صلاةٌ حُرَّة
أحمد فوزي أبو بكر
.
وعلى ضفاف النّارِ
سافَرَت القوافي سافِراتْ
كي تتبعَ الأحلامَ
في سرِّ الكلام الْمُرِّ
في ألمِ البساتين الأسيره
.
اسْكُب بروحي
في سبيل الماءِ والمعنى
لعَطْشى الأغنياتْ
هوَ لَحْنُ أُغنيتي صلاةٌ حُرَّةٌ
صَدَحَتْ بها هِمَمِ الجِبالِ
فأشْعَلَت لهبَ المسيره
.
اجعَل كلامي
يستشيطُ الثّورةَ السّمراءَ
من عُمْقِ السّباتْ
أشْهِر بسيفي منجلاًَ
كي يحصدَ الظُّلاّمَ
عن ظهرِ العبادِ
فقد دنى الصَّبّارُ
كي يحمي الحكايات العتيقةَ
في أزقّتنا الجسوره
.
ضاقت بما رَحُبَت بحوري
في تقاسيمِ الأغاني الثّائراتْ
فاصنع شراعي من عيونِكَ
وانتفض عنقاءَ آخرةِ الزّمانِ
وجُدْ بنوركَ
كي يهيجَ البحرُ في شِعْري
بلحنٍ يكسرُ الأغلالَ
عن مرسى جنوني
عن جماري المستطيره
.
حُلمٌ يراود مقلتيَّ
فلا أنامُ على جروحي الصّامتاتْ
كم أنتَ حُرٌّ
في انبعاثكَ واجتثاثكَ
يا دمي المجبولَ
في قوتِ المداميك الفقيره
كم أنتَ مرٌّ
في انتفاضِكَ وانقضاضِكَ
دمعيَ المسكوبَ
في سِفْرِ الدّلالاتِ الأخيره
.
يا أيّها العربيُّ
هذي الأبجديّةُ تقتفيكَ
رؤىً على مرجِ ابنِ عامرِ والجليلْ
يا أيّها البرقُ استعرْ ،
فَلَكَ المدى
أَشرقْ على سَمَقِ النّخيلْ
يا أيّها الغيثُ البكائيُّ الطّويلْ
يا تِبْرَ موجِ البحرِ في شَمْسٍ تنادت للأصيلْ
مات الدّليلْ
ماتَ الدّليلُ
وتاهَت الصَّحراءُ فينا
لا تقلْ صرنا يتامى
فوق مائدة اللّئامِ
أَتَت بِعَصْفِ الرّملِ صحراءُ النّوى
جمراً يجنّحُ في الوجوهِ
قوافلَ الثوَّارِ جيلاً بعدَ جيلْ
.
روحُ الصّخورِ السّودِ نَحْنُ
تقمّصتنا عند فاتحةِ الزمانْ
والملحُ من جُرحي وجُرحِكَ
قبلما نزفت دماءٌ في المكانْ
والرّيحُ ريحُ الشَّرقِ
روحي دائماً
غنّت لجفرا
واستماتت في هواها ،لا هَوانْ
يأتي الموشِّحُ رقصةً صوفيةً
تحكي لنا عن زهرةِ الصّبّارِ
والشَّوكِ السِّياجِ على الهويّةِ
وانعتاقِ المستحيلْ
…
[email protected]