زواج القاصرات فضيحة اخلاقية وقانونية وانسانية
حميد عقبي
كلما حدث توجه معين نحو المجتمع المدني و الحصول على المزيد من الحريات المدنية والاجتماعية في اليمن نجد اصوات نشاز تصرخ وتتظاهر من اجل جعلنا دائما متخلفيين, وتقوم الاتجاهات الدينية الأصولية والراديكالية المتزمتة بالصراخ و العويل ,و جمع الانصار, والتظاهر ضد اي قانون لحماية حرية المراة وإنصافها من الظلم والعبودية ,
كونهم يرون المراة مجرد متاع و متعة لاشباع الغرائز الجنسية,ومصنع لتوليد الاطفال , ولا يرون فيها الكائن الجميل والإنسانة التي يحق لها ان تعيش و تحب و تختار شريك حياتها بمحض ارادتها ودون اي تاثيرات خارجية .
هم يحرمون عليها كل شي الحياة , و الكلام, و الظهور في المجتمع , و الذهاب الى السوق, و يريدونها ان تظل حبسية البيت بل غرفة النوم , و عند عودة الزوج عليها ان تغني له و ترقص و تمتعه جنسيا بكل الطرق و ان كانت مريضة او ليس لديها رغبة لممارسة الجنس يعتبرونها عاصية و ظالمة و ملعونة من الله و ملائكته , و ان كانت هي لديها الرغبة و اللذة في ممارسة الجنس و الزوج متعب او ليس له رغبة فعليها الا تتكلم او تفصح عن ذلك و الا تكون مذنبة و يحق للرجل ضربها و اهانتها و منعها من زيارة اهلها او ان يكون لها صديقات .
هم يصدرون الفتاوي التي تناسبهم فقط , و هم الان يقفون عائق امام استصدار قانون برفع سن الزواج الى الثامنة عشر للفتاة , و يجدون ان هذا القانون غربي و مستورد ,و لكنهم يهرعون للصيدليات لشراء الفياجرا و المقويات الجنسية رغم انها مستوردة و غربية و يتفننون في اختراع المقويات الجنسية و الخلطات بالعسل و حبة السوداء و الزنجبيل و غيرها و البحث عن الوصفات الصينية و الهندية و الحبشية من اجل قوة البائة .
من المفروض ان نفكر بسن قوانيين تحمي المراة من العنف الجنسي , اي لا يحق للزوج ممارسة الجنس مع زوجته ان كانت غير راغبة و يحق لها ان ترفع عليه قضية, كون ممارسة الجنس بالارهاب هو اغتصاب بغض النظر عن نوعية العلاقة .
يحرمون على الفتاة الحب او التعارف او حتى الحديث و النظر الى اي شاب , بينما هم يجيزون لانفسهم النظر و الزواج من اربع و الطلاق لاي سبب كان دون حفظ حماية حقوق المراة و التفكير في مصيرها و صيانة كرامتها و انسانيتها, و نجد ان بعض الفقهاء يبيح ممارسة العادة السرية للرجل في حال الضرورة بينما لا يوجد اي فتوى تبيح ممارسة المراة للعادة السرية او ان يكون لها صديقة او اي علاقات عاطفية مع رجل او امراة .
يقولون ان الغرب يحرم زواج القاصرات و يبيح العلاقات غير المشروعة و هذا فيه الكثير من المغالطات , كون العلاقات الجنسية بين الشباب و الشابات يحكمهم السن اي يكونون في نفس السن و يخوضون تجاربهم العاطفية بشكل حر امام الناس, و لكن يظل هناك نوع من الرقابة اشبه بالنصح و المتابعة من الاسرة او المؤسسات الاجتماعية الاخرى بحيث لا تقع اي فتاة قاصر او شاب قاصر تحت اي نوع من انواع الاستغلال الجنسي, و يعتبر الاغتصاب جريمة شنعاء تكون عقوبتها جدا قاسية و مناسبة بل و التحرش الجنسي امر مرفوض و كذا الاغراء بالمال او اي نوع من انواع الاغراءات.
نحن لانمجد قانون الغرب الاجتماعي و لكل قانون ايجابياته و سلبياته ,و لكن القانون الذي يريدون فرضه باباحة تزويج القاصرات لا توجد له اي ايجابيات بل هو انتهاك و اغتصاب مبكر للفتاة خصوصا ان لم تكن مهيئة جسمانيا لممارسة الجنس فهذا فعل شنيع و مخجل, و علينا ان نسعى بكل قوة لمنع هذه الفضيحة و هذا الجرم الشنيع ان كان في نفوسنا مثقال ذرة من الانسانية.