دافع المنتج الكويتي محمد سامي العنزي عن مسلسله "الأسباط" المثير للجدل، بسبب ظهور الإمامين الحسن والحسين فيه، وقال إنه يملك 30 فتوى من مؤسسات دينية عريقة لها ثقلها على مستوى الوطن العربي بإجازة النصّ، دون أن يفصح عن أسماء هذه المؤسسات.
وأكد المنتج -في تصريحات خاصة لـ mbc.net-: أن العمل لا ينطوي على أية إساءة لأية طائفة دينية، رافضا ما جاء في البيان الذي أصدره تجمع ثوابت الشيعة في الكويت، الذي يطالب وزير الإعلام بإيقاف تصوير العمل لما يتضمنه من تزييف لحقائق تاريخية.
وقال العنزي -الذي حصل مؤخرا على تصريح بتصوير مسلسله في الأردن، بعد عراقيل واجهها في عدة دول عربية–: إن هذا العمل الدرامي يتعرض لحقبة عصيبة من تاريخ الأمة الإسلامية، من مقتل الخليفة عثمان بن عفان إلى مقتل الإمام الحسين، مشيرا إلى أنه استند إلى مراجع تاريخية عدة، وتم الحرص على أن يكون النص توافقيا.
وردّ على بيان تجمع ثوابت الشيعة، قائلا: مع الأسف لم يقرأ أيّ منهم ولو صفحة واحدة من النص، والبيان ينطوي على أحكام مسبقة قوامها الشائعات التي تحوم حول العمل الذي أؤكد لكم أننا كمسؤولين عنه، لم نشرع في التصوير إلا بعد الحصول على 30 فتوى تجيز النصّ من مشايخ شيعة وسنة.
ورفض التعليق على ما تردد عن استطلاعه آراء مجموعة من العلماء، منهم السيستاني والدكتور يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة والشيخ محمد حسين فضل الله.
وقال: "لن أصرح عن أسماء المشايخ الذين حصلت منهم على فتاوى، وسأكتفي بالقول، إن 30 حلقة تم إجازتها من جهات ومؤسسات دينية لها مكانتها، ولدينا شهادات تجيز العمل من هذه الجهات المعترف بها رسميا في الكويت والوطن العربي".
وأضاف: "العمل لا يسيء لأية طائفة ويوفق بين المسلمين، ونحن لا نتجرأ على الإساءة للصحابة، ولا نتجرأ على الإساءة لآل البيت؛ لأنهم جميعها لهم قدسيتهم ومكانتهم لدى المسلمين، وطالما نحن ملتزمون بهذه القاعدة، فسيتم استكمال تصوير المسلسل للنهاية، ولن يتوقف في أي حال من الأحوال".
وشدد العنزي على أنه ملتزم بالفتاوى التي استند عليها منذ بداية التصوير في قضية الظهور وعدم الظهور، رغما عن تباين وجهات النظر في هذا الأمر بين جهات عدة، وقال: "في الوقت المناسب سأظهر هذه الفتاوى، وسأكشف عن الجهات التي ذهبنا إليها وحصلنا على رأيها الشرعي في العمل وفي قضية تجسيد الشخوص أو إظهار الوجه".
الاعتراض على اليهودي
ولفت المنتج الكويتي إلى أن شخصية عبد الله بن سبأ موجودة في مراجع السنة والشيعة، وقال: إنه شخصية يهودية موجودة في التاريخ، ويجب أن يوضح تجمع ثوابت الشيعة سبب اعتراضهم على وجود هذه الشخصية، فإذا كانت حجتهم أننا نوظف الشخصية للإساءة لأيّ مذهب، فهذا الكلام غير صحيح، ولا نهدف من خلال هذه الشخصية للإساءة لأي مذهب، وهناك مراجع شيعية وأخرى سنية فيها عبد الله بن سبأ.
وتعد شخصية عبد الله بن سبأ مثيرة للجدل، إذ ينسب له البعض أنه مشعل الاحتجاجات ضد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وأنه غالى في التشيع لسيدنا علي، بينما نفى بعضهم هذه الروايات.
إيران وعشرات المسلسلات
ولفت خلال حديثه إلى أن إيران لديها أكثر من 30 عملا دراميا تؤرخ من خلاله لهذه الحقبة التاريخية المهمة، في حين أن الدول العربية ليس لديها عمل واحد.
وقال إن هدفه من المسلسل كشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف، وأن يظهر ما حدث للصحابة وآل البيت، وكشف الظلم الذي وقع على بعض الأطراف، ويظهر من المتسبب في الفتنة، لنعتبر اليوم كأمة إسلامية من هذه الأحداث.
كان وكيل المرجعيات الدينية في الكويت السيد محمد باقر المهري قد قال -قبل يومين-: إن مسلسل "الأسباط" يثير الفتن الطائفية بين المسلمين، مبينا أن تمثيل شخصية الإمامين عليهما السلام من قبل الفنانين يعد هتكا وإهانة لهما.
يذكر أن الأزهر الشريف يحرم ظهور الرسل والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة، ويعتبر أيّ تجسيد لهم حراما شرعا.
المسلسل الذي يتوقع عرضه في شهر رمضان المقبل من تأليف محمد اليساري، وإخراج عبد الباري أبو الخير، ويشارك فيه ممثلون من سوريا والأردن ولبنان.
ويشارك في العمل فنانون من عدة دول عربية، فمن الأردن يجسد الفنانان محمد المجالي، وخالد الغويري؛ شخصيتي الحسن والحسين -رضي الله عنهما- بينما يقدم الفنان السوري رشيد عساف دور معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه.