أنكر علماء وباحثون شرعيون الفتوى التي أطلقها الداعية الدكتور يوسف الأحمد بشأن هدم المسجد الحرام وإعادة بنائه من جديد، وتحريمه الاختلاط في الطواف والسعي، موضحين أن هذا الاختلاط مشروع وليس كما تم ذكره في الفتوى.
وأوضح العلماء في حديث نشرته صحيفة "عكاظ" يوم الخميس أن إطلاق مثل هذه الفتاوى التي تتعلق بأمور عامة المسلمين خطأ يثير الفتنة وأمر يجلب المشكلات.
واستنكر بعضهم مثل هذه الفتاوى التي اعتبروها مخالفة للسنة النبوية وما جاء به النبي محمد، معتبرين أن في هذا دعوة صريحة إلى الابتداع في الدين واستحداث أمر لم يأت به الشرع "من خلال الوحيين؛ الكتاب والسنة".
وكان الداعية الأحمد أصدر فتوى مؤخرا تبيح هدم المسجد الحرام وإعادة بنائه من جديد "لحل مشكلة الاختلاط" في الطواف والسعي.
وفي سياق متّصل، تبرأت القناة الفضائية السعودية "بداية" من آراء عالم دين سعودي هاجم فيها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وكذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وذكرت قناة "بداية"، في بيان لها نشرته صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر يوم الخميس، أنها تعلن براءتها من آراء الدكتور يوسف الأحمد وأنها تدعم لجميع المشاريع التنموية والاجتماعية بالسعودية.
وأضاف البيان أن آراء الأحمد تمثل وجهة نظره الخاصة، حيث أنها اتهامات لم يثبت بها دليل.
وكان الأحمد قال في لقاء بثته قناة "البداية" ردا عن رأيه في جامعة الملك عبد الله، التي افتتحت مؤخرا في جدة "كاوست"، "إن المجتمع السعودي صُدم بانحراف جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لدراسة الماجستير والدكتوراه، لأنها لا تخضع لأحكام الشريعة ولا للنظام الأساسي للحكم، ولا لسياسة التعليم العالي في مملكتنا الحبيبة الغالية".
وقال إن مدير الجامعة غير مسلم وقال في خطابه الرسمي "جامعة لا تتقيد بالنظم التقليدية، جامعة بلا حدود.. أكثر من مجرد مكان للعلم والتعلم"، مضيفاً أن "الكثير من الأساتذة والطلاب كفار من دين النصرانية وغيرها"، أما السعوديون من الأساتذة والطلاب فهم الأقلية.
ومدير المدارس من سن الثلاث سنوات وحتى نهاية المرحلة الثانوية غير مسلم، وفي هذه المدارس قاعات للموسيقى واختلاط بين الجنسين، ولا يوجد فيها علوم شرعية.
وقال الاحمد: "دراسة المرأة فيها كالدراسة في الدول الأجنبية "الكافرة؛ فالمرأة تخالط الطلاب والأساتذة ولا تلتزم بالحجاب الشرعي".
وقال ان الجامعة "استنزفت" مليارات الدولارات من خزينة المال العام للمملكة "عشرون مليار دولار للبناء والتكاليف الأولية. وعشر مليارات وقف على الجامعة في قروض بنكية تعود بفوائد ربوية ثابتة".