جورج ميتشل والفشل المحتوم
بقلم: زياد ابوشاويش
يتساءل المرء حين يعلم عدد الزيارات التي قام بها الرجل للمنطقة من أجل دفع عملية السلام عن جدوى هذه الزيارات والحكمة من وراء استمرارها رغم ثبات المواقف الإسرائيلية التي تجعل فشل مهمته أمراً محتوماً. الخلاف الظاهر بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول بناء المستوطنات حسم لصالح النظرة الإسرائيلية وأمريكا تطلب اليوم استئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان وعلى الفلسطينيين تلبية الدعوة الأمريكية إن أرادوا البقاء في اللعبة الدائرة بالمنطقة.
السلطة الفلسطينية حتى لو وافقت على استئناف المفاوضات تلبية للطلب والرغبة الأمريكية فإن ذلك لن يقدم أي خدمة للعملية السلمية بل سيجعل نجاحها مستحيلاً لأسباب تتعلق بذات المواقف الصهيونية ورؤيتها للحل، بل سيشجعها على القول لأمريكا أنها كانت على خطأ حين طلبت وقف النشاط الاستيطاني وهو التعبير الأمريكي المخفف للمخالفة الفاضحة من جانب إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة على هذا الصعيد.
هناك إمكانية واحدة لنجاح أي فرصة للسلام وهذه الإمكانية ترتبط مباشرة بتطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام الشرعية الدولية التي تقول بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، ومن ثم فليس أمام إسرائيل سوى الانسحاب من كل الأراضي المحتلة عام 1967 وترك الفلسطينيين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.
هذه الرؤية المنسجمة مع الحق والشرعية الدولية تعيها الولايات المتحدة الأمريكية وعملت على تطبيقها على عديد الدول العربية والأجنبية ومن واجبها أن تطبقها على قضية الشرق الأوسط والصراع العربي الصهيوني، وهي لا تفعل، لذلك من البديهي أن يفشل السيد ميتشل رغم قدراته وكل سوابقه في النجاح .