الطفل محمد زايد علي وهو يتلقى جرعة العلاج الكيماوي للشفاء من السرطان (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس
ليس سوى الموت بانتظار الطفل محمد من مدينة الظاهرية بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، لا سيما بعد إصابته بمرض سرطان الغدد الليمفاوية التي لم يكتشفها إلا قبل ثلاثة أشهر، وكانت قد استفحلت في جسده وزادت مع ذلك أوجاعه وآلامه ومع…
الطفل محمد زايد علي وهو يتلقى جرعة العلاج الكيماوي للشفاء من السرطان (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس
ليس سوى الموت بانتظار الطفل محمد من مدينة الظاهرية بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، لا سيما بعد إصابته بمرض سرطان الغدد الليمفاوية التي لم يكتشفها إلا قبل ثلاثة أشهر، وكانت قد استفحلت في جسده وزادت مع ذلك أوجاعه وآلامه ومعاناة أسرته.
ويقول زايد علي والد الطفل محمد إنه بدا للوهلة الأولى أن نجله يعاني من انتفاخ عادي في رقبته، غير أنه تبين بعد إجراء الفحوصات التي استمرت لأكثر من شهرين أنه ورم سرطاني خبيث.
وأضاف أن نجله لم يتلق سوى جرعة من العلاج الكيماوي منذ أسبوع تقريبا وأنه بانتظار جرعات أخرى، منتقدا التباطؤ في إجراء مثل هذه الفحوصات وحتى في تقديم العلاج اللازم.
وليس محمد هو من يصاب بهذا المرض في مدينة الظاهرية، بل إن والده أكد وجود قرابة ثلاث حالات شهرية بهذه المدينة وحدها.
وأكد أن ذلك دفعه شخصيا للقيام بعمليات توعية للمواطنين وتنبيههم إلى إجراء فحوصات بشكل دائم “لاكتشاف المرض قبل انتشاره ومعالجته”.
ويعد محمد من بين أكثر من مائة حالة تصاب سنويا بمرض السرطان، إضافة لأمراض عدة تتراوح بين العقم والإجهاض المتزايد، كما يقول رئيس هيئة الأطباء الدوليين للحماية من الحرب النووية فرع فلسطين الدكتور محمود سعادة.
محمود سعادة أكد تزايد الحالات المصابة بالسرطان وأمراض أخرى (الجزيرة نت)
الأطفال أكثر
وأكد سعادة للجزيرة نت أن مرضا آخر اكتشف مؤخرا لكنه لم يتم تشخيصه أو حتى عمل العلاج له وهو “فقدان الإحساس”، وأن هذا المرض أصاب المناطق البدوية في النقب جنوبا، حيث إن ثلاثين طفلا مصابون بذلك، وما أن يصلوا إلى سن 16 عاما حتى يموتوا.
وقال سعادة إن ذلك كله ناجم عن الإشعاعات النووية المتسربة من مفاعل ديمونة الإسرائيلي جنوبي فلسطين المحتلة، والتي تزايدت في السنوات القليلة الماضية بشكل أكثر مما كانت عليه “وهي تتصاعد باستمرار”.
وكشف سعادة أن السرطان بأنواعه المختلفة يعد أكثر الأمراض خطورة الناجمة عن هذا التسرب، وأن أكثر الأشخاص المصابين به هم الأطفال “حيث تبلغ نسبتهم 60% من المصابين”.
إشعاعات متسربة
وأكد أنه وخلال فترة السنوات الخمس الماضية تزايدت نسبة إشعاعات “اليورانيوم والسيزيوم والبوتاسيوم” المشعة في منطقة الجنوب، وأن الخطورة تكمن بانتقال هذه الإشعاعات وآثارها إلى مناطق شمال الضفة الغربية ووسطها.
ودلل سعادة على كلامه بأن هذه الأمراض تؤكد أن هناك إشعاعات نووية، إضافة لاحتياطات متعددة اتخذتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي “كبناء مستشفى نووي وأنفاق نووية”، كما قدمت أميركا أربع مركبات خاصة تقوم بفحوصات دورية للكشف عن هذه الإشعاعات.
وأضاف أن عناصر في الطبيعة كثيرة كالنباتات والحيوانات والطيور والحشرات تعد المختبر الأول لذلك، حيث إن كثيرا من الحشرات الصحراوية كـ”الجرّير والهبه” لم تعد موجودة، إضافة لفقدان طيور وولادة حيوانات مشوهة، “ورصدنا ثمار نباتات كالليمون بأحجام كبيرة جدا”.
وأشار الخبير النووي الفلسطيني الدكتور سعادة إلى أن إسرائيل تعاني هي الأخرى من تصاعد في الإصابات بأمراض السرطان، غير أنها تقدم تعويضات مالية عالية وتأمينات من الحكومة، كما توفر العلاج لمرضاها بشكل كامل، حيث تم تخصيص مستشفى كامل لهذا الغرض، وتجرى فحوصات بشكل شبه دوري.
وانتقد سعادة النقص في تقديم العلاج للمرضى الفلسطينيين، إضافة للنقص في توفير البحث العلمي والكشف عن هذه الإشعاعات وبالتالي توفير العلاجات الخاصة، مطالبا بتوفير الوقاية المناسبة إذا لم يكن بالإمكان توفير العلاج.
الدكتور عنان المصري:
إحصاءاتنا لا تشير إلى ارتفاع أعداد المصابين وخطورة الإصابة بالأمراض السرطانية بشكل كبير، كما لا تشير إلى تناقصهم أيضاوفق المعدلات
من جانبه قال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور عنان المصري إن إحصاءاتهم لا تشير إلى ارتفاع أعداد المصابين وخطورة الإصابة بالأمراض السرطانية بشكل كبير، كما لا تشير إلى تناقصهم أيضا.
وأكد للجزيرة نت أن هذه الأرقام هي ضمن المعدلات السنوية التي رصدوها سابقا، مؤكدا أنه يتم تقديم العلاج للمرضى في مركز متخصص في مستشفى بيت جالا ومستشفى المطلع في القدس.
ورغم أن انتشار السرطان له مسببات كثيرة، فإن المصري لم يخف أن المناطق القريبة من الإشعاع تتأثر بشكل أكبر من غيرها.