أرشيف - غير مصنف
باحث إسرائيلي: العراق..انتصار إيران (الصامت) ضد الولايات المتحدة!
يستنتج تقرير لمركز بحوث إسرائيلي أن كل ما حصل في العراق – بما في ذلك نتائج الانتخابات الأخيرة- يعدّ "نصراً صامتاً" لإيران، مشيراً الى أن استفادتها من الفراغ السياسي الحالي، أخطر من استغلال الجهاديين السُنّة له. ويتوقع التقرير أن إياد علاوي قد ينتهي الى القبول بـ"دور ثانوي" وبمنصب أقل من رئاسة الوزراء. ويقول جوناثان سبيير، الباحث البارز في مركز بحوث "هيرتزليا" للشؤون الدولية، إنّ الغرب مجّد كثيراً الانتخابات العراقية، كمؤشر على ظهور البلد كدولة ديمقراطية، قادرة على تشكيل قدرها الخاص، برغم الفراغ السياسي الحالي الذي يُظهر كم يمكن أن يكون خاطئاً، ذلك التقييم الغربي.وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع –يقول سبيير- قتل نحو 100 شخص وجرح مئات آخرون في سلسلة من التفجيرات في بغداد. والتفجيرات –التي نـُسبت الى القاعدة، أو إلى متطرفين سُنّة آخرين- جاءت على خلفية "المأزق السياسي" الذي تلا النتائج غير النهائية لانتخابات الشهر الماضي.
وكان وزير الخارجية، هوشيار زيباري قد علق على هذه الهجمات، رابطاً إياها مباشرة بـ"الفراغ السياسي الخطر" الذي تركته الانتخابات في العراق. وأخبر زيباري المراسلين أن التفجيرات كانت "هجمة سياسية بعثت رسالة مفادها أن الإرهابيين مازالوا يعملون…بسبب هذا الفراغ السياسي على هامش خلافات تشكيل الحكومة المقبلة، ولقد أرادوا توصيل تلك الرسالة". ويقول الباحث الإسرائيلي إن إرهابيي القاعدة ليسوا الوحيدين الذين يراقبون التطورات في العراق من كثب. ففي الحقيقة، إن اللاعبين الآخرين، يستفيدون أيضاً من الفراغ السياسي، والذين قد يكونون أكثر خطراً على المنطقة من "الجهاديين السُنّة"!. ويتابع قائلاً: يلاحظ المرء أن النتائج الأولية للانتخابات تظهر "نصراً ضئيلاً" للقائمة المختلطة "السُنّية الشيعية" لرئيس الوزراء الأسبق، أياد علاوي. وبالمقارنة مع صور الانتخابات الإقليمية المألوفة، فإن نتائج الانتخابات العراقية، بداية لمعركة حقيقية، فضلاً عن خاتمتها. وقال الباحث في مركز هرتزليا اليهودي إن علاوي يواجه صعوبة في تكوين تحالفه ضمن محاولته تشكيل الحكومة الجديدة، والتحالف الوطني العراقي "الديني" ذا الصلة بإيران، برز كصاحب نفوذ كبير في هذه العملية السياسية. ويتساءل سبيير في تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الناطقة باللغة الإنكليزية، قائلاً: لماذا يواجه علاوي مشاكل كبيرة في سعيه لتشكيل تحالف برلماني؟. ويجيب عن ذلك بقوله: إن قائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق، ظهرت كرابح لأعلى الأصوات في البرلمان الجديد، 91 مقعداً من أصل (325 مقعداً) لكنّها بذلك، تبقى بعيدة جداً عن استحقاق الأغلبية التي تحتاجها (163 مقعداً) لكي تستطيع تشكيل الحكومة المقبلة. ولهذا فإنّ الحاجة الى تحالف مسألة واضحة. وإذ يشترط الدستور العراقي، أن الكتلة التي حصلت على العدد الأكبر من المقاعد، تـُعطى 30 يوماً لتشكيل الحكومة، فإن علاوي كان يفترض أنّه بالنتيجة التي حصل عليها، يجب أن يُكلف بتشكيل الحكومة.لكنْ على الجانب الآخر –يضيف سبيير- قدّم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي –والذي حصلت قائمته دولة القانون على 89 مقعداً- التماساً الى المحكمة العليا، بخصوص المعنى الدقيق لعبارة "كتلة". ونجح في الحصول على قرار، يبين أن "الكتلة" لا تعني القائمة المفردة، لكنها تعني أيضاً "تحالفاً من القوائم، يُنشأ بعد الانتخابات، ويكون جاهزاً في وقت انعقاد البرلمان". والبرلمان الجديد يُنتظر أن يعقد جلسته الأولى نهاية الشهر الحالي. ولهذا فإن المالكي في مسعاه للتفاوض مع القوائم الأصغر، ضمن محاولته لضمان دعمها، كي يكون قادراً على الاستمرار في منصبه رئيساً للوزراء، بتشكيله للحكومة الجديدة. وفي المرتبة الثالثة –يقول الباحث- حصل التحالف الوطني العراقي ذو العلاقات الوطيدة مع إيران على 70 مقعداً، متبوعاً بالتحالف الكردي الذي حصل على 43 مقعداً. وعلاوي –الذي تتضمن قائمته العلمانية التي يهيمن عليها السُنّة،عناصر كانوا سابقاً مرتبطين بحزب البعث الموالي لصدام- سيكون في موقف ضعف في استقطاب كلا الحزبين المذكورين الشيعي والكردي. والتحالف الوطني له أسبابه في تفضيل الشيعة المعتدلين في قائمة المالكي. وعلاقات علاوي مع الأكراد ضعيفة أيضاً. وهذا يعني أنه –برغم نصره الظاهر- فإن علاوي قد ينتهي الى قبول منصب أقل من رئيس الوزراء، والى أداء دور ثانوي في أي تحالف يشكل.إن الحدث غير المحتمل –يقول سبيير- هو أن يشكل علاوي تحالفاً، ذلك أن التحالف الصاعد الى السلطة، لابد أن يضم الائتلاف الوطني العراقي، وبالدرجة الأساس يكون فيه تحالف المالكي، وكلا التحالفين يسود فيهما الشيعة بشكل مطلق، إذن سيكون صعباً على تحالف علاوي أن يكون وسط هذا الحضور، وضمن "منصب" يُختار له بـ"عناية"!. ومن جانب آخر فإن قوات الميليشيات التي تدعمها إيران، أظهر كيانها السياسي حضوراً واضحاً في الانتخابات، مقابل أن القوات الأميركية سيتلاشى دورها العسكري العملياتي، بعد انسحاب يُستكمل في آب المقبل. أما تباهي الأميركان –يؤكد الباحث السياسي الإسرائيلي- بإنجاز نصرهم ضد القاعدة والمجموعات المتطرفة الأخرى، بقوات "السورج" وبعدد كبير من المتمردين السُنّة السابقين، فإنه سيتبخر لأن الأمور نهاية هذه السنة والسنة التي تليها ستجعل العراق عرضة أكثر من ذي قبل وبشكل خطير لـ"النفوذ الإيراني". وقال إن الإيرانيين يستقتلون من أجل بقاء وتطوير هذا النفوذ، لأنهم يحتاجونه في مخطط هيمنتهم على المنطقة. وحسب صحفي عراقي في لبنان "حسين عبد الحسين" فإن النتيجة الحقيقية للانتخابات العراقية، أنها "نصر صامت" لإيران وليس للولايات المتحدة. وأضاف: "لقد أدارت إيران ثانية عملية هزيمة الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين العرب". لكن الباحث الإسرائيلي يقول: إن هذا لا يعني طبعاً أن الإيرانيين لا يمكن أن يُوقفوا، ولا يعني أن النظام الوحشي واللاديمقراطي في إيران–بحسب تعبير الباحث- لا يمكن أن يُجابه. ولكن لكي تكون عملية مواجهته فاعلة، يجب أن تعرف أسباب الصمت الطويل على الأدوار التي يلعبها النظام الإيراني في الشرق الأوسط. وطالب جوناثان سبيير الغرب بجعل مواجهة إيران ضمن أولوياتها!.