زعيم جيش الرب جوزيف كوني (يتوسط عددا من جنوده) هو الهدف من إرسال جنود أميركيين (رويترز) |
ألقت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الضوء على سبب إرسال الرئيس باراك أوباما قوات أميركية إلى أفريقيا. وقالت إن المائة جندي من قوات العمليات الخاصة الذين أُرسلوا إلى وسط أفريقيا سيعملون مستشارين عسكريين في ملاحقة جوزيف كوني “الزعيم السفاح لجماعة متمردة تعرف با…
زعيم جيش الرب جوزيف كوني (يتوسط عددا من جنوده) هو الهدف من إرسال جنود أميركيين (رويترز) |
ألقت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الضوء على سبب إرسال الرئيس باراك أوباما قوات أميركية إلى أفريقيا. وقالت إن المائة جندي من قوات العمليات الخاصة الذين أُرسلوا إلى وسط أفريقيا سيعملون مستشارين عسكريين في ملاحقة جوزيف كوني “الزعيم السفاح لجماعة متمردة تعرف باسم جيش الرب للمقاومة“.
وكان أوباما قد أرسل في وقت سابق من هذا الشهر خطابا للكونغرس شرح فيه سبب موافقته على إرسال هؤلاء المستشارين لقتال هذه الجماعة المتمردة.
وكتب أوباما وقتها أن السبب في اتخاذ هذا الإجراء هو أن جيش الرب -وهو جماعة متمردة بها خليط من المسيحيين الأصوليين وأصحاب المعتقدات التقليدية الأفريقية- يشكل تهديدا للأمن الإقليمي في وسط أفريقيا وبالتالي تهديدا لمصالح الحكومة الأميركية وشركائها الإستراتيجيين.
وأشار إلى أن الكونغرس كان قد أجاز قانونا يتعلق بهذه الجماعة عام 2009 وأنه فوض عددا صغيرا من القوات الأميركية المقاتلة لنشرها في وسط أفريقيا لتقديم المساعدة للقوات الإقليمية التي تعمل من أجل إزاحة جوزيف كوني من ميدان المعركة.
وذكرت الصحيفة أن تعقب أمراء الحرب الأفارقة لم يكن في عمومه بندا رئيسيا في السياسة الخارجية الأميركية. ولكن مع قدوم ما يعرف بقيادة أفريقيا الجديدة من الجيش الأميركي المتمركزة في مدينة شتوتغارت بألمانيا يعمل الجيش الأميركي على مقربة أكثر مع شركائه الأفريقيين لضمان الأمن الإقليمي.
استعمار جديد
وبينما ينظر بعض الزعماء الأفارقة إلى هذه القيادة بارتياب كجزء من موطئ قدم استعماري جديد في القارة الأفريقية، تعتبرها دول أخرى شريكة للولايات المتحدة -مثل أوغندا ونيجيريا وإثيوبيا- نعمة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أميركي على معرفة بالعملية قوله إن هذه القوات ستشارك الدروس المستفادة من قتال استمر عشر سنوات في بيئة قاحلة مشابهة ضد مجموعات صغيرة من الناس الذين يسيرون على الأقدام مثلما واجه الجيش الأميركي في الحرب الأفغانية. وأضاف الدبلوماسي أن الجنود الأميركيين لن يلاحقوا كوني ولن يشاركوا في القتال، وأنهم سيساعدون الجيش الأوغندي على صقل عملياته بمشاركة الأساليب والإجراءات التي تعلموها خلال عشر سنوات من الصراع.
ويشار إلى أن هذا الإجراء من جانب إدارة أوباما لقي بعض الترحيب من جماعات ناشطة لكن جماعات معونة إنسانية أخرى كانت أكثر حذرا وأعربت عن تخوفها من أن هذه العملية العسكرية يمكن أن تعرض آلافا مؤلفة من المدنيين للخطر نظرا لخبرة هذه الجماعات المتمردة في التخفي وأن المنطقة التي تعمل فيها -بما في ذلك شمال أوغندا وجنوب السودان وشمال شرق الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى- تبلغ نحو نفس مساحة ولاية كاليفورنيا.
وقال استشاري كبير في السياسة الإنسانية بمنظمة أوكسفام أميركا إن الجيش الأوغندي جرب في السابق حلا عسكريا لإبعاد جيش الرب لكنه أدى إلى خسائر كبيرة في المدنيين.
وأضاف أن الحل قد يكمن في التنمية، بمعنى أن هذه الجماعة تذهب إلى الأماكن القليلة التطور ولا تذهب إلى تلك التي بها طرق كبيرة. ومن ثم فإن ضغط المنطقة ببناء طرق وإقامة بنى تحتية سيأتي بالتنمية لأكثر المناطق إهمالا في أفريقيا وبذلك تقل مساحة الأرض التي تستطيع مثل هذه الجماعات المتمردة العمل فيها.