أرشيف - غير مصنف

يا عيني على قلب العروبة النابض

كنت أتابع حلقات مسلسل (رأفت الهجان ) على شاشة فضائية الجماهيرية العربية الليبية الإشتراكية العظمى ( الله يلعن كل الأسماء الطويلة اللي بالدنيا ) .. لكنهم اليوم نزعوا مزاجنا ( عكننوا علينا ) و ما أذاعوا المسلسل في موعده ..حيث فضلت إدارة القناة أن تذيع علينا مسلسل ممل جداً و هو حفل إستقبال الأخ العقيد معمر القذافي قائد الجماهيرية العربية الليبية الإشتراكية العظمى رئيس الإتحاد الإفريقي السابق ملك ملوك إفريقيا ( يا الله على الأسماء .. إسم البلد كان أسهل ) .. المهم أخذني الفضول لأشاهد هذا الإستقبال الذي كان في الخيمة الكبيرة بمطار سرت ( أشك انه مطار ) .

 و كان الإستقبال حافل لكل حاكم عربي يصل لأرض المهبط .. عبد العزيز بو تفليقة و عبد الله الهاشمي وصباح الأحمد و الأخ بتاع موريتانيا والراجل الطيب بتاع جزر القمر و المسكين بتاع الصومال و عمر البشير و باقي شلة الزعماء العرب أعزكم الله .. و كان الكرنفال عجب .. حيث يتزاحم المرحبون و المهنئون بسلامة الوصول ( للأسف ) .. و بعد أن تعزف فرقة الموسيقى العسكرية موسيقاها .. يدخل الزعيم و ضيفه للخيمة و تبدأ بالخارج أهازيج الأفراح على طريقة الفلكلور الليبي من شباب يجلس فوق ظهر الجمال يرفعون أعلام البلاد العربية ..و أغاني بدوية يصاحبها رقصات لنساء وزن أنحفهن مائة و خمسين كيلو على الأقل يغطين وجوههن .. ولا أدري لماذا يغطين وجوههن.. هل لأن وجه الراقصة عوره أم ماذا ؟ ما الداعي لأن تخفي الراقصة وجهها ؟؟ العلم عند الله .
 و كم تمنيت بعد أن تجمع الجمع السعيد في خيمة واحده في الهواء الطلق أن يخطأ من بيده أمر إطلاق النار من الأصدقاء من هنا او هناك و يرسل لنا هدية ممكن ان نسميها نيران صديقة تنزل على الخيمة و سنتبرع له بثمن الهدية من كل الشعوب العربية و عليها بوسة .. لكن الهدية لم تصل .
المهم .. لفت نظري جملة الترحيب التي وضعت على الشاشة " أهلاً بالأشقاء في بلدكم ليبيا قلب العروبة النابض " .. و سألت نفسي .. يا ولد .. أين قرأت هذه الجملة من قبل " قلب العروبة النابض " أو أين سمعتها أو أين رأيتها .. و بسرعة جاءني الرد من ذاكرتي التي تعاني بعض الأحيان من الزهايمر بأن ليست ليبيا و حدها هي قلب العروبة النابض .. حاشا و كلا .. مصر هي ايضاً قلب العروبة النابض هكذا سمعتها .. و سوريا هي قلب العروبة النابض هكذا قرأتها .. السعودية هي قلب العروبة النابض هكذا قرأتها .. الجزائر هي قلب العروبة النابض هكذا قرأتها .. الكويت هي قلب العروبة النابض .. قطر هي قلب العروبة النابض .. السودان الصومال المغرب الأردن تونس البحرين جيبوتي ……………..هي قلب العروبة النابض.
 
 
كانت النتيجة أن إثنتين و عشرون دولة عربية كل منها تسمي نفسها قلب العروبة النابض و تكتبها بالخط العريض .. يانهار أبيض .. الأن عرفت لماذا توقف قلب العروبة عن النبض و دخل غرفة الإنعاش منذ زمن بعيد .
 
 المثل الشعبي يقولك " من كثرة خطابها بارت " و هنا نقول " من كثرة قلوبها النابضة ماتت العروبة " .. الله يلعن كل القلوب النابضة .. لو كانت مثل قلب العروبة النابض .
 
 
ماهر ذكي
شاعر و كاتب مصري مقين بالصين
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى