وجه نواب وكتاب كويتيون انتقادات حادة إلى النائب العراقي عزت الشابندر بعد تصريحاته التي قال فيها إن الكويتيين بحاجة إلى "صدام حسين ثان" لكي "يؤدبهم" وذلك على خلفية احتجاز طائرة عراقية في مطار بريطاني بناء على طلب قضائي صدر لصالح الكويت. وتناوب النواب والكتاب على توجيه أقسى عبارات الذم للشابندر ففيما وصفه نائب برلماني بـ"السفيه"، شبهه كاتب كويتي بـ"المومس".
واعتبر النائب شعيب المويزري تصريح الشابندر تصريحا "غير متزن صادر من شخص سفيه". وذكر أن الكويت أكبر من ذلك بكثير ولا يهزها تصريح الشابندر، وقال "اذا ردت الحكومة أو البرلمان على كل شخص سفيه فهذا يعد تكبيرا لحجمه، لكن يجب ان يظل كل من يسيء الى الكويت في حجمه الطبيعي".
من جانبه، قال النائب مبارك الوعلان في تصريح لصحيفة "النهار" الكويتية "تعودنا على أبواق صدام وأصواته النشاز في العراق والتصريح يدل على شخصية قائله … إن الكويت وشعبها لن يخضعا لسياسات التهديد التي يمارسها بعض النواب العراقيين".
وأضاف "نحن دولة نحترم القانون وعلاقاتنا مع دول الجوار قائمة على الاحترام المتبادل فلا تلوح بتهديدك بصدام آخر لأنه لا يهز شعرة من رؤوسنا".
أما النائب ضيف الله بورمية فقال إن الشابندر والشعب الذي ينتمي إليه هم آخر من يتحدثون عن الرجولة، وتساءل "هل مبدأ الرجولة غزو الجيران تحت أجنحة الظلام، وهتك عرض نساء كويتيات مسلمات؟ وهل من مبدأ الرجولة انكم تغزون دولة عربية وتحرقون آبارها النفطية وتردون الاحسان الكويتي المتمثل في الوقوف معكم ابان الحرب الإيرانية بغزو وتشريد وتدمير بلدنا ومحاولة محوها من الخريطة؟".
وانتقد بورمية الحكومة الكويتية لإعلانها الرغبة في الاستثمار في العراق، وقال "نعتب على الحكومة الكويتية التي ترعرعت على الضعف والهوان لكم ولأمثالكم، ما أدى الى تطاولكم علين … ان العراق يدعي أن الكويت ليست بها رجال، وفي المقابل وزير الخارجية الكويتي يقول سنستثمر أموالنا في العراق .. هل من يصفك يا دكتور محمد ويصف شعبك بعدم الرجولة يستحق ان تستثمر في أرضه الأموال الكويتية؟".
وطالب بورمية الحكومة الكويتية بالتشدد في المطالبة بالتعويضات التي اعتبرها "خطا أحمرا" وملكا للشعب الكويتي، وقال إن وزير الخارجية وحكومته لا يستطيعان التنازل عن التعويضات دون موافقة مجلس الأمة.
من جانبه قال الكاتب الكويتي نبيل الفضل إن الشابندر ليس فردا عاديا، وان تصريحاته تدل على غباء من يحاول طمس تاريخ الغزو العراقي من مناهج الدراسة الكويتية. وقال الفضل "لو كان الشمندر نائبا لـ"معدان" الاهوار الجافة او فلاحي الفلوجة لما كلفنا انفسنا التعليق على خزعبلاته وتهويماته الريفية، ولكن الرجل كان من رجالات حكم اياد علاوي، ثم قفز اثر غرق مركب علاوي ليركب سفينة حكم نوري المالكي".
ووصف الفضل الشابندر بـ"المومس" وقال إنه يحتاج الرد أو الصفع على جبهته، ليعي أن مسمى "ائتلاف دولة القانون" الذي ينتمي له لا يليق على قطاع طرق السياسة وصعاليك الحركات الدينية، بحسب تعبيره.
واعتبر تصريحات الشابندر "جرس انذار صغير ينبه المتغافلين منا عن التهديد العراقي المستدام، ويوقظ المتغافين على زوال ذلك الخطر".
إلى ذلك قال المحامي راشد الردعان إن تصريحات الشابندر دليل على أن صدام لم يمت وأنه خلف وراءه حزباً صدامياً وأن العديد من الصداميين وصلوا للبرلمان وقد يصلون للرئاسة وسيعاودون محاولة احتلال الكويت إن لم يتم تدارك الأمور.
فيما ذكر الكاتب عبد الرحمن النجار في مقال بعنوان "مطلوب صدام حسين جديد" نشرته صحيفة "الوطن" الكويتية أنه في حال عودة صدام حسين فإن أول عمل سيقوم به هو تأديب النائب عزت الشابندر نفسه لكونه جزءاً من النظام الذي حاكمه وأعدمه.