تتضارب الأنباء والتقديرات بشأن استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تأسر جنديا إسرائيليا وإسرائيل التي تعتقل آلاف الأسرى الفلسطينيين. لكن مصادر أكدت للجزيرة نت وجود حراك في هذا الملف.
ورغم التزام حركة حما
…
تتضارب الأنباء والتقديرات بشأن استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تأسر جنديا إسرائيليا وإسرائيل التي تعتقل آلاف الأسرى الفلسطينيين. لكن مصادر أكدت للجزيرة نت وجود حراك في هذا الملف.
ورغم التزام حركة حماس الصمت والحذر عند الحديث عن الموضوع، فإنها نفت بشدة وجود وسيط ألماني، محملة الاحتلال مسؤولية تعطيل الصفقة “لأنه يراهن على كسب الوقت”.
وبدوره استبعد محلل سياسي تجميد هذا الملف، لكنه أشار إلى تقدمه ببطء شديد، معتبرا تسريبات نشرتها الصحف الإسرائيلية حول وصول وسيط ألماني إلى القاهرة محاولة للنيل من عزيمة الأسرى المضربين عن الطعام.
البردويل: لا يوجد وسيط ألماني ولن يكون (الجزيرة نت)
لا وساطة ألمانية
ونفت حركة حماس -صاحبة الكلمة الفصل في الصفقة- بشدة وجود وسيط ألماني في الصفقة، وأكدت أنه “لا يوجد وسيط ألماني ولن يكون” وفق القيادي والنائب في الحركة صلاح البردويل.
لكن البردويل رفض في حديثه للجزيرة نت نفي أو تأكيد وجود مساع حثيثة لإبرام الصفقة، مكتفيا بالقول “إذا كان هناك وساطة فلن تكون ألمانية”، في إشارة -ربما- إلى وسيط غير ألماني، وربما إلى مصر كما يُفهم من تصريحات سابقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحمل المسؤول بحماس حكومة إسرائيل المسؤولية كاملة عن مصير الصفقة “لأنهم (الإسرائيليون) يتلاعبون ويحاولون كسب الوقت ويراهنون على قضايا أمنية وغير ذلك”.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت نهاية الأسبوع الماضي أن وسيطا ألمانيا وصل للقاء مسؤولين مصريين بخصوص مبادلة الجندي المأسور لدى الفصائل الفلسطينية منذ أواسط 2006 جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية, مضيفة أن مسؤولين من حماس سيصلون القاهرة لبحث نفس الملف.
في الوقت ذاته, أكد عباس خلال نقاش مع نواب من مجلس أوروبا في ستراسبورغ الأسبوع الماضي وجود “مساع حثيثة تجري حاليًا لعقد صفقة بين حماس وإسرائيل برعاية مصر بهدف إطلاق سراح الجندي المخطوف جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين”.
من جهتها أكدت مصادر الأسرى الفلسطينيين من داخل سجون الاحتلال للجزيرة نت أن ملف صفقة التبادل قيد التداول، وأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يتولى شخصيا هذا الملف، مشيرة إلى مداولات لاستبدال أسماء عشرات الأسرى الذين ما زالت إسرائيل ترفض الإفراج عنهم ضمن الصفقة.
الصواف استبعد أن تجميد الصفقة مجمدا
لكنه حذر من بيع الأوهام للأسرى (الجزيرة نت)
بطء وحذر
بدوره استبعد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن يكون موضوع الصفقة مجمدا، مرجحا أن يكون الحديث فيه يجري بسرية وبطء “حفاظا على مشاعر الأسرى وذويهم من التضليل الإعلامي الإسرائيلي والحرب النفسية التي يقودها الاحتلال ضد الأسرى”.
وقدّر المحلل الفلسطيني وجود “محاذير -ربما- لدى حركة حماس من الحديث عن القضية عبر وسائل الإعلام، لأن ذكر وصول الموفد الألماني في هذه الفترة التي يخوض فيها الأسرى إضرابا شاملا، له بعد سياسي لدى حركة حماس، ويعد محاولة (من الاحتلال) للتأثير على الأسرى لوقف إضرابهم”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحديث عن شاليط لم يتوقف “لكن هناك تباعد في الفترات ودراسات مختلفة ومحاولة للحصول على ردود من الجانب الإسرائيلي قد تقنع المقاومة في لحظة من اللحظات لتنفيذ الصفقة، الأمر مرهون بالموقف الإسرائيلي في كافة الأحوال”.
وشدد الصواف على ضرورة الحذر في تناول هذه القضية “حتى لا نبيع الأسرى وذويهم أوهاما بقرب أو بعد حلول هذه الصفقة”، مفضلا أن يتم الحديث عن القضية “عند خروج من يتحدث بشكل رسمي سواء من حركة حماس أو الجانب الإسرائيلي”.