المعذبون فى مصر

المعذبون فى مصر
نعم … عدت للميدان الجمعة الماضية… مشيت وحدى أتفحص الوجوه وأعود بذاكرتى لأيام الثورة… منصة جديدة ظهرت لم تكن موجودة لمدة 18 يوم هى عمر ثورتنا ومكوثنا فى الميدان…منصة السلفيين ..ظل الرجل يدعو على من ينكل بالمسلمين ثم انتبه فصحح الدعوة وجعلها على من ينكل “بالمصريين” ….فرحت به كثيرا فهاهو الحزن يوحدنا كالعادة أخرى .. ومنصة  ل6 ابريل ترتدى التى شيرتات السوداء حدادا على ضحايا التعذيب فى سجون مصر…
أراد الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل مرشح الرئاسة ” وهو سلفى ملتح ” أزعم أنه من السلفيين الأذكياء العادلين الذين قد تختلف وتتفق معهم فلا يهتف فى وجهك ثكلتك أمك يا زنديق ” الإعتصام فى الميدان ولكن الميدان يحتاج لاعتصام المرشحين للرئاسة  كلهم تضامنا مع الثورة التى جعلتهم يترشحون للرئاسة ..
كلهم…عليهم الإتحاد الآن فى وجه تسويفات المجلس  واحتجاجا على قتل المصريين..ومعهم لائحة بها طلبات هامة أولها تحديد موعد انتخابات رئاسة ومنع العسكريين حتى المتقاعدين لترشح وإلغاء كل الأحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية فى حق مدنيين وعزل وزارة “شرف” كلها وتفعيل قانون الغدر بمنع كل أعضاء الحزب الوطنى المنحل من المشاركة فى أى انتخابات بالترشح…والبقاء بالميدان لحين الموافقة بلا ادنى تحفظ على طلباتهم وتنفيذها…
لالا.. لم نعد لعصر المخلوع بل تقهقرنا أكثر واكثر…الآن يتم التعذيب بدون أن تكون منتميا لحزب ولا لحركة ولا لجماعة يتم التعذيب لأنك مصرى وطالما أنت مصرى فأنت خالد سعيد أو أولم نقل أننا  “كلنا خالد سعيد ”  وعماد الكبير وغيرهم كثيرون رحلوا فى عهد المخلوع وياللأسف لحق بهم آخرون بعده وبعد الثورة….!
حكمت المحكمة على قتلة خالد سعيد بالسجن 7 سنوات ” يا بلاش”  إنه تصريح واضح وتحريض لكل الخلايا الإجرامية فى الشرطة وأمن الدولة والشرطة العسكرية بأن يكملوا ما بدأوه من تعذيب وإرهاب للمصريين عقابا لهم على ثورتهم وتصفية لهم ولإجبارهم على العودة لمنازلهم رعبا وهلعا..
قالوا لنا انتظروا حتى تمر بنا جنازة الشهيد عصام عطا لنصلى عليه …عصام حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن  ثلاث سنوات ,وتم تعذيبه لأنه اراد ان يدخل شريحة موبايل   وكأن أبناء المخلوع والصفوة القابعة فى طرة ليس معها تلفونات ولا شرائح..!
وفى زمن يشيد فيه الجواسيس الإسرائيليين بالمعاملة الحسنة ويجصل فيه القتلة واللصوص والفاسدين كالمخلوع وأذنابه على أفضل معاملة…يتم تعذيب الشباب واضطهادهم واهدار دمهم وحريتهم..!!
وما إن وصل المسكين لسجن طرة حتى قام الضابط بتعذيبه بكل وحشية تنم عن نفس مريضة ….أو أوامر عليا….الداخلية كلها من أصغر عسكرى وحتى وزيرها تحتاج لطبيب نفسى يخلصها من الأمراض المتوطنة فيها فيخلص الضباط من السادية والحيوانية ويخلص الوزير من داء الكذب ” فاكرين القناصة..؟” الذين ثبت بالصوت والصورة وجود فرقة ضخمة كاملة تسمى  باسمهم “القناصة”  وتضع على يدها الإسم الذى ادعى الوزير كذبا عدم وجوده ..
لشهور طويلة  ظل يكذب ويكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا….حين صور شهيد جريدة الأهرام قاتله قبل موته وعلى يده كلمة ” فرقة القناصة”…!لأنه جرؤ وصوره وهو يقتل المتظاهرين…سبحان الله..ألا يستحيى الوزير من الله طالما لايستحيي من الشعب؟؟ أين حمرة الخجل ..أين حرمة الدم يا وزير الداخلية بل ياوزراء مصر؟؟؟
 “عصام جريمته  إنه مصرى يجب أن يكون عبرة للشباب ..تم إدخال الماء عبر “خراطيم” من فمه ودبره حتى اهترىء وأسلم الروح  ثم رموه بالمستشفى جثة هامدة والغريب أنهم وجدو ” لفافة ” تقريبا نفس لفافة خالد سعيد فى بطنه مات الشاب المسكين أو استشهد بمعنى أصح ..ترى..أى مخلوق وأى كائن ذاك الذى عذبه ؟ ومن أعطاه القدرة و” درّبه ” وسهل له بل وحرضه على التعذيب؟؟؟ من؟  عصام نقلوا جنازته من المشرحة للميدان لنصلى عليه صلاة الغائب..عصام استشهد وقتل وغيره كثيرون لانعرفهم ..
كثيرون دفعوا ثمن تغاضى المجلس عن محاسبة رئيس هيئة الطب الشرعى المزور الفاسد  أحمد السباعى الذى اختفى رغم ضلوعه فى الجريمة بل فى معظم الجرائم التى تم التعتيم عليها..ذلك الفاسد الذى لا ندرى كم جثة أهدر حقها وقتلها بعد موتها بتزويره للحقائق للتعمية بالتعاون مع الشرطة وأمن الدولة وغيرهم..
وهذا هو معتز..شهيد شاب كان يسير بسيارته  ثم اجترىء على تخطى سيارة تصادف أنها لضابط شرطة…فأخرج الضابط مسدسه وأطلق عليه ” ستة رصاصات ” فأرداه قتيلا ثم أخرج جثته بالإستعانة باثنين من العساكر ورموه فى المستشفى لولا أن دون أحد شهود الجريمة رقم السيارة..
من هيأ لذلك المجرم  أنه يستطيع قتل أى مواطن يعن له قتله؟ومن شجعه ومن أعطاه كارت أخضر للقتل بلا سبب؟؟
ماذا يحدث فى مصر؟؟ ولم يسكت المجلس العسكرى على تلك الجرائم المنظمة من قبل الشرطة والشرطة العسكرية بلا تحقيقات …
المجلس متواطىء مع الفساد ومع القتلة ومع أعداء الثورة ومع الإعلام الفاسد ومع الفلول ومع المخلوع…
المجلس ” انقلب على جمال مبارك ” ووجد الفرصة  سانحة فى القفزعلى الثورة وجمدها وخدعها والآن يستعد لتصفيتها …بدليل سكوته على  عمليات إختطاف الشباب والنشطاء المطالبين بحقوقهم فجأة.. أو دهسهم بسيارة مجهولة ..أو “بمدرعة مسروقة” وتعذيبهم من قبل “جهة سيادية”  كما يخبرون ضحاياهم الذين اختطفوهم والشرطة تنفى علمها بالخطف والمجلس يتهم ” الأيدى الخفية ” ..!
الجهة السيادية هى الاسم الحركى للمجرم الخائن “عمر سليمان ” رئيس المخابرات الأسبق الذى تم تقديم مئات البلاغات ضده فتم حفظها لدى مكتب  محامى الشعب ..عفوا…أقصد النائب العام…الذى طالبت كثيرا بعزله وتفتيش درج مكتبه الذى ترقد فيه قضايا الوطن مغلقة الفم بأمر “الجهة السيادية “..!
عمر سليمان مازال يحارب الثورة وبكل قوى الشر التى كانت فى يده بل وزادت ..عمر سليمان موجود ومحمى وبعلم من المجلس ولا عزاء للثورة والشهداء…عمر سليمان  لايجلس فى بيته على “الكنبة ” ليشاهد التلفزيون ..إنه يعمل بجد ويحشد حشوده ويهجم علينا بخيله وجماله وبغاله منذ 2 فبراير وللآن..
عمر سليمان هو الجهة السيادية  الوحيدة التى نعرفها جميعا والتى تحرك  بأوامرها الشرطة والمخابرات والشرطة العسكرية. وأمن الدولة الذين ” زعموا ” أنه منحل ..والحقيقة إنه مازال يعمل ولكن كان فقط  كامنا فى أماكنه حتى تأتى لهم الأوامر مرة أخرى بالتحرك وهاهى الأوامر تعود…
الجميع تلقى الرسالة  ..تلك التى ترجمها الحكم فى مقتل خالد سعيد مفجر الثورة بل وكل الأحكام التى برأت القتلة وقامت بترقيتهم وبإعادتهم لأعمالهم ..هى رسالة واضحة..استمروا أكثر وأكثر ونحن معكم نرقيكم ونزيد مرتباتكم وندللكم  حتى يعود هؤلاء لبيوتهم وحينها……الله أكبر… على حينها  تلك…!
حينها نستفرد مرة أخرى بالشعب ونعود أشرس وأقوى وننكل بالجميع ممن نخاف الآن من الاقتراب منهم من مشاهير المعارضين.والمدونين والناشطين والصحفيين والملتحين.الجميع ..الجميع سيعودون لجحورهم ..لكن لا عليكم.. فقط اقتلوا…اقتلوا الشباب وعذبوهم حتى من لا دخل له بالثورة فهذا هو طريقنا الوحيد للخلاص من تلك الثورة بتجميدها وببث الرعب فى قلوب الجميع  ليخلو لنا وجه مصر مرة أخرى…
إننى أتساءل عن سبب الصمت المخزى للمجلس العسكرى تجاه تلك الجرائم  فى حق المصريين وأتساءل عن الصمت المكلل بالعار على الأحكام الجائرة وعلى الأموال المهربة وعلى عودة الفلول وعلى إطلاق البلطجية “مرة اخرى ” على الشعب لإجباره على السكوت ونسيان ما حدث يوم 25 يناير تماما…
هذه عملية غسيل مخ ممنهجة ومدروسة للشعب لينسى “بالذوق وبالعافية ” الثورة والثوار…الإعلام يطبل للمجلس ويولول على عجلة الإنتاج والشرطة تقتل وتعتقل وتعاقب كل مواطن بجملتها الخالدة  ” خلى الثورة تنفعكم ” والشرطة العسكرية تنكل بالشباب وتعذبهم وترميهم للمحاكم العسكرية فتضيع أعمار  الشباب  – “الشباب بالذات ”  هم المستهدفين لاحظوا لأنهم هم من قاموا بالثورة – فى السجون بلاذنب ولاجريرة ..
وعمر سليمان يحشد شياطين الجن والإنس من أمن الدولة ومخابراته لخطف الناس وترويعهم ودهسهم وقد أقسم للمخلوع ولكل كارهى مصر وثورتها أن يعيد الأمور لنصابها..
مينا  وخالد سعيد وعماد الكبير ومعتز ومحمد حسين شهيد العباسية وسيد بلال  السلفى الملتحى وشهداء يناير  ..لافرق..لافرق..شتى الأطياف والملل جمعهم المصير الأسود ولقوا حتفهم أو استشهدوا بمعنى أصح على يد المجرمين القتلة والمجلس صامت ذلك الصمت الذى لم يعد مريبا بل صمت الراضى الموافق الضالع فيما يحدث..
هل المجلس العسكرى شريك أصيل فى كل ما يحدث بسكوته عن  قتل وترويع وتجميد للثورة وإطلاق ليد القتلة فى الداخلية وتسويفه لانتخابات الرئاسة ومماطلته فى كل حقوق الشعب بمحاكمة الفاسدين محاكمة حقيقية ومعه مجلس وزرائه ؟؟ ..هل سكوته إدانة صريحة له..؟؟؟ إنها تساؤلات  للكثيرين وأنا منهم تحتاج فيها  للرد العملى وليس الخرس والتهتهة والكلام الفارغ الذى لا يخبرنا بشىء ويلف ويدور بلا معنى نصل إليه..
كل هؤلاء مسئولون  و ضالعون في حالة التردى “المقصودة” للوطن …كل هؤلاء يعرفون جيدا أن وطنا بلا رئيس ولا قائد  ولا مجلس  منتخب بنزاهة ومحترم  بدون فلول.. مجلس  لا يحترم القانون هو ومن معه من الوزراء والمسئولين ..هو وطن لن تقترب منه استثمارات ولاسياحة ولاتنمية ولاشىء… وطن مازال يعيث فيه عمر سليمان ومن معه  فسادا هو وطن بلا مستقبل…
أقول قولى هذا وأشهد الله على مجلس العسكر وستنطق دماء هؤلاء وستقف عند عرش رب العزة تطلب الثأر ممكن نكل بها وقتلها شر قتلة وممن تواطىء وسكت وبارك بسكوته قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق..وحسبى الله ونعم الوكيل فى المجلس العسكرى..

دينا عاصم – مصر

اقرأ أيضاً
- Advertisment -spot_img

أحدث الأخبار

منوعات