صراحة حمد وشجاعة أردوغان
بقلم: زياد ابوشاويش
القمة العربية بدأت أعمالها في سرت وانتقلت قيادتها من أمير قطر لقائد الثورة الليبية، وقدم القذافي للقمة بالحديث التاريخي عن مكان انعقاد المؤتمر وعن إمكانية تفعيل العمل العربي المشترك مبدياً قلقه من صعوبة الواقع العربي وتناقض موقف الشارع العربي مع قيادة الدول العربية منبهاً إلى أن تقاعس القادة سيعطي الفرصة لزحف الجماهير لأخذ زمام الأمور بيدها. الخطابان الملفتان في هذه القمة بجلستها العلنية كانا لكل من أمير قطر أثناء التسليم للعقيد القذافي والثانية للسيد طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الصديق القريب من العرب ومن نبض الشارع العربي في الآونة الأخيرة.
اتسمت الكلمة القصيرة لأمير قطر الشيخ حمد بالصراحة والوضوح حيث أقر بأنه لم ينجح في تحقيق أية نتائج إيجابية على صعيد إعادة التضامن العربي أو في مواجهة الأخطار التي يتعرض لها الوطن العربي وخاصة في فلسطين منبهاً إلى أن القدس تضيع من بين أيدينا وأن المؤشرات العربية لا تدعو للتفاؤل واختتم بالتساؤل: هل حقاً لا نستطيع كعرب رفع الحصار عن غزة؟. لقد لخص الرجل في تساؤله آنف الذكر وتطرقه لصعوبة الواقع العربي جدول الأعمال المفترض في هذه القمة.
وفي كلمة الطيب أردوغان كانت شجاعة الرجل موضع إعجاب كل من استمع لها من حيث إشارته لمخالفة إسرائيل للشرعية الدولية وللضمير والحس الانساني وهي ملاحظات ورسائل شديدة القسوة للكيان الصهيوني، مذكراً بهمجية الحصار لقطاع غزة والتي تتحمل مسؤوليته دولة الكيان الإسرائيلي. لقد طالب أردوغان بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على القدس واعتبر إجراءاتها هناك كأن لم تكن وتخالف قرارات الأمم المتحدة ولن يعترف العالم بها. إن الموقف التركي المنسجم مع الحق والشرعية الدولية يدعو للإعجاب ومن البديهي أن يرتفع رصيد تركيا المسلمة في الوطن العربي والموقف التركي يمثل نموذجاً يحتذى في شجاعة نصرة الحق.