أغلقت السلطات في العاصمة الأميركية واشنطن متحف الطيران والفضاء القومي، بعد أن حاول محتجون اقتحام المبنى واشتبكوا مع الحرس.
وقالت متحدثة باسم المتحف إن شخصا اعتقل في الاشتباك بمتحف سميثسونيان، بعد مظاهرة شارك فيها ما بين 120 و200 محتج.
وقال منظمو الاحتجاج إن محاولة اقتحام المتحف تأتي في إطار مظاهرات حملة “احتلوا وول ستريت”، التي تنتقد ما تسميه جشع الشركات الكبرى وتطالب بالعدالة الاجتماعية.
وذكر هؤلاء أن حملتهم تستقطب عددا متزايدا من الناس الذين يخرجون إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى إنهاء الحرب في كل من العراق وأفغانستان.
أضرار الاقتصاد
في السياق اتهم عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ المتظاهرين في حملة “احتلوا وول ستريت” بإلحاق الضرر بالاقتصاد، والقضاء على وظائف في المدينة التي تعد المركز المالي للولايات المتحدة.
ونقلت شبكة “سي بي أس” في نيويورك عن بلومبرغ قوله -في خطاب إذاعي- “إن ما يقوم به المتظاهرون الذين يحتشدون منذ عشرين يوما في منتزه زوكوتي في مانهاتن، هو محاولة سلب الوظائف من أشخاص يعملون بالمدينة، إنهم يحاولون سلب القاعدة الضريبية.. إن أيا من هذا لا يفيد السياحة”، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي حل سهل.
وقال بلومبرغ “إن الوظائف التي يحاولون التخلص منها هي لأشخاص يعملون بالقطاع المالي، وهو جزء كبير من اقتصادنا، فارحلوا.. لن يكون لدينا أي مال لندفعه لعمال البلدية أو تنظيف الحدائق أو أي شيء آخر”.
غير أن بلومبرغ لم يظهر أي نية لوضع حد للمظاهرات، وقال “لندعهم يعبرون عن أنفسهم”.
ويسعى المتظاهرون إلى جذب الانتباه إلى ما يصفونه بالسياسات غير المتوازنة في وول ستريت، وهو شارع المال في نيويورك الذي يضم أسواق المال والأسهم والبنوك الكبرى.
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المجموعة التي تنفذ حركة “احتلوا وول ستريت” تعبر عن إحباط الشعب الأميركي من كيفية عمل النظام المالي.
وتحتج حركة “احتلوا وول ستريت” -التي توعد أعضاؤها بالبقاء حتى الشتاء القادم- على الخلل في توزيع الثروة في الولايات المتحدة، وهيمنة الشركات الكبرى والأغنياء على الاقتصاد، وارتفاع نسبة البطالة.
وانتشرت الدعوة إلى الاعتصام في وول ستريت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أشهر، مستلهمة تحركها من الربيع العربي.
وانتقلت عدوى المظاهرات -التي يشارك فيها آلاف من النشطاء من النقابات العمالية والسياسيين وطلاب الجامعات- إلى ولايات ومدن أميركية أخرى غير نيويورك، مثل واشنطن وفلوريدا ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسياتل وسان أنطونيو ولوس أنجلوس.