أرشيف - غير مصنف

المستوطنون يريدون دولة خاصة

 

بقلم:سري سمور-جنين-فلسطين

 اعتاد كتاب و صحافيون في الصحف العبرية الرئيسة استخدام أوصاف من قبيل زعران أو شبان   أو فتيان «التلال» في معرض إشارتهم المؤيدة أو المعارضة أو المتفهمة أو غير ذلك إلي تجمعات ونشاطات المستوطنين في الضفة الغربية ، وكلها تشير ضمنا إلى مجتمع تحت وصاية الكيان الأم.

الحال الآن يبدو مختلفا ، رغم أن مثل هذه التعبيرات لم تغب تماما عن الصحافة العبرية؛ فالمستوطنون يسعون بشكل محموم إلى بناء دولة خاصة ، تتصل بالداخل اتصالا لا تشترط فيه الصفة الطفيليلة التي دمغتهم طوال العقود المنصرمة.

إذا تم فعلا إنشاء شبكة قطارات ، مع وجود جامعة لهم، مع البنية الاقتصادية، مع الزيادة المطردة في عددهم، فهذا يشير بوضوح إلى أنهم في صدد بناء دولة خاصة بهم ، طبعا ليس بالمعنى الدقيق للكلمة؛ ولكن دولة أمر واقع بموافقة أي حكومة ، وعلى ما يبدو أن الحكومة والنخب الاقتصادية والعسكرية قررت أن تستريح من المستوطنين وتريحهم في آن واحد وهو ما يتناسب عكسيا مع راحتنا ومخزون مياهنا ومستقبلنا في ما بقي لنا من أرض!

سيسعون إلى إيجاد منظومة قوانين خاصة بهم تختلف ، بحكم الواقع والظرف ، عن تلك الموجودة في حيفا واللد مثلا ، وسيسعون لاستقطاب رؤساء وكوادر أحزاب سياسية فوق ما استقطبوه بالفعل، وسيجدون تسهيلات أو غض طرف عن اعتداءاتهم على الناس و المساجد والمزارع والسيارات ووو…!

هم لا يسعون إلى اعتراف دول كبرى أو صغرى بدولتهم التي يسعون لفرضها هنا، لأن ما يهمهم هو تثبيت أمر واقع ، وصحيح أنهم لا يملكون طائرات ولا دبابات ولكن الجيش يحميهم ، وأحيانا بدافع أيديولوجي ، كما أن بنادقهم ومسدساتهم في مواجهة شعب أعزل تكفي للعربدة والعدوان والاستفزاز اليومي المتواصل المدروس.

وهم منذ تنفيذ مجزرة الحرم الإبراهيمي ، واغتيال رابين الذي كان قاتله إيغال عمير على علاقة مميزة بهم في الخليل،باتوا من المقرّرين في صناعة السياسة واتخاذ القرار وليسوا مجرد انعكاس أو إفراز لما يصدر عن الكنيست أو الحكومة والكابينيت ، وهم يسعون وبشكل محموم في الوقت الحاضر لحسم موضوع القدس بأسرع وقت ممكن ليسهل لهم بعد ذلك التمدد كيفما شاءوا.

دولة المستوطنين أو كيانهم الخاص المكوّن من مجتمع أفرزته القوى العلمانية والدينية على حد سواء بدأت تتبلور ، ولا يستبعد أن تتخذ إجراءات وتشريعات في هذا الاتجاه ، وما القرار العسكري 1650 ، الذي يصف الضفة الغربية ب «يهودا والسامرة» عن هذا التوجه ببعيد ، على الأقل هم يسعون لتكون لهم المعاملة كولاية لها نظمها وخصوصيتها ضمن «دولة إسرائيل الكبرى» فهل سينجحون؟ الفترة القادمة هي التي ستجيب بالفعل عن هذا السؤال الرهيب الآتي عبر ناقوس خطر يقرع فوق كل سهل وتلة ويعلو صوته أكثر من سلوان والشيخ جراح…!

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الخميس 29 جمادى الأولى-1431هــ، 13/5/2010م

من قلم/سري سمور

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى