أرشيف - غير مصنف
نائب بالكنيست الإسرائيلي يطالب مجددا بإقامة الدولة الفلسطينية في الأردن
ما أن أعلن عن انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، إلا وأكدت الأخيرة مجددا عدم سعيها للسلام عبر الحديث عن الوطن البديل في الأردن .
ففي 9 مايو / أيار ، طالب النائب اليميني المتطرف بالكنيست الإسرائيلي أرييه إلداد من كتلة (الوحدة القومية) بعقد اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست لبحث اقتراح كان طرحه أكثر من مرة مؤخرا ويقضي بإقامة الدولة الفلسطينية في الأردن .
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن إلداد قدم طلبه مجددا بعدما أقرت الهيئة العامة للكنيست في شهر أيار/ مايو من العام الماضي بنقل الموضوع للبحث في لجنة الخارجية والأمن.
ويأتي تجدد تطاول إلداد على سيادة الأردن في وقت تشهد فيه العلاقات بين المملكة وإسرئيل توترا متصاعدا على خلفية تزايد الاستيطان في القدس الشرقية .
وفي 29 إبريل الماضي ، جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني انتقاداته لعمليات الاستيطان الإسرائيلية المتواصلة في القدس المحتلة ، محذرا من أن ما تقوم به إسرائيل هو نوع من اللعب بالنار.
ونقلت وسائل الإعلام الأردنية عن الملك عبد الله القول في كلمة ألقاها أمام الملتقى الخامس للسفراء الأردنيين في الخارج المنعقد في منطقة البحر الميت :" القدس ومقـدساتها بالنسبة لكل العرب والمسلمين هي قضية مقدسة وكل الخيارات السياسية والدبلوماسية والقانونية مفتوحة أمامنا لحماية القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها ".
وأشار العاهل الأردني إلى تحذيرات سابقة له حول أن بديل السلام هو المزيد من الصراع والحروب والمعاناة ، قائلا :" إن الوضع الراهن غير مقبول ، إذا لم ننجح في تحقيق التقدم المطلوب في المفاوضات ، فإنني أخشى أن التوتر القائم سينفجر وسيدفع الجميع ثمن ذلك ".
وتأتي تصريحات الملك عبد الله الثاني بعد أن كشفت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في 27 إبريل / نيسان النقاب عن وجود ثلاثة مخططات صهيونية جديدة تمت المصادقة عليها من قبل بلدية الاحتلال لبناء 321 وحدة استيطانية إضافة إلى مدرسة دينية بحي الشيخ جراح شمال القدس .
ونقل المركز الإعلامي الفلسطيني عن الأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر القول في بيان له : " إن الوثائق الموجودة بين أيدينا تؤكد وجود المخططات المشار إليها والتي سيتم بناؤها على مساحة 18 دونما من أراضي الحي" ، مؤكدا أن اثنين من المشاريع الثلاثة يقف وراءها المليونير اليهودي موسكوفيتش وأولاده .
وأضاف " سلطات الاحتلال مدعومة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة تسعى إلى تهجير المواطنين المقدسيين وطردهم وإتمام الاستيلاء على المساكن والعقارات المتبقية تمهيدًا لهدمها وإقامة المخططات الصهيونية على أنقاضها".
وأشار خاطر إلى أن سلطات الاحتلال حسب المخططات المذكورة تعتزم تغيير اسم الحي ليصبح "حي شمعون الصديق" بدلاً من حي الشيخ جراح، موضحا أن هذه الممارسات تكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال والذي يعمل على تهويد كل شيء في المدينة : الجغرافيا والتاريخ والهوية والمقدسات.
وتابع "إن هذا المشروع في حال تنفيذه سيكون بمثابة طعنة خطيرة في خاصرة القدس الشمالية وسيستخدم كحزام استيطاني لعزل المدينة عن امتدادها العربي في هذا الاتجاه كما أنه سيحكم الحصار حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية وهو ما يعتبره الاحتلال من الأهداف الكبرى لتهويد القدس ، إضافة إلى أن إقامة مثل هذا الحي الاستيطاني الكبير في هذا المكان من القدس سيفتح الباب واسعا لاستكمال الزحف الاستيطاني باتجاه التواصل مع مجمع معاليه أدوميم الاستيطاني أقصى شرق المدينة".
وحذر خاطر من أن نجاح سلطات الاحتلال في تنفيذ هذا المخطط سيؤدي إلى توجيه ضربة أخرى كبيرة إلى الوجود العربي في المدينة من جراء ما سيؤدي إليه هذا المشروع من تفتيت للوحدة الجغرافية وعزل للضواحي والأحياء العربية بعضها عن بعض ، الأمر الذي سينجم عنه مضاعفة معاناة المقدسيين وإشعارهم بالغربة في وطنهم وفوق أرضهم ".
وشدد على أن ما يجري في حي الشيخ جراح ليس خاصا بالمقدسيين فحسب بل هو معركة الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأكملها لأن ضياع الشيخ جراح هو ضياع البلدة القديمة وضياع الأقصى وضياع كنيسة القيامة.
واستطرد " المنطق الذي يجعل اليهودي الأمريكي موسكوفيتش يدفع ما يقرب من عشرة ملايين دولار لتهويد هذا الحي في القدس هو نفس المنطق الذي يجعل من كل العرب والمسلمين في العالم شركاء في معركة الدفاع عنه وإلا فإن المواجهة ستبقى مختلة لصالح الاستيطان والمستوطنين".
وطالب خاطر القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بسرعة التحرك لقطع الطريق على تنفيذ هذه المخططات في الوقت المناسب ، محذرا من أن هناك شخصيات سياسية كبيرة هي التي تتبنى متابعة هذه المخططات أمثال عضو الكنيست ووزير السياحة الإسرائيلي السابق بيني أيلون ، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى ومؤسسات تمويل ورجال أعمال.
ويجمع كثيرون أن إسرائيل تواصل مخططاتها لإعلانها "دولة يهودية " داخل الخط الأخضر وفي القدس الشرقية والضفة الغربية والترويج بالتزامن مع ذلك لما تسميه بـ "الوطن البديل" في الأردن أو سيناء المصرية .