الرئيسيةأرشيف - غير مصنفالبرزاني يجري مباحثات سرية مع خامنئي تتناول الوضع السوري

البرزاني يجري مباحثات سرية مع خامنئي تتناول الوضع السوري

دبي – نجاح محمد علي

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، بأن مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين حول خروج القوات الأمريكية من العراق، وتناولت المحادثات أيضاً الوضع السوري الراهن.

- Advertisement -

والتقى البرزاني فور وصوله إلى طهران، أمس الأحد، مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي وأحيطت محادثاتهما بسرية تامة إذ لم…

- Advertisement -

دبي – نجاح محمد علي

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، بأن مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين حول خروج القوات الأمريكية من العراق، وتناولت المحادثات أيضاً الوضع السوري الراهن.

والتقى البرزاني فور وصوله إلى طهران، أمس الأحد، مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي وأحيطت محادثاتهما بسرية تامة إذ لم تنشر أية معلومات عنها، عدا تصريحات من خامنئي عبّر فيها عن سعادته لخروج القوات الأمريكية المزمع نهاية العام الجاري من العراق.

وكان لافتاً للمراقبين غياب الرئيس محمود أحمدي نجاد وكل المسؤولين في حكومته عن حضور الاجتماع، الذي حضره رجل المخابرات السابق أقا وحيد، وهو سكرتير مكتب المرشد الأعلى، إضافة إلى وزير الخارجية الأسبق مستشار خامنئي الخاص للشؤون الدولية على أكبر ولايتي.

وبينما تتكتم طهران على ما دار في الاجتماع، يرى مراقبون أن الهدف الرئيس من زيارة البرزاني ولقائه مع خامنئي هو تقييم الدور التركي في المنطقة والأحداث التي شهدها العالم العربي، وبالأخص علاقة تركيا بسوريا.

ويسعى خامنئي من خلال إعطاء إقليم كردستان الدعم المالي والنفطي أن يجعل من هذا الإقليم خصماً آخر لتركيا من أجل مساعدة النظام السوري في الاستمرار في قمع المعارضة والوقوف في وجه تركيا التي ساءت علاقات النظام السوري بها.

ويتردد كذلك أن القصف الإيراني الذي استهدف شمال العراق ضد أعضاء منظمة “بجاك” الكردية المعارضة كان يهدف للضغط على الجانب الكردي في
العراق.

ويستبعد المراقبون أن تقع حكومة إقليم كردستان العراق في شرك طهران ومخططات خامنئي للحفاظ على نظام بشار الأسد، برغم تسريبات عن استعداد جزء من النظام للمساومة عليه مع واشنطن، بشرط ضمان مصالح إيران في المنطقة.

وفي هذه الأثناء يقوم وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي منذ أمس الاحد بزيارة إلى العاصمة العراقية بغداد أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين العراقيين بشأن عدد من الملفات العالقة بين البلدين، ومنها وجود عناصر حزب “بيجاك” شمال العراق. والتقى صالحي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري عقب وصوله.

وكان صالحي ورئيسُ إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أكدا في مؤتمر صحافي مشترك في طهران أن مسألة حزب بيجاك، أكبر حركات التمرد الكردي الايراني، قد سويت. وقال صالحي – بحسب ما نَقل عنه موقعُ التلفزيون الرسمي على الانترنت – إنه وبفضل الإدارة الجيدة لبارزاني تمكنا من التعامل مع مسألة مجموعة بيجاك الارهابية وباتت حدود إيران مع اقليم كردستان آمنة، على حد قوله. وهو ما أكده ايضاً بارزاني الذي أعرب عن أمله في ان يستتب الامن بشكل كامل على الحدود الشمالية للعراق.

وتنظر أوساط عراقية بريبة وشك الى أهداف زيارة صالحي الى العراق، فقد اعتبرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، اليوم الاثنين، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني لبغداد “غير بريئة وتحمل أجندات” وسط أزمة سياسية قائمة في العراق، مبينة أن البعض يحاول تعويض خسارة إيران للنظام السوري كحليف لها من خلال احتواء العراق وتصدير مشاكلها إليه.

وقال النائب عن القائمة أحمد العلواني في حديث لإحدى القنوات العراقية، إن “زيارة وزير الخارجية الإيراني لبغداد غير مرحب بها، وكان من الأولى على الحكومة عدم استقبال أي مسؤول إيراني بسبب الجرائم التي ترتكبها إيران في العراق”، مؤكداً أن “تلك الزيارة غير بريئة على الإطلاق وتحمل أجندات في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق والأزمة السياسية القائمة”.

وأضاف أن “إيران متورطة في اغتيال الكفاءات وتمويل الإرهاب وقصف الأراضي العراقية، وقطع المياه عنه، وبالتدخل السلبي في مؤسساته وجوانب حياة الشعب العراقي”، لافتاً إلى أن “زيارة صالحي لبغداد تأتي في وقت أغلب المشاكل التي يعاني منها العراق تأتي من إيران، وهذا منطق غريب”.

وأضاف العلواني أن “إيران تمر بأزمة كبيرة نتيجة تهاوي حليفها في المنطقة، النظام السوري الذي بدأ يترنح”، مشيراً إلى أن “البعض يحاول تعويض خسارتها لسوريا من خلال احتواء العراق وتصدير مشاكلها إليه”.

وأكد النائب عن “العراقية” أن “إيران تحاول أن تكون خلال الفترة القادمة صاحبة يد طولى في البلاد”، موضحاً أن “هناك جواً مناسباً لها من خلال علاقاتها ببعض
المسؤولين في الحكومة”.

وكان رئيس الجمهورية جلال الطالباني أكد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني ضرورة الحفاظ على العلاقات والروابط المشتركة مع إيران، ودعا إلى تطوير هذه العلاقات وتوسيع آفاق التعاون المستقبلي في الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية ومجالات أخرى، فيما أبدى وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي خلال لقائه البارزاني أن المقاومة الموحدة للشعب العراقي أجبرت الولايات المتحدة على سحب قواتها من البلاد، واعتبر الانسحاب الأمريكي “صفحة ذهبية في تاريخ هذه الأمة”.

وتشهد الساحة السياسية في العراق، فضلاً عن الأزمات المزمنة بين قائمة العراقية وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، أزمة جديدة تتمثل في إعلان محافظة
صلاح الدين نفسها إقليماً اقتصادياً وإدارياً منفصلاً احتجاجاً على التهميش وإجراءات الاعتقال والاجتثاث التي طالت العشرات من أبنائها، فيما أكدت الحكومة المركزية بزعامة المالكي قانونية تلك الإجراءات.

يُذكر أن العلاقات العراقية الإيرانية شهدت خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في الخليج، وكان شاه إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.

المصدر : العربية

اقرأ أيضاً
- Advertisment -spot_img

أحدث الأخبار

منوعات