فى غمار ما نحن غارقون فيه فى مصر أتلفت حولى كثيرا وأرفع رأسى عن شأننا الداخلى المحبط وقد روعتنى حمامات الدم التى لاتجف فى سورية واليمن الذى كان سعيدا قبل حكم المحروق وعصابته..كم أتمنى ان يخطط الثوار فى سورية واليمن لما بعد سقوط الطاغية وألا يكون الهدف إسقاط الرمز بل إسقاط دولة الفساد كاملة وليتعظوا مما يحدث
لثو
…
فى غمار ما نحن غارقون فيه فى مصر أتلفت حولى كثيرا وأرفع رأسى عن شأننا الداخلى المحبط وقد روعتنى حمامات الدم التى لاتجف فى سورية واليمن الذى كان سعيدا قبل حكم المحروق وعصابته..كم أتمنى ان يخطط الثوار فى سورية واليمن لما بعد سقوط الطاغية وألا يكون الهدف إسقاط الرمز بل إسقاط دولة الفساد كاملة وليتعظوا مما يحدث
لثورة مصر الملهمة التى لم يشفع لها روعتها وسحقها لأعتى الأنظمة الدكتاتورية وهاهم يحاولون إجهاضها وإعادة هيكلة الفساد فيها..
أقول للثوار فى سورية بالذات حيث أنها دولة ذات خصوصية تعددية عقائدية وطوائف مختلفة…على مستوى المصالح المختلفة وبالنظر للبعيد نجد أن تلك التعددية “إن أحسنوا استخدامها ” فستكون عهدا جديدا فى سورية وستقطع الطريق على المتربصين فى الظلام من الآن ويعقدون اتفاقاتهم وتربيطاتهم سواء فى أقصى أوربا مثل روسيا أو على الحدود المغتصبة فى الجولان..
هؤلاء الاعداء يتعلمون أيضا من ثورة تونس ومصر ولايريدون مفاجآت فى سورية..لذا يحبذون بتعدديتها ان تكون مسرحا للفتن الطائفية لينتهى الامر بتولى دكتاتور جديد موالى لهذا أو لتلك ويسمح بالتدخل الأجنبى فى مقابل الإستقرار..!
وسيختفى بشار الذى كان يجيد القمع مثل أبوه بالحديد والنار ولكن الأصعب والأسوأ منه هم أذنابه فالمعركة مع بشار هينة ولكنها ستكون أشرس مع من تربحوا فى عهده خاصة وأن فصيلا منهم يملك السلاح والسلطة والاموال وله أذرع فى كل هيئة ومجال هؤلاء هم فلول بشار وهو لم يكن يحميهم بل بالعكس كان يحتمى بهم ولذا فسيكون دفاعهم عن مكتسباتهم أشرس وأقوى..
طيب عرفنا فما الحل المقترح…ليس هناك أروع من تحالف جميع القوى السياسية والطائفية وإنشاء مجلس حكماء يتكون من العقلاء المعتدلين من كل الطوائف والمشهورين بتقدير العامة ورفض التدخل الأجنبى والسعى لمصلحة البلاد بدلا من التفاهم الدائر الآن لتقطيع الكعكة ..
هذا المجلس عليه أن يتكون الآن وفورا بأسرع وقت وليتقدم ليقود الثورة وليكن ممثلا للشعب وليصفى نواياه لخدمة وطنه وليس للظهور فى الصورة بعد وقوع الأسد ونيل أشهى قطعة ليلتهمها فقد مضى هذا الفكر إلا فى بلاد العجائب التى هى بلاد العرب وكل الدول الآن تعمل للمصلحة العامة التى تعود على الجميع بالنفع .. وليكن الشعب رقيبا عليه بعد نجاحها “الثورة” فهو “المجلس”خادم عنده ولاينطق عن هواه وإنما هوى الشعب ورغباته..
يجب أن تقف جميع الأحزاب والتكتلات معا فى هذا المجلس على قدم المساواة وتقدم برنامجا واضحا ودستورا قويما للبلاد يضمن لها التقدم والاستقرار والنهضة ويحفظ للشعب حقوقه فى الحياة بدون وصاية من رئيس وتقليل صلاحيات أى حاكم تماما بحيث يصبح الشعب كباقى الدول المحترمة يختار بنفسه ويقرر لنفسه القوانين وغيرها من خلال مجلس منتخب وهى خطوة هامة جدا لما بعد سقوط النظام لحماية سورية مما ينتظرها..ويجب أن تليق بما قدمه الشهداء ولتكن متزامنة مع الكفاح الثورى فهى كفاح من نوع آخر يحتاجه الآن الوضع السورى الراهن..
الثورة فى سورية بذلت كثيرا من الدماء وعلى جميع الطوائف أن تحترم تلك الدماء وتعلم أن النظام الأسدى الذى حكم بالجعجعة الفارغة لتثبيت كرسى الإبن أصبح أملا ضائعا لإسرائيل وأميريكا اللتان عولتا على دمويته لقهر الثورة ولم يحدث بالطبع لأن الله غالب على أمره..
الجميع لايريدون سورية ديمقراطية مستقرة مستقلة ممن حولها من الأعداء فقد انتهى شهر العسل الأسدى مع اسرائيل بسقوطه رغم أنه نظام طهيت له الدساتير خصيصا وسكت السوريون على إهانة التوريث سعيا للإستقرار وتغليبا لمصلحة الدولة التى اكتشفوا أن مصلحتها مع العدل والحرية ولبس مع تكميم الأفواه وقتل الحريات وسرقة مقدرات الوطن وخيراته لصالح أسرة واحدة..
حتى الأنظمة الصديقة الآن باتت تنفض يديها من بشار هاهى تركيا بتحذيراتها وبالتهديد بقطع العلاقات تماما وفرض عقوبات وهاهى إيران تتباعد وتنصح بإيقاف حمامات الدم والنزول على غبة الشعب واما حزب الله فأنه إن عاجلا أو آجلا سيبتعد فما بينهم لايتعدى المصالح ولا يقولن أحد أن كراهية اسرائيل عامل مشترك بدليل مساعدة سورية لهم فى 2006 فإن اسرائيل كانت ومازالت جاثمة على صدورنا فى الجولان فلم يرمش جفن الأسد الكبير والصغير..
لذا فما حدث كان من أجل المصالح وليس كراهية للوجود الإسرائيلى اطلاقا حاشا لله والدليل الآخر ان حزب الله الذى ساعده النظام فى 2006 لم يفكر فى مساعدة الجولان فلا الأسد طلب ولاحزب الله يدخل حربا بالننيابة عن غيره فابتعدوا أرجوكم عن موضوع المبادىء لانه لاعلاقة للمبادىء فى علاقة نصرالله بسورية..هى مصالح لا أكثر..واسرائيل سيدة العارفين بذلك والأسد كان يحمى حدودها ويؤمن لها جولانا مسيسا خاضعا…
بعد سقوط الأسد افتحوا السجون والمعتقلات واتركوا الناس تتنفس وتعارض وتتفق وتتناقش ولا تصدقوا أىا ممن تربى فى حجر نظام غاشم كما صدقنا نحن فانقض على ثورتنا ليجهضها ويركبها ويسوسها ..
الآن الآن يا ثوار سورية اتحدوا وانشأوا مجلس حكمائكم فدولتكم ذات خصوصية جغرافية وتاريخية وشعبكم متعدد بامتياز فاستخدموا تلك الصفة للتأسيس لوطنكم وعرقلوا كل أعدائكم الذين يمهدون للتدخل فيما بعد السقوط ضمانا لعدم إعاقة حركاتهم الإستيطانية والسياسية..
هم يعدون لكم فأعدوا لهم ما استطعتم من حرية وعدالة وديمقراطية وقبول للآخر وإعلاء لمصلحة الوطن لترهبون بكل هذا عدو الله وعدوكم والله المستعان يا فخر أوطاننا..
دينا عاصم