كشف شريط الصور المتحركة الذي بثته كتائب القسام حول الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عن خلافات "حماس" الداخلية، بعد انتقاد حاد من قيادي الحركة محمود الزهار للشريط، معتبراً أنه "لا يعبّر عن الموقف الرسمي لحماس".
ويظهر في الشريط والد شاليط، وهو يقف أمام سيارة ينتظر وصول ابنه، فيفتح بابها وينزل منها تابوت الجندي الأسير.
وقال الزهار في تصريح صحافي إثر اجتماع لنواب حماس مع وفد برلماني جنوب إفريقي في غزة، الثلاثاء 27-4-2010، إن شريط الفيديو هذا "لا يعبر عن الموقف الرسمي لحركة حماس".
وتابع الزهار في إشارة إلى مشهد التابوت وهو يسلم إلى ذوي شاليط "نحن لم، ولن نقتل الجنود الإسرائيليين الأسرى، أخلاقنا وديننا يمنعاننا عن ذلك".
وأضاف أن الشريط "ليس محاولة سياسية أو إنسانية ولا يعكس موقف الحركة الذي هو ضد قتل الجنود الأسرى، ولا يسمح بذلك حتى لا يبرر الموقف الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين والعرب".
من جهته، عمل صلاح البردويل القيادي البارز في حماس على التقليل من أهمية الخلاف بين الزهار وكتائب القسام حول هذا الشريط. وقال في تصريح صحافي "نؤكد أنه لا يوجد أي تناقض بين هذا المفهوم الذي قدمه شريط القسام وبين تصريحات الدكتور محمود الزهار حول أخلاقيات حركة حماس في تعاملها مع الأسرى".
وأكد أن "تعامل حركة حماس الأخلاقي مع الأسرى يصدر من منطلقات دينية عقائدية وإنسانية، ومن منطلقات سياسية تعمل بمقتضاها على الاحتفاظ بالأسرى بغية تحرير أسرانا في مقابلهم"، مستنكراً "التفسير الصهيوني المقلوب عمداً لفحوى شريط القسام الكرتوني، حيث كان واضحاً أن الشريط يحمل العدو الصهيوني النتائج المترتبة على الإهمال وتبديد الوقت والمماطلة والخداع الذي تمارسه حكوماته المتعاقبة".
وندّد نوام شاليط، والد الجندي جلعاد خلال حفلة خيرية، بـ"الحرب النفسية" التي تشنها حماس، معتبراً أنه من "الأفضل لها أن تهتم بالمصالح الفعلية للأسرى الفلسطينيين والسكان العاديين في غزة المحتجزين رهائن منذ فترة طويلة من قبل قادتهم أنفسهم".
ويستغرق شريط الرسوم المتحركة ثلاث دقائق، ويبدو أن الهدف منه الضغط على إسرائيل لإنجاز صفقة تبادل شاليط مع مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.
ويبدو فيه والد شاليط نوام وهو يتسكع في شوارع مدينة اسرائيل شبه مهجورة وقد شاخ كثيراً، وفي الوقت نفسه نسمع الصوت الفعلي لابنه جلعاد وهو يحث الحكومة الإسرائيلية على القبول بعملية تبادل الأسرى. وكلام شاليط مأخوذ من إحدى رسائله التي سبق وتم بثها.
وفي نهاية الشريط يشاهد نوام، وهو يتسلم تابوت ابنه ملفوفاً بالعلم الاسرائيلي. الا اأ المعلق في الشريط يقول "مازال هناك امل".
والهدف من هذا الشريط هو تحذير إسرائيل من أن المماطلة في عملية التبادل قد تؤدي الى ان يلقى شاليط مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اسر في جنوب لبنان عام 1986 ويرجح ان يكون توفي في الأسر.
ويقول المعلق في شريط الرسوم المتحركة إنه "إذا كان المجتمع الاسرائيلي يريد استعادة شاليط حياً على حكومته دفع الثمن عبر اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين".
وسارع مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى إصدار بيان ندد فيه بما سمّاه "الاستغلال الوقح لقادة حماس لمشاعر عائلة شاليط ما يكشف أكثر فأكثر الطابع الارهابي لهذه المنظمة".
وكان نتنياهو أعلن في مطلع آذار (مارس)، ان إسرائيل لاتزال تنتظر ردّ حماس على اقتراحه بإطلاق سراح محتجزين فلسطينيين مقابل جلعاد شاليط في إطار مفاوضات غير مباشرة يقوم بها وسيط ألماني بإشراف مصري.