أرشيف - غير مصنف
عائلات من الفلوجة تتهم القوات البريطانية باستخدام اسلحة ممنوعة اثناء عملية ‘شبح الغضب’
بدأت عائلات عراقية من مدينة الفلوجة باجراءات قضائية ضد وزارة الدفاع البريطانية حول دور الجيش البريطاني في العملية الكبيرة لاخراج المسلحين منها وتتعلق الاجراءات في زيادة حالات ولادة الاطفال بتشوهات وعاهات شديدة من جراء استخدام القوات الامريكية والبريطانية اسلحة كيماوية ممنوعة على المدينة. ومن جهتها بدأت وزارة الدفاع بالتحقيق في الاتهامات التي قدمتها عائلات الفلوجة حول تورطها في عملية الهجوم في خريف عام 2004.
وقالت صحيفة ‘الاندبندنت’ ان زيادة الحالات تطرح اسئلة حول دور بريطانيا في العملية التي قادتها الولايات المتحدة وقامت فيها قوات المارينز بتدمير احياء ومعالم هامة في المدينة من اجل اخراج المسلحين، وهي العملية التي ادت الى مقتل المئات وعزلت المدينة عن بقية العراق منذ تلك العملية.
وقالت الصحيفة ان هناك ادلة عن تزايد في حالات ولادة اطفال بتشوهات وعاهات. فيما تتهم عائلات الاطفال الحكومة البريطانية بخرقها القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب والفشل بالتدخل كي تمنع هذه الجرائم. وقام المحامون الذين يتابعون ملفات العائلات العراقية بارسال رسائل الى وزارة الدفاع يطالبون فيها الحكومة بالكشف عن دور الجيش البريطاني في الهجوم وكذا الكشف عن وجود اسلحة ممنوعة، والنصيحة القانونية التي قدمت الى رئيس الوزراء في حينه، توني بلير بشأن العملية. ولم تكن العائلات العراقية قادرة على رفع قضايا على الجيش الامريكي الذي قاد العملية بسبب قانون الحصانة الفدرالي الذي يمنع تقديم دعاوى من هذا النوع ولان الولايات المتحدة ليست من الدول التي وقعت على انشاء محكمة جرائم الحرب الدولية.
وتعتبر العملية التي حملت اسم ‘شبح الغضب’ من اكثر العمليات قسوة التي يواجهها الجيش الامريكي منذ حرب فيتنام في النصف الثاني من القرن الماضي، وتم دعم القوات الامريكية التي قادت حرب شوارع في المدينة من قبل وحدات من الجيش البريطاني. ففي 21 تشرين الاول (اكتوبر) تلقى الجنود البريطانيون امرا من الحكومة في لندن بالمساعدة وتطويق المدينة وانشاء ما اطلق عليه ‘خاتم من الحديد الصلب’، واصدر القادة الميدانيون في العراق امرا بعد ستة ايام باعادة نشر قوات من البصرة مكونة من 850 جنديا من وحدة المدرعات الاولى، وبلاك ووتش، ووحدة الدعم، كوين دراغون غاردز، و 40 عنصرا من قوات البحرية الملكية والشرطة الملكية العسكرية. وقامت هذه القوات بالمرابطة في معسكر ‘كامب دوغوود’ حيث قدموا المساعدة للهجوم فيما بعد.
ويقال ان النائب العام، لورد غولدسميث حذر بلير من التبعات القانونية قبل اتخاذ قرار بنشر القوات للمساعدة في الهجوم.
ويطالب محامون من ‘بابليك انترست لويرز’ يتولون قضايا العائلات من الحكومة الافراج عن النصيحة القانونية هذه، وان كان الجنود البريطانيون قد لعبوا دورا في القتال او تزويد الامريكيين باسلحة ممنوعة، خاصة ان القوات ‘قوات التحالف’ اتهمت اثناء العملية باستخدام اسلحة ممنوعة مثل ‘الفسفور الابيض’ وهو نوع متطور من ‘ النابالم’ الذي استخدمه الامريكيون في فيتنام، اضافة الى اليورانيوم المنضب. وفي اتجاه اخر، بدأت منظمة الصحة العالمية التحقيق وجمع الادلة حول الزيادة المثيرة للقلق في الولادات المشوهة والتي يربطها الاطباء العراقيون باستخدام الاسلحة الكيماوية اثناء العملية.
ونقلت الصحيفة عن ملك حمدان، باحثة عراقية تعمل مع الاطباء في مدينة الفلوجة قولها ان الاطباء في مدينة الفلوجة بدأوا يلاحظون عددا غير مسبوق من حالات التشوه واسقاط الحمل والسرطان. وقد تزايد العدد حسب اخصائي الولادة والاطفال والدماغ بشكل كبير منذ عام 2005.
وتقول ان معظم حالات التشوه تصيب القلب والجهاز العصبي للاطفال ولكن لوحظت حالات تشوه في الاطراف العليا والسفلى وتشوه في العيون. وتقول حمدان ان ما يثير قلق الجهات الطبية هو عدم معرفة النساء الحاملات ان ما يحملن في بطونهن هي اجنة مشوهة.
ونقلت الصحيفة عن ناشط عراقي قوله انه زار المدينة قبل العملية باسابيع وفوجئ بعدم مغادرة السكان لها مشيرا الى ان المدينة تلقت ضربة قوية بدون ان يأخذ الامريكيون ومن ساعدهم من البريطانيين اي اعتبار لحياة السكان. واضاف ان الحكومة البريطانية لم تعترض على استخدام الاسلحة الممنوعة في المناطق المأهولة بالسكان.
فيما قال فيل شينر الذي يقود المرافعة القانونية ان معدل التشوه الجنيني منها وزيادة حالات الاصابة باللوكيميا كانت موضوعا لمراسلات عديدة وتقارير فيما يتحدث الاطباء عن زيادة على قاعدة كبيرة في حالات اسقاط الحمل.
واظهر تحقيق لبي بي سي ان نسب الاسقاط في الفلوجة هي 13 مرة اكثر من المعدلات المسجلة في اوروبا. وفي الوقت الذي اكد فيه متحدث باسم وزارة الدفاع تلقي رسائل بهذا الشأن من مكتب المحاماة الا انه حذر من التعامل مع هذه المزاعم باعتبارها حقائق.