كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية عن عقد اجتماعات بين مسئولين سابقين مقربين من إدارة الرئيس باراك أوباما خلال الأشهر الماضية مع قادة كبار بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأن الإدارة الأمريكية على علم بفحوى هذه الاجتماعات.
ووفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن دبلوماسي أمريكي شارك في الاجتماعات، فإن مثل هذه الاجتماعات تعطي إشارة إلى "حماس" التي تدير شئون الحكم بقطاع غزة منذ يونيو 2007 بأن مواقفها مسموعة في أروقة البيت الأبيض.
الاستماع لحماس:
وقال مسئول كبير بإدارة الرئيس باراك أوباما ردًا على سؤال حول علم الإدارة بفحوى هذه الاجتماعات: "إنه لمن الإهمال والتقصير أن نرفض الاستماع خاصة إذا كان الآخرون من أصحاب التجربة ويعرفون ماذا يفعلون وماذا يقولون"، ومع ذلك شدد على استمرار السياسة الأمريكية الرسمية تجاه "حماس".
وتدرج واشنطن "حماس" على لائحتها لما يسمى "الإرهاب" وقد رفضت الاعتراف بحكومتها التي شكلتها في أعقاب فوزها في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006، إلا أن تلميحات برزت مع فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2009 عن احتمالات بتغيير في تلك السياسة، وتردد أن اجتماعات عقدت بين مقربين منه ومسئولين بالحركة الفلسطينية.
وكشفت الصحيفة، أن من بين المشاركين في الاجتماعات دبلوماسيين أمريكيين سابقين مقربين من الإدارة الأمريكية الحالية، ومنهم توماس بيكرينج الذي يعتبر من الدبلوماسيين المعتبرين والذي شغل فيما مضى منصب السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" والأردن وروسيا والأمم المتحدة، وعمل إبان حكم الرئيس بيل كلينتون كمساعد لوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت.
مسئولون بارزون:
وذكرت وكالة "معًا" الفلسطينية أن الدبلوماسي السابق روبرت مالي، الذي عمل في السابق مساعدًا شخصيًا للرئيس الأسبق كلينتون للشئون العربية – "الإسرائيلي" أكد لصحيفة "يديعوت أحرنوت" مشاركته إلى جانب آخرين في هذه اللقاءات مع قادة في حركة "حماس" دون أن بكشف عن أسماء.
وكشف أن مسئولين أمريكيين بعضهم ممن خدم في الإدارات السابقة بما فيها إدارة جورج بوش والبعض الأخر يخدم في الإدارة الأمريكية الحالية التقوا خلال الأشهر القليلة الماضية بقادة كبار في حركة "حماس" وذلك بعلم الإدارة الأمريكية الحالية، موضحًا أن إدارة أوباما تتلقى تفاصيل ما يجري في هذه اللقاءات، الأمر الذي لم تنفه الأخيرة وأكدت وفقًا للصحيفة تلقيها فحوى الاجتماعات المذكورة.
وأضاف مدير برنامج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "نحن نعمل في مركز أبحاث ونلتقي بكل الأطراف في أرجاء المعمورة بما في ذلك حماس الذين بحثوا معنا شروط اللجنة الرباعية والوضع في قطاع غزة ونحن بدورنا أوضحنا لهم بأننا لا نتحدث باسم الإدارة الأمريكية ولا ننقل الرسائل، ولقد كانت لنا اجتماعات مماثلة حتى في فترة إدارة جورج بوش لكن الاجتماع الذي حدث في السويد كان هامًا لمشاركة أطراف أمريكية وأوروبية فيه".
وقال: "عقدت اجتماعات مع قادة حماس في دمشق وغزة وأوروبا ونحن نطلع الإدارة الأمريكية على تحركاتنا واجتماعاتنا وإذا كان هناك من يريد معرفة ما جرى سنزوده بانطباعاتنا، وقد قمت بذلك أيضًا مع إدارة الرئيس بوش، ولكن لا يدور الحديث عن مفاوضات غير مباشرة أو نقل رسائل بين الإدارة الأمريكية وحماس ونحن نوضح هذا الأمر في كل اجتماع".