عندما مات طفلها عقب الولادة تاقت نفس غلباهور زافيدوفا (28 عاما) وهي زوجة مزارع فقير، إلى الإنجاب ثانية. وبعد أشهر من المحاولات ذهبت بصحبة زوجها إلى طبيب في البلدة، وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها عندما قال لها إنها لن تستطيع الإنجاب ثانية لأنها صارت عقيما.
واتضح أن أطباء قاموا بهذا الإجراء فور ولادتها دون موافقتها، وعندما علم زوجها أنها لن تتمكن من الإنجاب تركها.
ومن يومها ظلت في بكاء دائم وقالت إنها شعرت بغضب شديد لما فعله الأطباء بها دون علمها.
وبحسب جماعات حقوق الإنسان هناك عشرات الآلاف من النساء الشابات أمثال زافيدوفا يتم تعقيمهن دون موافقتهن في أوزبكستان.
وتقول مصادر أوزبكية إن الإجراء أمر به الرئيس إسلام كريموف الذي حكم البلد بقبضة حديدية طوال عشرين عاما. وكانت هذه السياسة تهدف إلى الحفاظ على انخفاض معدل سكان البلد الفقراء عند 28 مليون نسمة نظرا لأنها أكثر دول آسيا الوسطى كثافة سكانية.
ويقول نشطاء إن عملية التعقيم بدأت عام 2003 لكنها توقفت بعد عامين من تعالي صيحات الاحتجاج. ويقال إنها عادت مرة أخرى في فبراير/شباط الماضي عندما أمرت وزارة الصحة الأطباء بالتوصية بالتعقيم كوسيلة تحديد نسل ناجعة. وأضاف النقاد أن كل طبيب كان عليه أن يقنع امرأتين على الأقل شهريا بهذا الإجراء، ومن يخفق في ذلك يتعرض لمضايقات وغرامات.
وقالت ناشطة في حقوق الإنسان إن نحو 5000 امرأة تم تعقيمهن دون موافقتهن منذ فبراير/شباط الماضي.
يشار إلى أن الأطباء في كثير من الأحيان يفضلون التوليد بعمليات قيصرية ثم يقومون بعمليات التعقيم دون إبلاغ المرأة. ونجم عن شيوع هذه الممارسة أن فضلت النسوة الولادة في المنزل لتجنب المخاطرة.
ومن جانبها تنكر السلطات الأوزبكية إجراء عمليات التعقيم دون الموافقة، لكن تقريرا للجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب قدر وجود عدد ضخم من الحالات منذ ثلاث سنوات. وبحسب المنظمة الدولية فقد انخفض معدل الخصوبة في أوزبكستان من 4.4 أطفال لكل امرأة إلى 2.5 منذ تولي كريموف السلطة.