أرشيف - غير مصنف
المعلومات المستقاة من (أمير في القاعدة) معتقل أوصلت الى اصطياد المصري والبغدادي
برغم أن القوات الأميركية، شاركت في عملية قتل زعيمي القاعدة "المصري والبغدادي"، إلا أنها –ولأول مرة- تشيد بقدرات الجيش العراقي من دون أن تنسب الى نفسها "الدور الأول" في إتمام العملية. وتؤكد مصادر استندت إليها صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور أن المعلومات المستقاة من "زعيم ذي شأن في القاعدة" أسير لدى القوات الأمنية هي التي أوصلت إلى ضبط مكان زعيمي الإرهاب ومداهمتهما في غربي تكريت، وقتلهما. وإذ ينظر الخبراء الى هذه العملية على إنها ضربة مدمرة لتنظيم القاعدة في العراق، فإن آراء هؤلاء الخبراء تتباين كثيراً، فيرى بعضهم إمكانية تصعيد الهجمات الإرهابية، فيما يرى البعض الآخر أن الهجمات ستتضاءل كثيراً. وتقول مخططة استراتيجية عملت سابقاً في السفارة الأميركية ببغداد إن مقتل البغدادي والمصري سيخلق أزمة قيادة تؤدي الى نقص في التركيز والانضباط. لكن خبراء آخرين يقولون إن القاعدة في العراق –كما يبدو- مازالت قادرة على اختيار زعيم آخر، بديل عن البغدادي، أو المصري، ويعتقد أنّ تعيين أحدهم، يتم روتينياً ومن دون انتظار، وربما بوصية مسبقة، يحل فيها شخص محل آخر يقتل في المواجهات. ويقول غوردن لوبولد، المحلل السياسي في صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور إن العملية الأخيرة لقتل "زعامة القاعدة" في العراق تظهر القدرة المتزايدة للجيش العراقي. وأوضح أن الجيش العراقي يصبح "موثوقاً به" أكثر من السابق، بعد أن تمكن من العثور على أكبر شخصيتين في التنظيم الإرهابي وقتلهما: "أبو أيوب المصري" والزعيم الإرهابي الملقب "أبو عمر البغدادي"، والذي كان قد أثار خلافاً وتشويشاً و"آراء متضاربة" حتى وصل الأمر بالاستخبارات الأميركية إلى إنكار أن يكون لمثل هذه الشخصية وجود على الأرض. وأوضح أن الولايات المتحدة تبشّر بمقتل زعيمي القاعدة على أنه انعكاس للنضج الذي بلغته القوات الأمنية العراقية –بضمنها الجيش العراقي- وتعدّ ذلك مؤشراً مهماً على مستقبل الوضع الأمني في العراق. لكن بعض الخبراء مازالوا متمسكين بوجهة نظر "متمهـّلة" في إعطاء تقييم كهذا للقوات العراقية. ويشير لوبولد الى أن مسؤولين أميركان أكدوا الأحد أن مقتل المصري، رئيس القاعدة في العراق، وزميله الغامض البغدادي، قد قتلا في عملية مشتركة أميركية-عراقية غرب تكريت يوم الأحد. وفي هذا السياق علق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً: “موتهما يشكل فعلا ضربة مدمرة للقاعدة في العراق. العراقيون يأخذون الصدارة الآن”. وأوضح أن هذه العملية تمثل "ملمح التغيير" في شخصية القوات الأمنية العراقية، معتمدة على استخباراتها الخاصة والتي جمعت المعلومات من زعيم آخر للقاعدة تم أسره مؤخراً. وأضاف بايدن: “باختصار، العراقيون يأخذون زمام المبادرة في حماية العراق ومواطنيه بانتزاع روحي هذين الإرهابيين”. وفي توضيح آخر من الجنرال ديفيد بيتريوس رئيس القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، مردّداً استنتاجات بايدن: “إن مقتلهما يشكل معلماً آخر في جهود قهر التطرفيّة في العراق”. وكان المصري قد حل محل "أبو مصعب الزرقاوي" الذي قتل سنة 2006، زعيماً للقاعدة في العراق. والبغدادي الذي أعلنت الحكومة العراقية مرتين عن مقتله، هو نفسه الزعيم المعلن لما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التحالف الذي يضم مجموعة منظمات متمرّدة. وبسبب الإعلانات السابقة غير المؤكدة عن موت البغدادي، فإن "حكاية مقتله" أثارت الكثير من اللغط حتى على مستوى شخصيته الحقيقية. واليوم، يقول المسؤولون العراقيون والأميركان أن اختبارات فحص الحمض النووي (دي أن دي) تؤكد أن المقتول هو أبو عمر البغدادي نفسه. ويتساءل المحلل السياسي لصحيفة الكريستيان ساينز مونيتور إن كان مقتل الزعيمين الإرهابيين، سيؤدي الى تزايد العنف في العراق؟. ويجيب عن ذلك بقوله: بينما سيخلق قتل هذين الزعيمين –بلا شك- أزمة قيادة، ينتج عنها النقص في التركيز، وعدم الانضباط، فإن تأثير ذلك على العنف في العراق، سيكون فقط واضحاً على مدى طويل، طبقاً لما تقوله سيتفاني سانوك، وهي زميلة متقدمة في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية، أحد أهم مجالس الخبراء في واشنطن. وتضيف سانوك –التي عملت مخططة استراتيجية في السفارة الأميركية في بغداد خلال سنة 2009- إن المؤشرات على ضعف القاعدة في العراق تتضمن: تناقص الهجمات الكبيرة، وعموماً الهجمات الإرهابية أقل، ولا تستهدف إلا أهدافاً "عادية" مثل محال الفيديو، والشقق السكنية. وتؤكد: “أنا حقيقة ماضية الى حبس أنفاسي الى أن أرى تلك الأنواع من الهجمات تنحدر نحو الهبوط”. وفي السابق –تقول سانوك- كان الجيش الأميركي يبادر الى الإشادة مسرعاً بقوته وإنجازه عندما تحقق قوات عراقية أو أفغانية نجاحاً ما. لكن في هذه الحالة، فإن الجيش العراقي يستحق الإشادة. وأوضحت أن معظم القوات الأميركية لا تقوم بعمليات عسكرية في الشارع، ولهذا فإن المعلومات الاستخبارية المطلوبة لقتل أو أسر عناصر قيادية في الميليشيات المتطرّفّة، يجب أن تأتي من العراقيين. وهذه العملية تبدو نتيجة لتلك المعلومات. وأكدت: “أعتقد جازمة إن هذه كانت عملية بقيادة العراقيين، وهي تبشر بالخير”. وبينما تعكس عمليات القتل هذه تزايد قدرات القوات الأمنية العراقية، فإنها أيضا تعزز فرص الرحيل الكامل للقوات الأميركية من البلد. والاتفاقية الثنائية، تنص على أن جميع القوات المقاتلة يجب أن تكون خارج العراق مع نهاية شهر آب المقبل، وتقدر بنحو 50,000 جندي. وبنهاية سنة 2011، فإن الجدولة المتفق عليها يجب تضمن رحيل كامل القوات الأميركية. وقالت الصحيفة إن الجنرال رايموند أوديرنو قائد القوات الأميركية في العراق، يمتلك "خطة طوارئ" يتم بموجبها ترك لواء قتالي في العراق لغرض تقييم الحالة الأمنية، من خلال التأكد من مستويات العنف حتى نهاية الصيف الحالي. ولكن يبقى من الواضح، هل سيطلب الجنرال من هذا اللواء المكوث في العراق. وفي عملية الأحد، قتل جندي أميركي. ويشير محللون سياسيون في واشنطن الى أنّ القاعدة في العراق ستفكر حتماً بتوجيه ضربات انتقامية، وربما تكون سريعة التوقيت، لهذا فإن الحكومة العراقية وقواتها الأمنية، تلقت من واشنطن تحذيراً من أنّ تتعرّض العاصمة بغداد لهجمات مباغتة، تحاول فيها القاعدة أو "غطاؤها" الذي يميل الى التلاشي، إثبات وجودها، واتخاذ الهجمات مناسبة للإعلان عن الزعيم الجديد للمجموعة الإرهابية. ويبدو واضحاً من إجراءات كثيرة –بحسب المحللين- أن القوات الأمنية العراقية تأخذ حذرها الآن، أكثر من أي وقت مضى من تنفيذ خلايا نائمة للقاعدة هجمات متواقتة!.