كشف الأقنعة.. الحكومة العراقية الجديدة والولاء لطهران !! بقلم: سعدون شيحان

ربما اغرب ما مر على السياسة العراقية الحالية او الجديدة هو إصرار الولايات المتحدة على كشف الأوراق السياسية بشكل فاضح وغريب بعدما أصبحت الطاولة مكشوفة والحراك السياسي والمشاريع تسير باتجاه عدم التمسك بما أتى به باراك اوباما كمشروع سياسي وخطاب يلزم التعامل بروح الشفافية التي تستر بها وأطروحة الديموقراطية التي تبناها ..وركلت حكومتنا أول أحصنة الرهان في المنطقة مشاريع أميركا وأحلامها ولكنها كانت ركلة لمصلحة إيران !!

ان التعددية السياسية من المؤشرات الديموقراطية الحديثة التي أتاحت للكثير النوم والحلم بمنصب مهم في دولة باتت ترسم من خارج الحدود وباتت مناصبها لغير مستحقيها ومعه اصبحت طهران هي من تتحكم بكافة أوراق اللعب ..ومن الغريب ان تستهل في الوقت ذاته مؤشرات التبعية للحكومة العراقية السابقة وبعض قيادات الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية عندما توجهت لطهران لتقديم صكوك وفروض الطاعة العمياء ضاربة بعرض الحائط رغبة الشارع العراقي الذي اعلن تأييده للتوجه السياسي للقائمة العراقية التي وضعت العروبة اساس لتشكيل الحكومة المقبلة ..ومعه يتبين ان الثقل الداخلي ليس له اي معيار امام معايير النفوذ الايراني وان القرار عندما يترنح بين اتجاهين فأن بيضة القبان هي طهران ..!!.
طهران مكشوفة النوايا ولديها تاريخ اسود للعلاقات الخارجية خاصة مع العرب منذ الازل… ما يهمنا اليوم هو الحديث عن واشنطن وتصرفات باراك اوباما الرئيس الامريكي الذي استهل ولايته بفتح صفحة جديدة مع العرب تتمحور حول اعادة رسم المشروع السياسي الامريكي بشكل اكثر وردية من سابقة بوش الذي لطخ اوراق العلاقة مع العرب ولكن بقيت هناك اوراق كحواجز صعب اجتيازها من باراك اوباما ومنها ملف ايران النووي وتدخلها في شؤون العراق ولدينا تساؤل واضح جدا حول احد اكثر القضايا المثيرة للجدل مع انها لم تؤخذ بذات الاطار سابقا وهي .."ماسر الحماسة التي دفعت اميركا لاحتلال العراق استنادا على شكوك لم تثبت لأمتلاك العراق ملفا نوويا او اسلحة محرمة في حين ان الحماسة غائبة عن ملف نووي حقيقي لطهران ويهدد به الدول المجاورة والعالم" …
ان اجندة ايران ترتكز على تهديد دول الجوار وارعابهم ومن ثم السيطرة على مقررات الشؤون الداخلية سيما اذا اخذنا بعين الاعتبار انها اي طهران تحتل جزر عربية وتتدخل بشكل سافر بالشؤون الداخلية العراقية من خلال السياسيين المجندين وتقف بشكل متهور امام ارادة العالم في اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل …وهناك تساؤل مشروع اخر "الم يفرض على طرابلس التخلص من ملفها النووي والم يفرض على بيونغ يانغ ايضا التخلص من برنامجها النووي" ..لماذا ايران تبقى وحدها من تشهر البرنامج النووي وتتحدى والحماسة الامريكية غير موجودة للتصدي؟! ..الم تكن الشكوك دون ادلة محركا للقضاء على استقرار بلد وتدمير ركائزة الاقتصادية والاجتماعية واحتلاله ..هل نرى عودة لاسناد دور العدو المزعوم او اللعب بالنيابة لطهران ..وهل اميركا جادة في مشروعها الديموقراطي المهين للشرق الاوسط وما جدواه بعدما تخلى اقرب الموالين له ..واين الديموقراطية المزعومة والمدعومة غربيا من دعم الملايين الذين تصدوا لتزوير الانتخابات الايرانية وخرجوا بمسيرات استمرت لاسابيع عدة ..هل واشنطن جادة لدور شفاف وعلاقات عربية امريكية صحيحة ..اذا ماسر بقاء فك الوحش مطلقا يمزق ما يطاله ..
اننا نشير الى ما تم نشره سابقا في موقع وطن من مقالات اوضحنا فيها بعض التحليلات التي دارت حول مدى مصداقية الولايات المتحدة للتعامل مع ايران ومدى شفافية واشنطن في تبني موقف حازم يدعم الارادة العربية والتي قلنا فيها صراحة ان واشنطن لا تنوي الان التعاطي مع التهديد الايراني للامة العربية لان ايران تسير بموازاة المشاريع الامريكية الرامية لاضعاف الامة العربية وانهاكها من خلال خلق الاعداء دون التعاطي مع تلك المخاطر ودون ان تتبنى موقف يخدم الامن والسلم العالمي ..
ان الوقت لا يحتمل التخفي خلف الاقنعه وهي دعوة لنزع تلك الاقنعة المتسترة خلف المشاريع الواهمة وهي دعوة للعرب وابناء امتنا للتصدي للمشروع القادم والذي اصبح بلا قناع وهو توكيل ايران للعب دور العدو المزعوم ونحن بطبيعة الحال الضحية ..
 
– كاتب سياسي عراقي
Exit mobile version