تفاعل السوريون مع نبأ وفاة مدير شركة أبل السابق ستيف جوبز أول أمس الأربعاء رغم أن كثير منهم لم يكن يعلم بالصلة بينه وبين وطنهم.
ودعت صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي “فسبوك” إلى اتخاذ جوبز رمزا للسوريين قائلة “يعتبر جوبز الذي ولد عام 1955 لأب سوري يدعى عبد الفتاح جندلي أحد أبرز وأشهر المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا الم
…
تفاعل السوريون مع نبأ وفاة مدير شركة أبل السابق ستيف جوبز أول أمس الأربعاء رغم أن كثير منهم لم يكن يعلم بالصلة بينه وبين وطنهم.
ودعت صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي “فسبوك” إلى اتخاذ جوبز رمزا للسوريين قائلة “يعتبر جوبز الذي ولد عام 1955 لأب سوري يدعى عبد الفتاح جندلي أحد أبرز وأشهر المبتكرين الذين قادوا عالم تكنولوجيا المعلومات خلال الأربعين عاما الماضية من خلال شركة أبل”.
وأضافت “من أجل أن نحافظ على حياة طفل آخر قد يكون بعظمة ستيف جوبز، علينا يا أحرار أن نعتمد على شعبيته وشهرته من أجل إيصال قضية الشعب السوري العادلة للعالم أجمع، سنقوم بحملة من أجل أن نرى ستيف جوبز آخر، أوقفوا قتل الأطفال في سورية”.
وجاء في رسالة أخرى “حزننا على وفاة السوري الأصل ستيف جوبز مؤسس شركة أبل العملاقة إلا أنه يجعلنا نفتخر بالإنسان السوري في كل مكان في العالم”.
وأضافت “هذا السوري الذي غير وجه الكرة الأرضية من خلال التقنية هو نفسه السوري الذي يسطر أروع البطولات منذ ستة أشهر للتخلص من الظلم.. النظام السوري يكره المبدعين والأذكياء، لأنهم لا يقبلون به وبممارساته، لذلك فهو يقتلهم ويعتقلهم ويطردهم من بلدهم، ويريدها بلدا للبلهاء والمتخلفين، ولكننا لن ندع سوريتنا له، سنستردها لتكون منارة عالمية في مختلف جوانب الحياة”.
وعقد بعض السوريين من مستخدمي موقع “تويتر” الاجتماعي مقارنات مع الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، وقال أحد المستخدمين توفي اليوم “السوري الخطأ”، معبرا عن مشاعر معارضي الرئيس السوري.
وقال مؤيد آخر للمعارضة على الموقع الإلكتروني “إنه عالم مريض نعيش فيه عندما يتحتم أن يموت ستيف جوبز بالسرطان في حين يبقى بشار الأسد سرطان سوريا”.
وأثنى آخرون على جوبز الذي لم تذكر صلته بسوريا سوى على نطاق محدود قبل الآن، وعدوه عربيا أميركيا عظيما وأشهر عربي في العالم.
ناشط سوري يقول إن جوبز “يجعلنا نفتخر بالإنسان السوري في كل مكان” (الفرنسية -أرشيف)
بيئة النجاح
وفي سوريا قال بعض الأشخاص الذين رفضوا جميعا ذكر أسمائهم بالكامل إنه كان من المستبعد أن يحقق جوبز هذه النجومية لو كان عاش في البلد الذي ولد فيه أبوه والذي تحكمه أسرة الأسد منذ 41 عاما.
وقالت الطالبة رنا (21 عاما) “شعرت بالحزن ليس لأنه من أصل سوري، لكن لأننا سنفتقد المبتكر وابتكاراته، لكنني أعتقد أنه لو كان بقي في سوريا لما ابتكر أي شيء”.
وقال مصمم مواقع إلكترونية يدعى علي “هذا محزن وسنفتقد كثيرا من إنجازاته، لكن الشركة ستستمر” وأضاف “لو كان قد عاش ومات في سوريا لما حقق أي شيء”.
وعبر أحد سكان دمشق ويدعى أحمد (28 عاما) عن سعادته بمعرفة أن جوبز له أصول سورية، رغم أنه لا يقدر على شراء أي من أجهزة أبل.
وقال أحمد “أعتقد أنه لو عاش في سوريا لما تمكن من تحقيق أي شيء من هذا أو لاختار أن يغادر سوريا”.
وعبر آخرون عن الأسف لأن جوبز لم يترك جذورا في بلد أبيه، وقال منيح (27 عاما) وهو موظف في بنك نشر صورة مؤسس أبل على صفحته على موقع فيسبوك الاجتماعي “الشيء المحزن هو أنه عاش ومات في الخارج وفقدته البشرية”.
الجذور
وكان جوبز قد ولد في سان فرانسيسكو لأم أميركية هي جوان كارول شيبل وأب مولود في سوريا هو عبد الفتاح أو “جون” جندلي وأعطي بعد فترة وجيزة من ولادته لأسرة تبنته.
وتحدث جندلي (80 عاما) وهو أكاديمي سابق بشأن كيف أن “والد شيبل المستبد” رفض السماح بزواج ابنته من سوري، ولذلك تبنى زوجان من كاليفورنيا هما بول وكلارا جوبز الطفل.
وولد جندلي في حمص وعمل في الفترة الأخيرة في ملهى “بوم تاون” في رينو بولاية نيفادا ولم يدرك إلا في السنوات الأخيرة فقط أن جوبز الرئيس التنفيذي السابق لأبل هو ابنه.
وأبلغ جندلي صحيفة “نيويورك بوست” في مقابلة في أغسطس/آب الماضي “غادرت جوان دون أن تبلغني إلى سان فرانسيسكو كي تضع ولدا، دون أن يدري أحد حتى أنا، لم تكن تريد أن تجلب العار على العائلة، وكانت تعتقد أن هذا أفضل للجميع”.