اسرانا في سجونهم ملائكة
أسير وفي جعبتي شكواي .. لا أدري إلى أين أسير !! إن مجرد التفكير في ما يعانيه الأسير هو بحد ذاته مبعث للألم في النفس ، وما أكثر أسرانا وما أطول أحكامهم وكذلك صبرهم ، … يدفعون بأمعاء خاوية ثمناً باهظاً من أجلنا نحن ، نحن أصحاب العقول الخاوية . فماذا فعلنا من أجل أسرانا ؟ نهب لنصرتهم وأي نصرة ؟؟ بشمعة أو بيافطة نكتب عليها شعارات أشبه ما تكون بإعلانات الشركات: “عاش عَمر … عاش زيد” .. ونتذكرهم مرة من كل عام وننفعل لبضعة ساعات ثم نعاود السير وكالمعتاد ، على درب النسيان الذي يبدو بأن العربي قد إختاره كطريق يصل به إلى عالم ما بعد النسيان . نأكل حتى التخمة وللتخمة أشكال وألوان ويبقى أسرانا ، وما أكثرهم ، ليس في سجون الأعداء وحسب وإنما في سجون “الأحباء” وفي كلتى الحالتين ، فإن هنا جلاد وهناك جلاد .. فيما أسرانا على كبرياء وعناد .. وكما هي عادة الأحرار ممن إعتادوا مر الحياة من أجل الأوطان . وحكام الوطن , منبر, وكرسي, ورغد عيش . يؤلمنا كثيراً ، أننا عاجزون , نجر وراءنا اذيال الخيبة , نطرق الابواب بعطف وحنان , واعداءنا ولأجل أسراهم يطلقون للؤمهم وخبثهم العنان فتنحني لهم الرقاب , دماءهم أثمن , ودماءنا رخيصة , فهم يعرفون ، كيف يحركون العالم لأتفه الأسباب .. عندهم قادة أكفاء في علوم الحرب والخراب .. عندنا للقصور راقصات بلا ثياب .. عندهم للحرب بوق , وعندنا للتزمير للحكام آلاف الابواق.. يسلبون الاموال من عدو أو حليف لقتلنا باحدث السلاح .. فيما حكامنا يسلبوننا الأموال بضريبة مستحدثة ,لا لسلاح ولا لوطن , ولا لمدرسة , بل من أجل بناء قصر لا يُسمح حتى للعصافير أن تحلق فوقه دون أخذ إذن مسبق من إلهة القصور . هنا أمهات تتألم, لحال غالي يقبع في ظلمات سجون فخامتهم وجلالتهم , وهناك أخريات يتألمن لصابر, دفع عمره في سجون الأعداء من أجل الدفاع عن وطن،أبناءه نيام ومنهكة عقولهم والأجساد من كثرة الرقص وسماع أغاني الطرب .. فمن حق أعداءنا أن يرقصون فرحاً على ما آلت إليه أحوالنا المهزلة . أسرى الأمعاء الخاوية سوف يتحررون يوماً من قيود الأعداء ، بيد أن أسرى العقول الخربة لن ينالوا الحرية من فاقدها المتربع على عرش العبودية في وطن المستعبدين ، فمن هم المساكين ؟ نحن أم أسرى الأمعاء الخاوية ؟؟