ذكرت مصادر ديبلوماسية خليجية أن العلاقات بين المنامة والدوحة تعيش حالة من التوتر على خلفية قضية الصياد البحريني عادل الطويل الذي أطلق خفر السواحل القطري النار عليه, في 8 مايو الجاري, وهو الأمر الذي دفع البحرين إلى اتخاذ خطوات متعددة, منها إرسال وفد أمني لمتابعة القضية عن كثب, إضافة إلى استدعاء السفير القطري في المنامة لتقديم تفسيرات عن الحادثة.
ونقلت صحيفة "ايلاف" الالكترونية, أمس, عن المصادر الخليجية في المنامة توضيحها أن البحرين تعيش حالة من الصدمة على المستوى الرسمي, نتيجة رفض السلطات القطرية السماح لوفد طبي وطائرة خاصة, أمر العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بإرسالهما إلى الدوحة من أجل مقابلة الصياد البحريني المصاب عادل الطويل, ونقله إلى بلاده بعد إجراء الفحوص الأولية اللازمة.
وما يعزز صدمة البحرين, وفقاً للمصادر, استدعاء الشرطة القطرية للفريق الطبي الذي تواجد في جناح المستشفى, ما اضطر أفراده إلى العودة من دون المصاب على الرغم من تقديم القنصل البحريني مذكرة رسمية من وزارة خارجية بلاده إلى نظيرتها القطرية.
وأضافت المصادر "حسب ما وصلنا من معلومات مؤكدة, فإن السلطات القطرية فرضت حصاراً على الغرفة الجماعية التي كان يتلقى المريض فيها العلاج, وبعد مغادرة الوفد الطبي إلى المنامة تم احتجاز المريض البحريني ونقله إلى سجن في أحد المراكز الامنية على الرغم من أن إصابته بالغة -في الظهر والعمود الفقري".
وأشارت إلى أن البحرين مازالت متفاجئة بردود الفعل القطرية تجاه الوفد الذي أرسل بأمر من العاهل البحريني, وبالتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين, مضيفة ان موقف السلطات القطرية ما زال غامضاً حيث سبق وان اصدرت محكمة الإبعاد القطرية حكمًا ببراءة الصياد البحريني من دخول المياه الاقليمية, إلا انها قامت, اول من امس, بإخراجه من المستشفى ونقله إلى السجن, على الرغم من تردي حالته الصحية.
وأشارت المصادر إلى أن البحرين سبق وأبلغت قبل أيام السفير القطري باستيائها لأسلوب تعامل الدوحة في هذه الحادثة, خصوصاً أن الأمر لم يتطلب اطلاق النيران على البحارة, وكان بالامكان السيطرة على الموقف من دون اللجوء لعنصر الرصاص.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في المنامة, انتقد وكيل وزارة الداخلية البحرينية العميد طارق بن دينه تعرض الصياد لإطلاق نار من قبل خفر السواحل القطري, مشيرا إلى أنه "يعالج الآن في قطر تمهيداً لتقديمه للمحاكمة", ومعتبراً أنه كان يجب التعامل معه بصورة مختلفة.
وقال بن دينه "مع تقديرنا للعلاقات الطيبة مع الاشقاء في قطر وكافة الاعتبارات الامنية الخاصة بهم في حماية مياههم الاقليمية, إلا أننا نعتقد ان دخول قارب صيد بشكل سلمي في المياه الاقليمية لاحدى دول مجلس التعاون يجب التعامل معه بصورة مختلفة عما جرى مع القارب البحريني", مضيفاً "هناك اجراءات دولية متعارف عليها في هذا الصدد مثل المطاردة والاعتراض والتحذير وحتى إطلاق النار, الذي يجب ان يكون بهدف التحذير وليس استهداف الاشخاص ونحن نرى ان المسألة تحكمها أيضا الظروف والعلاقات الخاصة التي تربط البلدين".
وأشار الى ان "دول مجلس التعاون ترتبط باتفاقيات على صعيد العمل تعطي الحرية لكل مواطني الدول الست في العمل في أي بلد من دول المجلس, ونرى ان الصيادين يجب ان يكونوا ضمن هذا الاتفاق".
واوضح ان السلطات الامنية البحرينية "اخطرت بالحادث من قبل السلطات الامنية القطرية فور وقوعه", مضيفا "ان الاخوة في قطر اوضحوا ان القارب لم يمتثل لتحذيرات دورية خفر السواحل القطرية وانه كان قريباً من المنطقة الشمالية للمياه الاقليمية التي تضم منشآت نفط وغاز".
وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد للسفير القطري الشيخ عبد الله بن ثامر آل ثاني, خلال لقائهما الخميس الماضي, أهمية تجنب كل ما يعكر صفو العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين.