ذكرت مصادر إسرائيلية أن قطب الإعلام الأسترالي، روبرت مردوخ، أصبح يمتلك منذ شهر فبراير الماضي 9 بالمائة، من الشركة المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال "روتانا"، مقابل 70 مليون دولار، و يمكنه مضاعفة حجم ملكيته لأسهم الشركة خلال العام والنصف المقبلة، بموجب الصفقة الممضاة بين الطرفين، التي ستجعل منه شريك فعال و فعلي في أكبر وأهم شركات الترفيه والإعلام بالشرق الأوسط.
أشار تقرير أعده الخبير و المحلل السياسي الإسرائيلي، لتسيبي برئيل، نشرته الصحيفة الإسرائيلية "هارتس"، إلى حالة القلق التي تسود القاهرة بعد الإعلان عن الصفقة التي تمت بين الاسترالي و السعودي، بقيمة 70 مليون دولار، وتسمح للملياردير الأسترالي، روبرت مردوخ، بامتلاك 9 بالمائة من أسهم شركة"روتانا" المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال في صفقة تمت بين الجانبين الشهر الماضي مقابل 70 مليون دولار، وقال إن امتلاك مردوخ لهذه الأسهم يسبب حالة من القلق والرعب في القاهرة، بسبب التوقيت المحرج و الخطير الذي تمر به مصر على جميع المستويات و خاصة صناعة السينما، الأمر الذي يرهن مكانتها و سيادتها على الثقافة العربية التي تراهن عليها بعد ضياع سيادتها على العرب في مختلف الجبهات، خاصة و أن مصر التي تطلق علي نفسها اسم "سيدة السينما العربية".
وأضاف المحلل الإسرائيلي، أن تخوف مصر من استغلال مردوخ لنفوذه للتأثير على شركة"روتانا"، التي تتحكم في كل الصناعة المحلية للكاسيت، و تمتلك 6 قنوات فضائية و 7 محطات إذاعية، جعل المراقبون في القاهرة يرون في الصفقة ذاتها إشكالية كبيرة، من خلال توجيه الشباب المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام لغير إسرائيل و ضد أنظمتهم لإحداث الفوضى داخل المجتمعات العربية من جهة، و استقطاب دعما لصالح إسرائيل من داخل الدول العربية، باعتبار الاسترالي مردوخ احد الداعمين و المتعصبًين لحكومة إسرائيل وأحد المسئولين الرئيسيين عن صورة الصراع العربي الإسرائيلي الزائفة والمشوهة بوسائل الإعلام العالمية.
وذكرت في السياق ذاته، الصحفية الإسرائيلية "هارتس"، أن حالة الرعب والهلع المصري في تزايد خاصة أن الوليد بن طلال امتلك منذ سنوات أكثر من ثلث أرشيف الأفلام المصرية الذي يضم حوالي 4000 فيلم تعود لكل الفترات، موضحة في تقريرها أن امتلاك هذا الأرشيف تم وقتها بمباركة وزارة الثقافة المصرية، التي اعترفت بعدم قدرتها على حماية تراثها السينمائي، واعتبرت الصفقة مع الوليد بن طلال فرصة للربح والحفاظ علي هذا التراث في نفس الوقت، دون أن يخطر في بالها أن يضع صهيوني متحمس جزءًا من ميراث السينما المصرية في جيبه، مضيفة في نهاية تقريرها أن القاهرة ليست خائفة فقط علي تراثها السينمائي من يد الملياردير المنحاز لإسرائيل بل إنها تخشي أيضا أن يمتد تأثير مردوخ علي أفلام جديدة ومسلسلات تليفزيونية من المقرر عرضها في شهر رمضان هذا العام والتي تم تمويلها في الأساس من أموال سعودية حسبما جاء في تقريرها.
و يرى المراقبون، أن إسرائيل التي تبحث دائما عن الموضع الذي تضغط من خلاله على العرب، قد وجدته و أكثر مما كانت تتوقع، من خلال وضع يدها على الأرشيف و التراث و احد أهم مصادر القوة في العالم و المتمثل في الإعلام، الأمر الذي يضع مصير العائلات و الشباب و المرأة في العالم العربي بين أيادي الصهاينة لفعل ما يشاءون، الطمع الذي تملك القاهرة و نظامها الباحث عن المال و فقط على حساب المواطن المصري و القضية العربية، و ناشد المراقبون جميع الدول العربية اخذ الحيطة و الحذر خاصة الدول المغاربية و على رأسها الجزائر التي تتابع روتانا بقوة.