هل ستصبح أزمة كارلوس تيفيز نقطة تحوُّل في تاريخ كرة القدم؟

يصر تيفيزعلى القول إن الأمر برمَّته كان مجرَّد "سوء تفاهم".

قد تصبح قضية لاعب نادي مانشستر سيتي، كارلوس تيفيز، لحظة فاصلة يمكن أن تفقد معها صناعة كرة القدم في نهاية المطاف صبرها حيال اللاعبين الذين تبلغ أسعارهم ملايين الدولارات، والذين يرغبون بفرض قواعدهم على اللعبة.

فعلى الرغم من أن نادي مانشستر سيتي قد أوقف اللاعب الأرجنتيني بسبب ما يبدو أنه رفضه

…

قد تصبح قضية لاعب نادي مانشستر سيتي، كارلوس تيفيز، لحظة فاصلة يمكن أن تفقد معها صناعة كرة القدم في نهاية المطاف صبرها حيال اللاعبين الذين تبلغ أسعارهم ملايين الدولارات، والذين يرغبون بفرض قواعدهم على اللعبة.

فعلى الرغم من أن نادي مانشستر سيتي قد أوقف اللاعب الأرجنتيني بسبب ما يبدو أنه رفضه النزول إلى أرض الملعب والمشاركة بمباراة فريقه ضد بايرن ميونيخ مساء الثلاثاء الماضي، فإن الكثير من النقاد واللاعبين السابقين يقولون إنه يجب أن يُفسخ عقده مع النادي.

390 ألف في الأسبوع

حتى أنَّ نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جيم بويس، أدلى بدلوه في الموضوع، إذ قال إنه سوف يدعم مانشستر سيتي في حال قرَّر فسخ عقد تيفيز الذي يتقاضى أجرا أسبوعيا من النادي قدره 250 ألف جنيه إسترليني (390 ألف دولار أمريكي).

لقد اعتدنا على السلوكيات الغرائبية والحركات المسرحية المثيرة التي تصدر عن النجوم الكبار من اللاعبين بين الحين والآخر. لكن هنالك إحساسا في عالم كرة القدم مفاده أن رفض إطاعة تعليمات المدير هو خطوة أبعد مما ينبغي الذهاب فيه.

وقد وصف أسطورة نادي ليفربول، غراهام ساونيس، اللاعب تيفيز بأنه "عار على كرة القدم"، بينما قال المعلِّق في بي بي سي، روبي سافاج، والذي لم يكن نفسه بمنأى عن الجدل في الأيام التي أمضاها لاعبا: "لو كنت مديرا، لما ركل هذا الشخص الكرة مرة أخرى".

فسخ العقد

وفي حال أقدم نادي مانشستر سيتي على فصل تيفيز وفسخ عقده، فسيكون ذلك تعبيرا واضحا عن حقيقة أنه مهما كان اللاعب غالي الثمن، ومهما كان المبلغ الذي يكسبه، فإن السلطة النهائية تظل بيد النادي وبيد إدارته.

وسوف يؤسِّس ذلك لمبدأ هام في المستقبل، وذلك في الوقت الذي سيكون لدى العديد من أندية الدوري الممتاز مواهب تجلس على مقاعد الاحتياط أكثر من تلك التي تلعب على أرضية الملعب، وكما هي حال مانشستر ستي الذي يُعدُّ المثال الأكثر وضوحا على هذا الأمر.

فالنادي نفسه (سيتي) يمرُّ بوضع صعب. فعلى الرغم من أن المحامين انبروا بعد الحادث للقول إن من شأن سوء التصرُّف ذاك، إن ثبتت صحتة الواقعة، أن يبرِّر إنهاء العقد مع اللاعب.

أمَّا تيفيز نفسه، فيصرُّ على القول إن الأمر برمَّته كان مجرَّد "سوء تفاهم".

تسوية وفوضى

لكن، في حال توصَّل النادي واللاعب إلى نوع من تسوية تتسم بالفوضى، كأن تتضمن ربما تقديم اعتذار علني إلى المدير، فإن ذلك سيشكِّل تحديا في وجه مدرِّب الفريق الإيطالي روبرتو مانسيني الذي كان قد أكَّد أن مسيرة عمل تيفيز مع سيتي قد "انتهت".

ومن المحتمل أن يتابع تيفيز مشواره كيفما اتفق مع مانشستر سيتي حتى افتتاح فرصة انتقال اللاعبين في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، لكن أمر ارتدائه القميص الأزرق مرَّة أخرى يظل موضع شكٍّ.

وقد يفكِّر اللاعبون الآخرون مليَّا قبل أن يطلقوا العنان في المستقبل لجموح نزقهم وحب المشاكسة لديهم، وإن كانوا سيظلون مشدودين إلى ذلك بعامل إغراء شهرتهم وثرواتهم التي تجعلهم يشعرون بأنهم أصحاب قرار ويتمتعون بالسلطة والسيطرة محيطهم.