مسؤول أميركي: القاعدة أصيبت بنكسة لكنّ ذلك لا يعني سقوطها وتقهقرها سريعاً.. ونائب لـ (المصري) قد ينفذ هجمات خطيرة
يتوقع مسؤولون أميركان أن نائباً لـ(أبو أيوب المصري) قد يقود هجمات انتقامية خطيرة، مشدّداً على أن القاعدة بمقتل زعيميها، أصيبت بنكسة كبيرة، لكن ذلك لا يعني سقوطها وتقهقرها سريعاً، مؤكداً أن القاعدة تشغـّل نظاماً سرياً لـخلايا خاملة يمكن أن تنشط بمجرّد أن تصلها أوامر من أمرائها في التنظيمات الإرهابية.وتؤكد ليز سلاي، مراسلة صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن تعاون القوات الأميركية والعراقية انتهى الى توجيه ضربة كبيرة للمجموعة المتطرفة، بعد سلسلة من التفجيرات التي كادت تزعزع الاستقرار في العراق، بحسب وصف المراسلة. واستشهدت بقول الجنرال رايموند أوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق: “إنها فعلاً الضربة الأكثر أهمية ضد القاعدة منذ بدء التمرّد”!. ووصفها رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها “كسرت ظهر القاعدة”.وأوضحت الصحيفة الأميركية أن قتل أبو حمزة المهاجر –صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور سمته أبو أيوب المصري- وأبو عمر البغدادي تمت بتنسيق أميركي-عراقي لمتابعة مخبأ للقاعدة في زاوية بعيدة من أرض محافظة الأنبار (حوالي 6 أميال جنوب غربي تكريت). والمسؤولون الأميركان يقولون إن المعركة كانت ساخنة، وأسفرت عن مقتل جندي أميركي وسقوط مروحية.طبعاً المهاجر، يعرف أيضاً باسم أبو أيوب المصري، وهو مصري معين من قبل أسامة بن لادن لقيادة القاعدة في العراق، بعد سنة 2006 التي قتل فيها أبو مصعب الزرقاوي. والمهاجر شريك دولي لتنظيم القاعدة الذي يقوده بن لادن. أما البغدادي فهو الاسم المنتحل لرئيس ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق المظلة التي فـُبرك اسمها من قبل تنظيم القاعدة سنة 2006 لتعطي التنظيم مسحة عراقية. وكان الجيش الأميركي قد كشف أن الاسم الحقيقي للبغدادي هو حامد داود محمد خليل الزاوي برغم أن المسؤولين ذكروا مبكراً إنهم يعتقدون أن البغدادي مجرد شخصية خيالية!. لكن العراقيين الذين أعلنوا مقتله مرتين –قبل التأكد من شخصيته- كانوا يصرون على وجود شخصية البغدادي.وقال مسؤول أميركي إن مقتل البغدادي والمهاجر، لا يعني أن القاعدة سوف تسقط ممزقة، ملاحظاً أنها استمرت بعد مقتل الزرقاوي مؤسسها، ومصرع زعيميها “نكسة للمنظمة الإرهابية، لكن أشخاصاً آخرين سوف يظهرون سريعاً”. والكثير من الأمور تعتمد على قدرة القاعدة في تجميع نفسها، وماهية قدرتها على فعل ذلك بسرعة. وبعد موت الزرقاوي كانت المجموعة قد عينت على نحو مباشر المهاجر وشرعت في تنفيذ الكثير جداً من الهجمات والتفجيرات الكبيرة في بغداد والتي ساعدت على استمرار العنف الطائفي الذي كان أشبه بالثور الهائج في ذلك الوقت.وكشفت الصحيفة الأميركية، أن مخبأ الزعيمين الإرهابيين، منزو في عمق الصحراء عبر بحيرة كبيرة، الأمر الذي يُظهر أن القاعدة في العراق لم تعد قادرة على إيجاد ملاذ مناسب في أوساط السكان العراقيين. وقالت: ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت القاعدة مستعدة حالياً لتنصيب زعيم جديد في هذه الفترة، كما يقول بريت ميكجورك زميل مجلس العلاقات الخارجية الأميركي والمفاوض الرئيس بشأن الاتفاقية الأمنية التي أبرمت بين العراق والأمم المتحدة. وقال: “في العراق، نحن نعرف التأثير الستراتيجي لهذه الضربة. فهل هناك نائب للمصري ينتظر في الأجنحة؟”.ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن مسؤول أميركي في واشنطن قوله: إن المهاجر والبغدادي قتلا في عملية مشتركة عراقية أميركية. والفريق بدأ بإطلاق النار بينما أطبق المقاتلون على الموقع الذي تـُوقـّع وجود ميليشيات فيه.وإضافة الى مقتل الزعيمين الإرهابيين، جرى اسر نحو 16 شريكاً لهما. وجرى جمع الكثير من المعلومات الاستخبارية عن الشبكات، وعن محاولة تنظيم هجمات على الكنائس في بغداد. وقالوا إن القاعدة لم تعد تسيطر على مكان مأهول بالسكان في الأرض العراقية. والمسؤولون الأميركان يقولون إنهم يشغلون نظاماً سرياً وفي خلايا غير نشطة عن حياة الآخرين. ويتخوف المسؤولون من احتمال أن تكون المجموعات الإرهابية قادرة على تنفيذ هجمات.