أرشيف - غير مصنف

سكود إسرائيلي من صحيفة كويتية .

كتب خضر عواركة

في الحادي عشر من نيسان أبريل 2010 نشرت صحيفة الراي الكويتية تقريرا لمراسلها في واشنطن حسين عبد الحسين زعم وجود أزمة تكاد تتسبب في إندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل بسبب ما قال التقرير بأنه " تمرير سوريا صواريخ سكود إلى المقاومة اللبنانية "
 
بدءا من اليوم نفسه وحتى تاريخه (الخامس عشر من نيسان أبريل) إجتاحت الإعلام الإسرائيلي موجة هستيرية من ردات الفعل تمثلت في تصاريح نارية للمسؤولين الصهاينة، كما أبرزت الصحف ونشرات الأخبار ومحطات الراديو الصهيونية نص تقرير الراي الكويتية ونص التعليقات والمقالات الصهيونية عليه والتي أدلى بها ما يكاد يقال عنهم بأنهم جميع كتاب ومحللي إسرائيل السياسيين الكبار !
 
 قد يختلط الأمر على السذج فتبدو ردة الفعل الإسرائيلية على تقرير صحيفة الراي الكويتية وكأنه إكتشاف جديد لمعلومات لم تكن إسرائيل لتعرفها لولا إحسان صحيفة كويتية هامشية ومراسلها – حسين عبد الحسين ( نديم أهارون زئيفي فركش وزميله في التمحيص بملفات إيران النووية) !
 
الأكيد أن تقرير الراي لم يقدم للمسؤولين الإسرائيليين معلومات لا يعرفونها – إن صدق ما جاء فيه – لأن من قال التقرير أنهم " مصادره الأميركية " لم تكن لتضن بهكذا معلومات عن إسرائيل فلماذا إذا هذه الضجة الإسرائيلية الشاملة ؟
 
المعطى الوحيد الذي يمكن الوثوق به في هذا التقرير هو أنه يستهدف إحراج سوريا دوليا لمصلحة إسرائيلية وهو تقرير – جزء – من حملة غير بريئة تتعمد جهة مخابراتية معادية للبنان ولسوريا شنها من صحف كويتية في السنوات الأخيرة، وتلك الصحف لا يبدو بأنها بريئة وجاهلة بما يمرره الأعداء عبر صفحاتها.
 
تقرير حسين عبد الحسين في الراي لا يختلف في اسلوبه وفي مراميه عن مقابلة مزعومة نشرتها صحيفة السياسة الكويتية منذ أيام مع " المسخرة التافهة " محمد زهير الصديق ، كما أن تقارير حسين عبد الحسين في الراي الكويتية وفي غيرها من الصحف لا تختلف ابدا عن التفاهات التي تنشرها مجلة " الشراع " اللبنانية الصفراء للكاتب الخارق حسن صبرا ، أو تلك التقارير التي تنشرها صحيفة السياسة الكويتية لمراسلها المعجزة المزعوم في لندن حميد غريافي .
 
 
 
كان يمكن فهم الأمر بأنه مجرد خبطة صحافية حصل عليها صحفي يقيم في واشنطن لو لم يكن رد الفعل الإسرائيلي الرسمي بهذه الشدة وبهذه الكثافة ولو لم يكن كاتب التقرير هو حسين عبد الحسين الذي يحمل الجنسية اللبنانية رغم أنه من أب عراقي ، وهو صحفي عمل في قناة الحرة سابقا وفي صحيفة الدايلي الستار اللبنانية، ورغم عدم حصوله على أي تدريب كباحث في أي مركز أبحاث مرموق قبل سفره إلى واشنطن إلا أنه محاضر زائر في معهد " تشاتهام هاوس " في لندن، وهو المعهد الموصوف ، بشكل واسع، بأنه مركز بحثي تابع للمخابرات البريطانية .
 
 متابعة ما ينشر في أميركا لحسين عبد الحسين يجعلنا نفكر في أن الرجل   " دلوع " وسائل إعلام اللوبي الإسرائيلي في واشنطن من خلال كمية المقالات التي تنشرها له صحف أميركية كبرى معروفة بأنها متطرفة في ولائها لإسرائيل .
 
ما هو شائع عن حسين عبد الحسين في واشنطن أنه يتمتع بعلاقات مباشرة مع شخصيات إسرائيلية وأخرى أميركية صهيونية ، ولتلك الأقاويل مصداق يؤكدها هو المشاركات المتكررة لمراسل الراي الكويتية في الندوات التي تقيمها مراكز أبحاث أميركية موالية لإسرائيل ، وآخر مشاركاته المعلنة مع إسرائيليين حصلت في السابع عشر من أكتوبر 2009 في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حيث شارك مراسل الراي الكويتية   جنبا إلى جنب مع رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق الجنرال أهارون زئيفي فركش في تقديم رؤية كل منهما للحلول العسكرية لقضية الملف النووي الإيراني (رجاء النظر إلى المرجع رقم واحد)، ولإن كان اهارون فركش خبيرا مخابراتيا إسرائيليا لديه إطلاع على الملفات الإيرانية بشكل واف من خلال عمله المخابراتي السابق، فإنه من غير المفهوم الإستعانة في تلك الندوة بصحفي مثل حسين عبد الحسين لا يتحدث الفارسية ولم يزر إيران أبدا ، اللهم إلا إن كان المقصود تلميعه أمام الصهاينة الأميركيين أكثر فأكثر ومنحه صفة الخبير بشؤون الشرق الأوسط وهي صفة مرموقة في واشنطن لمن يحملها علما بأن مواصفات حسين عبد الحسين ومعارفه عن الشرق الأوسط تجعل من شروط إستحقاقه لذاك اللقب ممتدة لتشمل كل قاريء صحيفة يومية في الوطن العربي .
 
امر آخر يلفت النظر وهو أن معظم مقالات حسين عبد الحسين تصب في خانة توجيه الإتهامات من شتى الأنواع لسوريا ولإيران وللمقاومة في لبنان وفي فلسطين وهي مقالات تحتوي بشكل دائم على معلومات لا يمكن وصفها إلا بـ " الغير موثقة " ومع ذلك تتسابق لنشرها الصحف العربية التابعة لأنظمة مستسلمة و الصحف اللبنانية الموالية للأميركيين و الصحف الأميركية الموالية لإسرائيل ، و التعبير المتكرر في مقالات حسين عبد الحسين هو " المصادر الأميركية " وهو تعبير فضفاض يسند إليه مراسل الراي معلوماته و يمكن إدخال ثلاثمئة مليون مواطن أميركي ضمنا في حساب المصادر المحتملة لقفشات حسين عبد الحسين التي تشبه أساليب تقارير المخابرات لا التقارير الصحافية .
 
أمرآخير لا بد من الإشارة إليه هو تمنع القضاء اللبناني عن الإدعاء على حسين عبد الحسين رغم نشر صوره إلى جانب أهارون زئيفي فركش ورغم مشاركاته مع إسرائيليين في نشاطات مشتركة، وهو أمر يعاقب عليه القانون، فهل يحتمي حسين عبد الحسين بنفس الجهة الدولية التي تحمي زهير الصديق ؟ أم أن أمر حمايته تتولاه جهات هي نفسها التي ارسلته مبعوثا لطرف أميركي إلى بغداد قبل سقوطها بقليل ؟؟
 
 
 
 
 
http://www.washingtoninstitute.org/templateC07.php?CID=491
 
 
 
khodor awarki
G.M
ZYNAS.INC
albert mutphy 2005
montreal qc. h7t1t1
awarki18.blogspot.com

زر الذهاب إلى الأعلى