أرشيف - غير مصنف

وبدأت الصحف المصرية بصب الزيت على النار تكرارا لسيناريو الجزائر: اللبنانيون يكرهون مصر أكثر من كرهم لإسرائيل

 
اهتمت الصحف المصرية بشدة بحادث قتل وسحل الشاب المصري محمد سليم مسلم ببيروت، وأشارت صحيفة اليوم السابع إلى أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أرسل خطابا إلى وزارة الخارجية المصرية يطلب منها الاستعلام عن إذا كان لديها أية تفصيلات عن وقائع قتل الشاب المصري محمد سليم مسلم في قرية كترمايا بدولة لبنان والتمثيل بجثته على النحو الذي تناولته وسائل الإعلام، وعما إذا كان قد أجريت تحقيقات قضائية في هذه الوقائع من السلطات اللبنانية وما وصلت إليه وذلك حتى يتسنى للنيابة العامة في مصر النظر قانونا في مدى اختصاصها بثمة وقائع تناولتها الجهات القضائية في لبنان للتدخل على حماية أرواح ومصالح المصريين المقيمين بالخارج".
 
ونقلت الجريدة عن مواطن لقب نفسه باسم "ميدو الإسكندراني" حواراً دار بينه وبين صديق له لبناني مقيم أيضاً في هذه القرية، وهي المكالمة التي جاء نصها على النحو التالي:
 
ميدو: سمعت أن أحد المصريين تم قتله في القرية المجاورة لكم؟
 
بلال اللبناني: لا إنها قريتي التي أعيش بها وكنت متواجداً أثناء وقوع الحادث، حيث كان كل شباب القرية متواجدين.
 
ميدو: حدثني أكثر عن هذا الحادث الأليم؟
 
بلال اللبناني: كان حقاً حادثاً أليماً لم يحدث في تاريخ قريتنا، كان الشاب المصري يتهمه الأهالي أنه قتل طفلتين وكان هذا الشاب في إحدى سيارات الشرطة، فطلب الأهالي من الشرطة إخراج هذا الشاب فوراً وإلا هجموا على السيارة، تجاهلت الشرطة هذا التحذير واستمرت في طريقها، إلا أنه وفجأة أخذ جميع الناس يهتفون اقتلوا المجرم اقتلوا الخائن اقتلوا المصري وهجموا على سيارة الشرطة، فقام ضابط الأمن برمي المصري على الجماهير الغاضبة، فما كان من الجماهير إلا أن قاموا بضربه بعنف شديد لم أره في حياتي حتى أنني كنت أظن أن لم يتبق من جثته شيء وأن الأهالي سيأكلون جثته.
 
ميدو: ولكن لحظة، كيف سلمت الشرطة المصري إلى الجماهير الغاضبة، ألم يكون يعرفون النتيجة؟!
 
بلال اللبناني: إن الشرطة هنا دائماًَ ضد الناس ولكن في هذا الموقف بالخصوص كانوا مع الناس ومتعاطفين مع الناس، فللعلم الناس هنا لا يفرقون بين الإسرائيلي والمصري فنحن قرية في الجنوب اللبناني واكتوينا بنار إسرائيل وعملائها عدة مرات.
 
ميدو: هل هناك بقية للقصة؟
 
بلال اللبناني: نعم فبعد أن قتلوه أخذوا يمثلون بجثته ويقولون لقد انتقم الله من المجرم انتقم الله من العملاء الخونة وأخذ بعض الأطفال يلقون الحجار على جثته ويرددون الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
 
ميدو: وماذا حدث بعد ذلك هل جاءت الشرطة لتحقق في الحادث؟
 
بلال اللبناني: كلا لم تأت أي قوة أمنية وكأنه لم يحدث شيء ولكن بعد الحادث بساعات طويلة وجدنا أربع سيارات شرطة تجوب القرية ثم اختفت وإلى الآن لم يحدث شيء.
 
ميدو: هل طبيعة سكان تلك القرية الآثمة عنيف؟
 
بلال اللبناني: كلا إنهم طيبون ولكنهم مع الغريب عنيفون، خاصة لو كان هذا الغريب من بلد يكرهونه وللحقيقة فإن الناس هنا يكرهون مصر أكثر من كرهم لإسرائيل، فهم يرددون دائماً (ولظلم ذوى القربى أشد مضادة من الحسام المهند).
 
ميدو الإسكندراني: شكراً لك وعلى الانصراف الآن.
 
أما صحيفة المصري اليوم فقد خصصت مساحة واسعة من تغطياتها لقضية الشاب المصري القتيل في لبنان، حيث أجرت الصحيفة حواراً مع والدة الشاب القتيل قالت فيه إن "القضية تتعلق باغتصاب فتاة عمرها ١٥ عاما، وهى شقيقة الفتاة التي كان يريد الضحية الزواج منها، مؤكدة أن والدة الفتاتين كانت تنوى الذهاب إلى قاضى التحقيقات للتنازل عن القضية بعد علمها أن ابنتها كذبت في محضر الشرطة".
 
وأضافت الأم، في اتصال هاتفي مع الجريدة، قائلةً " يوم الحادث كنت بمنزل ابنتي بقرية كترمايا، وعلمت بتفاصيل الواقعة ولم أستطع النزول إلى الشارع خوفا من بطش الأهالي والاعتداء على، وظللت محتجزة لمدة ١٠ ساعات داخل المنزل وأنا أسمع بالخارج أصوات الأهالي بالخارج وهم يرددون (اقتلوا المصري.. ده خائن). وبعد هدوء الوضع وعلمي أن قوات الجيش خلصت الجثة من أيدي الأهالي استأجرت سيارة نقل وقمت بنقل أمتعتي والهروب إلى بلدة تبعد ١٥٠ كيلو عن منطقة الحادث".
 
وأوضحت الأم أن لديها ٤ أبناء من زوجها اللبناني يحملون الجنسية اللبنانية، وجميع علاقاتها وتعاملاتها جيدة مع الشعب اللبناني، خاصة أنها مقيمة في البلد منذ أكثر من ٣٠ سنة، مشيرة إلى أن «العجوز الذي تم اتهام ابني بقتله هو جارنا منذ سنوات عديدة، وتعرف محمد عليه بعد حضوره إلى لبنان وكان دائم مساعدته وإحضار متطلباته من الخارج، خاصة أن العجوز لا يستطيع الخروج لكبر سنه".
 
وحول الفتاة وقصة الحب التي ارتبط بها ابنها، قالت إنه "أخبرها منذ شهر تقريبا أنه مرتبط مع فتاة جارتنا بقصة حب وأنه طلب منها الذهاب إلى أهلها للزواج منها" مضيفة "لكننا علمنا بعدها أن الفتاة تعرضت لظروف ومشاكل خاصة، لكن ابني أصر على الزواج منها، وعندما ذهبنا إلى منزلهم فوجئنا بالفتاة ترفض الزواج في الوقت الحالي بسبب حالتها النفسية السيئة، وطلبت التأجيل لفترة حتى يتم الانتهاء من آثار هذه المشاكل".
 
ونقلت "المصري اليوم" عن عدد من علماء الأزهر رفضهم الشديد لجريمة التمثيل بجثة المواطن المصري مؤكدين أن "هذه الجريمة لا تتفق مع الشرائع السماوية، وهى محرمة بكل الأحوال وتستدعى تطبيق حد «القصاص» على من ارتكبها". ونقلت الجريدة عن الدكتور أحمد كمال أبو المجد، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قوله "إن هناك التزاماً دينياً لا خلاف عليه بالنهى عن التمثيل بالجثث احتراماً لكرامة الحياة وحكمة الموت". وقال أبو المجد «إن الدولة في عصرنا الحديث هي المكلفة بالقصاص، وهو عملية منظمة لا يمكن أن يتم تنفيذها بصورة عشوائية».
 
فيما نقلت الجريدة عن الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، مطالبتها بضرورة «القصاص» ممن ارتكبوا جريمة التمثيل بجثة الشاب المصري في لبنان، مؤكدة أن النبي «صلى الله عليه وسلم» حرم التمثيل حتى بـ «جثة الكلب العقور» في قوله (إياكم والتمثيل بالجثة حتى وإن كان الكلب العقور).
 
أما جريدة الشروق فأشارت إلى أن "أكثر من عشرين نائبا بمجلس الشورى تقدموا "الأحد" بطلب مناقشة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن حادث مقتل المواطن المصري والتمثيل بجثته في لبنان والإجراءات القانونية ضد القائمين بالحادث، وتقديمهم للمحاكمة خاصة وأن القتيل لم يثبت قيامه بأي حادث إجرامي. وأضافت الجريدة أن "نواب مجلس الشورى طالبوا الحكومة بضرورة تأمين المصريين بالخارج في ضوء هذا الحادث".
 
فيما اهتمت جريدة الوفد بالمطالبات التي وردت على المجموعات الإليكترونية ومن بينها مجموعة "مصريون ولبنانيون معاً ضد ما حدث في كترمايا"و "مجموعة فين الإنسانية"، وهي المجموعات التي طالبت بالقصاص من الجناة مشيرة إلى أن "التمثيل بالجثث مرفوض دينياً وأخلاقيا".
 
أما جريدة الأهرام فأشارت إلى أن "السلطات اللبنانية تعرفت على عشرة من المتهمين بالتمثيل بجثة الشاب المصري وأنها بدأت اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم". ونقلت الجريدة عن حمدي خليفة، نقيب المحامين، قوله إن "هذا التصرف ما كان ليحدث من دولة عربية شقيقة" واصفاً ما حدث بأنه "غير مسبوق ويجب مواجهته بحسم".
 
ونقلت الأهرام عن النائب مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب، قوله إنه "سيتقدم بطلب إحاطة عاجل إلى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حول الحادث" مشيراً إلى أن "التمثيل بجثة الشاب المصري لا يمت للإنسانية بصلة وهو جريمة مكتملة الأركان".
 
ووصف بكري ما حدث بأنه "يمثل اعتداءً سافراً على القانون بغض النظر عن إدانة أو براءة المواطن المصري الذي تم التمثيل بجثته".

زر الذهاب إلى الأعلى