلك إلى أن أحتل البلد تحت ذرائع كاذبة ومعلومات    مفبركة ومع الأسف لقد ساهم خلافات حكام العرب في هذا الموضوع عندما وافقوا في مؤتمر القاهرة بتدويل موضوع اجتياح العراق للكويت وعدم حلها ضمن أطار الجامعة العربية .

 

أن الخلاف بين الأشقاء وارد ولا غرابة فيه ، بل ربما كان الخلاف حول القضايا السياسية مفيدا ، من حيث انه قد يشكل عنصر ضغط لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لصالح قضايانا القومية ، ولكن أن يتحول الخلاف إلى تقطيع للأوصال وهدم للجسور وسد للمنافذ بين الأشقاء فهذه هي المحنة الحقيقية .. لماذا لا نحاول أن نتجنب بعض نتائج هذه المحنه ونعزل السياسة عن الاقتصاد والتعاون في جميع مجالات الحياة  ؟ لقد صارت
السياسة تدخل في كل عناصر الحياة من حولنا ، هذا صحيح ولكن أمام حالات يكون التهديد فيها موجها إلى مستقبل شعوب بأكملها .

 

ينبغي أن نقيم هذا العازل بين السياسة وغيرها ، ولو بقدر من التعسف والافتعال ولا نبالغ أذا قلنا ان هذه الصيغة الحضارية والإيجابية لتحقيق التعاون بين الدول الكبرى.

 

نقول ذلك بينما الساحة العربية تشهد صورا من الخلاف والتصدعات التي تتفاقم يوم بعد يوم ، وأصوات المهلهلين تبارك هذه التصدعات وتزيد النار اشتعالا ، ولا أحد يسأل إلى أين نحن ذاهبون

 

ومشكلاتنا محالة إلى غيرنا ثمة أحالة في السياسة ، فالحل بأيدي غيرنا كما يقولون وثمة إحالة في الاقتصاد ، فالإنتاج لغيرنا والاستهلاك لنا ، وثمة إحالة في الفكر والفقه ذلك أن القدماء ، جزأهم الله خيرا أورثونا أفكارا جاهزة فاحتفظنا بها وقمنا بتعليبها وهذه ثمار جهدهم نجنيها ، وفضل علمهم ننهل منه بغير ملل وفي النهاية أصبح الحال كما لا يخفى على احد صارت عقولنا تعمل في اتجاه واحد ..الاستقبال دون الإرسال ، وكانت
النتيجة إننا عرفنا وحفظنا كيف كنا ، لكننا نصاب بالوجل والحيرة عندما نسأل بأي اتجاه نسير ؟ وكيف سنكون ؟؟ رسالة صحفية  أطرحها أمام حكامنا الذين أبتلينا بهم وهم عازمون على عقد قمتهم  الجديدة  أواخر هذا الشهر في ليبيا 
 

زر الذهاب إلى الأعلى