الرئيسيةأرشيف - غير مصنفالوجه الآخر للديمقراطية الليبية

الوجه الآخر للديمقراطية الليبية

حينما انطلقت شرارة الربيع العربي وانتشرت كالهشيم في النار في العديد من الدول العربية أثلج هذا الواقع العربي الجديد الصدور وأعاد إلى الأمة العربية الثقة والاعتزاز بالنفس وبالكرامة المسلوبة وعزز ثقة الشعوب بقدرتها على التغيير وصناعة المستقبل وأثبتت الثورة التونسية والمصرية النموذج الديمقراطي الحقيقي والأمثل للتغيير وكانت محطة الهام لشعوب العالم وان التغيير لا يمكن أن يأتي بوصفة من الخارج أو من على ظهر دبابة وعلى الشعوب أن تعارض التدخل الأجنبي في التحول الديمقراطي للشعوب لأنه تحول وتطور ذاتي نابع من التطور الثقافي والاجتماعي للمجتمع والتحول الديمقراطي هو تحول وأمر داخلي بحت والتدخل الخارجي الأجنبي لا يمكن أن يأتي إلا وفق مصالح وأجندات اقتصادية وسياسية وعلى الشعوب أن تدفع ثمن تلك الفاتورة من ثوابتها الوطنية والقومية ومن ثرواتها الاقتصادية ووفق شروط الداعم أو من باب حمل ورد الجميل

اعتقد أن ما يطلق عليها الديمقراطية الليبية الحديثة بنيت على حمام من الدم وعلى جثث الآلاف من القتلى والجرحى والأشلاء المتناثرة وعلى الدمار الهائل الذي طال الحجر والبشر لقد فاجأت الثورة الليبية الجميع في عسكرتها وتحولها من ثورة ديمقراطية سلمية إلى حملها السلاح ولجوئها إلى الخارج في عملية التحول واعتقد ان النظام الدكتاتوري لمعمر ألقذافي قد سعي إلى إخراج الثورة عن مسارها الديمقراطي والأخلاقي من اليوم الأول وكان أجدر بالثورة وقيادتها أن لا تسمح باستدراجها نحو الهاوية

- Advertisement -

اعتقد أن ما حصل للطاغية ألقذافي ونجله من قتل وتمثيل بالجثث وإعدام المئات من أنصاره ليس من أخلاقيات وأبجديات الثورات الديمقراطية البيضاء ولا من أخلاقيات الإسلام وليس من الربيع العربي بشئ لقد كانت صور مقززة بكل المعايير ومن اصدر أوامر قتل ألقذافي أي كان سواء الناتو ام القيادة السياسية للثورة كان أجدر بها أن تعتقله وتقدمة إلى محاكمة عادلة تستطيع من خلالها أن تفتح العديد من ملفات اختفاء المعارضين السياسيين والمليارات من الدولارات الموجودة في الخرج والتي انتهي ملفها بمقتل القذافي وملف النفط والثروات المهدورة والأموال التي صرفت على إثارة النزاعات والانقلابات الخارجية وغيرها من الملفات التي أراد من اصدر إعدام القذافي ان ينهي ويخفي تلك الملفات إلى الأبد وتحديدا أن قيادة الثورة الليبية هم من رموز النظام السابق فرئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل ، ومحمود جبريل ،وعبد الرحمان شلقم صاحب فكرة تفكيك وتسليم البرنامج النووي الليبي للولايات المتحدة مرفق بأسماء العلماء الذين عملوا فيه وصاحب فكرة تعويض ضحايا طائرة لو كربي وصاحب فكرة الانفتاح على الشركات الغربية وأيضا عبد الفتاح يونس احد أركان النظام السابق وغيرهم من الذين تغيروا بتغير المرحلة.
نحن ندرك جيدا قوة البطش والتنكيل الذي مارسه نظام القذافي من قتل وتدمير وانتهاك للحرمات ونهب للثروات , وجر البلاد الى حرب أنهكت البلاد واستنزفت المقدرات وتجاوز كل الخطوط الحمر بحق شعبه وهذا ليس مبرر للتعامل بالمثل ومن وقفوا إلى جانب القذافي هم في النهاية أبناء ليبيا ولا يوجد قانون او ديانة في العالم تكفر هؤلاء وتخرجهم من الملة ويحرموا من الدفن في مقابر المسلمين وان يدفنوا في الصحراء وفق فتوى مفتي ليبيا الصادق الغرياني

- Advertisement -

إن هذا التحول لا يبشر بمستقبل أفضل لليبيا وان العصبية القبلية وسياسة الثأر والانتقام وعدم التسامح في ضل غياب الدولة والقانون هي من افقد الثورة الليبية بريقها وافقدها نشوة الانتصار فالاحتفال بالانتصار والتحرير كان أفضل بكثير لو بقي معمر القذافي حيا ليشهد على الديمقراطية الحقيقية لأحفاد عمر المختار وليشهد العالم المحاكمة العادلة لطغاة القرن الواحد والعشرين ولكن الثورة أبت إلا أن تلطخ ذاتها ومستقبلها السياسي بحمام دم سيبقى ملاصق لها ويلاحق قياداتها مدى التاريخ وما طلب رئيس المجلس الانتقالي عبد الجليل من الناتو بقاء قواتهم حتى العام القادم الا دليل على الوجه الغير سوي للمرحلة المقبلة

على الليبيين تشكيل لجنة وطنية لتحقيق في الانتهاكات التي حصلت من كل الأطراف المعارضين والمؤيدين وتقديمهم إلى محاكم عادلة لينالوا جزاء ما اقترفوه بحق أبناء شعبهم ومحاسبة من اقترف تلك الجرائم

أن التحول من نظام شمولي ديكتاتوري بوليس قمعي إلى نظام ديمقراطي كامل يحتاج إلى فترة زمنية مرتبطة مدتها الزمنية بالمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلد وهي تختلف من بلد إلى آخر فالتحول الديمقراطي بحاجة إلى عملية تربوية ثقافية والى مؤسسات تربوية قادرة على أن تؤسس لمرحلة جديدة واعتقد أن أمام الشعب الليبي وقيادته السياسية العديد من الملفات التي بحاجة إلى حلول عاجلة وعلى رأسها ملف الجرحى وعلاجهم وملف حمام الدم الذي سال وتسويته وملف والمفقودين وجمع السلاح وإعادة الأعمار وملف تقسيم الكعكة الليبية بين شركات النفط متعددة الجنسيات وتشكيل الحكومة المؤقتة ………… الخ من الملفات

والبديل عن التصالح والتحول التدريجي للديمقراطية السقوط المبكر في أتون حرب أهلية وقبلية اثنيه تؤدي إلى تقسيم ليبيا إلى كنتونات او صومال جديد

اقرأ أيضاً
- Advertisment -spot_img

أحدث الأخبار

منوعات