لم تمض إلا أيام قليلة على زيارة الساعات العشر التي قام بها وزير الخارجية المصري أبوالغيط المعروف بمواقفه المعادية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد الإحتلال الصهيوني وإذا بحسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية يصدر توضيحا ( نشره موقع صحيفة الشروق المصرية ) من الواضح أنه يهدف إلى التخفيف من غضب الصهاينة الذي نتج عن إنفلات لسان أبو الغيط خلال تلك الزيارة ووصفه لإسرائيل بالعدو حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرانوت الإسرائيلية يوم الثلاثاء ، أنها علمت من خلال مصادرها في السفارة الإسرائيلية ، أن يتسحاق ليفانون ، سفير إسرائيل لدى القاهرة أرسل احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية المصرية ، طلب فيه توضيح تصريحات وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط الأخيرة فى لبنان والتى قال خلالها : "إننى لم آت إلى لبنان لكى أنقل رسالة من طرف عدو" فى إشارة إلى إسرائيل ، وجاء في توضيح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن أحمد أبو الغيط أعرب في رسالة وجهها إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تناول فيها ما لمسه خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان عن خشيته إزاء تدهور في الأوضاع قد يؤدى إلى وقوع مواجهة مسلحة على غرار ما وقع في صيف 2006 ، وقال زكى " إن أبو الغيط أكد في رسالته على الأهمية التي يكتسبها الدور الأمريكي لنزع فتيل التوتر وتجنب فرص انزلاق الموقف إلى مواجهة يدفع لبنان ثمنها ( دون مسئولية من جانب الدولة اللبنانية في التصعيد الحالي ) " ، وأضاف أن أبو الغيط نقل للوزيرة الأمريكية في رسالته القلق الذي يستشعره العديد من اللبنانيين إزاء التطورات الجارية والتصعيد الإعلامي وغيره من أشكال التوتر الذي ينذر بالخطر، مشيرا إلى أن أبو الغيط أكد أيضا في رسالته على وقوف مصر إلى جانب اللبنانيين ورغبتها وسعيها الأكيدين من أجل تجنيب لبنان أي مخاطر تهدد أبناءه واستقراره ومسار التنمية فيه ، وتابع المتحدث أن وزير الخارجية وجه أيضا رسائل في هذا الصدد إلى كل من وزراء خارجية الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الأطراف الدولية المعنية بالشأن اللبناني ، كما أثار أبو الغيط ذات الموضوع خلال العشاء الذي جمعه في لوكسمبورج مع وزراء خارجية أوروبيين وعرب ، حيث أبدى الجميع اتفاقهم على ضرورة إبداء الاهتمام بتجنيب لبنان مخاطر التوترات الحالية .. وبقراءة متأنية لتوضيح المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية المصرية يتبين أن ما تضمنته رسالة الوزير المصري إلى الوزيرة الأمريكية أو ما تم نشره منها خطير جدا .. فهو يُعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للبنان ، ويتضمن تحريضا على المقاومة اللبنانية .. وأخطر ما فيه أنه يتجاهل التهديدات الصهيونية للبنان التي هي السبب الرئيسي لتوتر الوضع أو تدهوره ، ويُصور أن سبب ما إدعاه من تدهر في الوضع هو حصول المقاومة اللبنانية على الأسلحة للدفاع عن لبنان العاجز جيشه عن الدفاع عنه .. وخير دليل على ذلك هو أن أبو الغيط خلال زيارته التي ليس من المصادفة أن تتم في غياب رئيس الجمهورية اللبنانية المعروف بمواقفه المساندة للمقاومة اللبنانية تفاديا للإجتماع به ، وأجتمع بالإضافة إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب مع سمير جعجع وأمين الجميل المعروفين بمواقفهما المعادية للمقاومة اللبنانية ، ورأى المراقبون في هذه اللقاءات دلائل على أن الزيارة تتجاوز الإطار التقليدي للعلاقات بين دولتين وأن وراءها ما وراءها ، كما يشير المراقبون إلى ما جاء على لسان أحد السياسيين المقربين من رئيس الحكومة اللبنانية طلب عدم ذكر إسمه أن أبو الغيط أبلغ الحريري تحذيرات بأن إسرائيل تستعد للقيام بمغامرة ضد لبنان وسوريا الأمر الذي أدي بالحريري إلى أن يجري إتصالات بالدول الغربية لإستيضاح الأمر وطلب الدعم ، في الوقت الذي نفى فيه أبو الغيط أمام وسائل الإعلام أنه لم ينقل رسائل ممن أسماه طرفا عدوا هو إسرائيل ، وعند الأخذ في الإعتبار أن تلك الزيارة المفاجأة والسريعة تمت متوافقة مع التهديدات الصهيوأمريكية لسوريا بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة اللبنانية ، ومنها تصريحات فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية الذي وصفه أحد السياسيين اللبنانيين بأنه كاذب ومتآمر على لبنان في تعليق له على تلك التصريحات وقوله : إنه لوكان لبنانيا لأقلقه تزويد سوريا للمقاومة بصواريخ سكود ، بأنه كاذب ومجرم ومتآمر على لبنان وأنه هو وبرامز أيديهما ملطخة بدماء اللبنانيين ، وأتهمه بأنه إستقدم عندما كان سفيرا في لبنان مجموعات من القتلة وآواهم في السفارة الأمريكية ليقوموا بإغتيالات في لبنان ، وأنه كان مفوضا ساميا لضرب لبنان ما بين 2004 و2008 تاريخ مغادرته لبنان ، وأنه كذب على الكونجرس أثناء شهادته بإدعائه في الأسبوع الماضي بأن السفير السوري في واشنطن لا يسمع ولا يقوم بواجبه بإبلاغ الحكومة السورية بما يقوله له أثناء إجتماعه به ، كل ذلك لابد أن ينتج عنه السؤال المنطقي وهو ماذا وراء زيارة أبوالغيط ، ولماذا لم يوجه رسائله إلى الدول العربية ويدعوها فيها إلى إتخاذ موقف موحد ورادع للكيان الصهيوني ومن وراءه ، بدلا من توجيهها إلى أمريكا وحلفائها المعروفين بمواقفهم المنحازة بالكامل للكيان الصهيوني الذي يحتل أجزاء من الأراضي السورية واللبنانية ويخترق سيادة لبنان برا وبحرا وجوا يوميا ويهدد بالعدوان عليه وعلى سوريا ؟؟ والسؤال الأهم هو ماذا يقصد أبو الغيط بعبارة (وتجنب فرص انزلاق الموقف إلى مواجهة يدفع لبنان ثمنها .. دون مسئولية من جانب الدولة اللبنانية في التصعيد الحالي ) الواردة في رسالته ؟