أكتبوا التاريخ من سعدي وادرسوا شروط النهضة من سعدان
يستطيع المواطن الجزائري الخالص، أن يُفرّق بين اتهام ميّت لا يستطيع الدفاع عن نفسه، بالوشاية، وبين واش يُطالب في كل مناسبة بالتدخل الأجنبي.
يستطيع المواطن الجزائري الخالص أن يُفرّق بين اتهام ميّت بمقتل شخصين أو مجموعة، وبين واش بشعب كامل، كان وراء مقتل الآلاف من خلال التحريض المُعلن والمُبطّن.
يستطيع المواطن الجزائري الحرّ الشريف أن يُميّز بين من خطب في الأمم المتحدة بلغة عربية فصيحة قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وبين من يتودد لهيئات أممية صباح مساء ولا يتحرج من زيارة دولة الاحتلال.
يستطيع المواطن الجزائري الحرّ أن يُفرّق بين من حافظ على الوحدة الوطنية ،وبين من كان سببا في نشر الفتنة وزرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
يستطيع المواطن الجزائري الشريف، أن يُفرّق بين مجاهد حملَ السلاح وحارب المستعمر على أرض المعركة، وبين عميل حملَ السلاح وحارب أبناء وطنه…
حق على الرئيس الجزائري هواري بومدين رحمه الله على ،أن أنش عليه الذباب وهو في قبره ،ولو كان حيا ماتحدث سعيد سعدي ولما اتهمه بهذا الإتهام ، وكما نقول بالدارجة الجزائرية، العب يابلارج في بلاد الرحب. (بلاّرج، أي، اللقلق، بلاد الرحب ،أي ، التي فيها الماء والإخضرار).
سعيد سعدي أراد له الخونة في النظام الجزائري، أن يقوم بدور مُعيّن بعد خنق الحرّيات وإخلاء الساحة من السياسيين والطعن في الشخصية الجزائرية وقتل إرادة المواطن، بالتيئيس تارة وبالاستفزاز تارة أخرى. تُرك المجال له هو ولويزة حنون لتسويق واجهة للخارج من جهة، على أنّ هناك معارضة، ومن جهة أخرى للقضاء على ما تبقّى من شرف الثورة، وقد وصل الأمر لتعيينه رئيس حكومة استفزازا للأمة بعد الانقلاب، لولا أن قضى الله بحكمه، مع أنه لا يُمثّل إلا جهة في الوطن.
بومدين الذي كان يحمل السلاح ويواجه المستعمر على أرض المعركة، يُتهم بالخيانة. يا للعجب! وفرحات مهني الذي يدعو إلى الانفصال علنا يُعتبر مُقاوما ؟
يمنع المواطن الجزائري من التجمهر في العاصمة للمطالبة بحقوقه المهضومة وعبر تراب الوطن، ويسمح لمهني وسعيد سعدي في تيزي وزو وغيرهما من المحاضرة في الجامعة؟
يسمح لسعيد سعدي وأتباعه من الدخول إلى البرلمان ومخاطبة الشعب ويمنع خيرة أبناء الشعب من دخول البرلمان ويرمون في الصحاري وينفون إلى مدغشقر، يا للعجب.
يُسمح للمزابيين لإقامة دولتهم "الاسلامية" داخل دولة "ديمقراطية" بحجة الحفاظ على التقاليد واحترام الأقليات ويُمنع أصحاب الأغلبية من مُمارسة النشاط بل حتى من أبسط حقوقهم المدنية، من جواز سفر، وتنقل، وعمل …
وفي ظل هذا الاحتقان وسياسة النفاق يتم إلهاء الشعب بكرة القدم، وتتحوّل الأنظار من أم درمان ومن مصر إلى جنوب إفريقيا، تُصرف الملايير وتُحضّر الأجواء، فالوطني هو من يرفع العلم ويتغطى به، يضعه في الشرفة وفي الحي وفي السماء وتحت الأرض، وفي السيارة وفي الطائرة وفي البرّ والبحر، وتسبّ مصر وشعبها، ويأخذ صورة مع هذا وذاك، والأمريكان على أبواب غرداية دخولا إلى الصحراء بحجة وجود القاعدة، وكمال الدين فخار وبوصوفة و بوق… رؤوس الفتنة في بريان يُنادون ويصرخون، أحموا الأقلية من اضطهاد العرب ومن التمييز العنصري ويناشدون الهيئات الدولية للتدخل.
متى يفيق النيام، متى يفيق المحسوبون على المعارضة من مُخططات جهنمية تهيئ لفصل الصحراء، وفصل منطقة القبائل عن باقي ولايات الوطن؟
متى يفيق الشرفاء في النظام، أنّ هناك عملاء داخل أجهزة الدولة متواطئون بالسكوت وبدعم جهة على أخرى وبسياسة الكيل بمكيالين؟
ليسمح لي رابح سعدان مُدرب الفريق الوطني لإقحام اسمه في هذا المقال، فيعلم الله مدى احترامي له وللفريق الوطني، وأتمنى من كل قلبي التوفيق لمنتخبنا، ولكن هل من حقي أن أغضب وأنا أرى من يعتمدون شهادة سعدي حول بومدين، وكأنه مؤرخا أو مجاهدا من الذين عايشو عميروش أسد جرجرة،