استبعد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندريس فوغ راسموسن فرض منطقة حظر جوي على سوريا، في تصريحات لمراسل لفرانس برس اثناء زيارة مفاجئة للعاصمة الليبية طرابلس الاثنين. وقال راسموسن ردا على سؤال عن احتمال ان يقود الحلف الان منطقة حظر جوي فوق سوريا “الامر مستبعد تماما. ليس لدينا اي نية للتدخل في سوريا”.
واعلنت الخارجية الفرنسية الاثنين ان فرنسا ترحب ب”الرسالة الحازمة”التي وجهتها الجامعة العربية لنظام الرئيس بشار الاسد وطالبت بوقف العنف وسحب الدبابات من شوارع المدن السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي “نرحب بالرسالة الحازمة التي وجهتها الجامعة العربية للرئيس السوري وطالبته الافراج عن المعتقلين وسحب الدبابات ووقف العنف والتعهد بحوار وطني”.
وقال فاليرو الاثنين “من الواضح ان بشار الاسد يحاول تحوير انتباه الرأي العام الدولي”. واضاف “المطلوب من الرئيس السوري ان يوقف حملة الترهيب والتعذيب والقتل بحق شعبه. طلبت الجامعة العربية منه ذلك مجددا بوضوح امس”.
وتابع ان “هذا المنطق الدموي يهدد استقرار سوريا في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة”.
واوضح “آن الاوان للدول الاعضاء في مجلس الامن لتحمل مسؤولياتها حيال هذا النظام الذي يثبت من خلال قتل شعبه كل يوم بانه فقد كل شرعية”.
,كان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي صرح في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية ان الخطة العربية لسوريا تتضمن سحب الاليات العسكرية من الشارع ووقف العنف فورا وبدء حوار بين النظام ومكونات المعارضة في القاهرة.
وقال العربي ان الخطة التي قدمت للوفد السوري مساء الاحد في الدوحة ويفترض ان ترد دمشق عليها اليوم الاثنين، تنص على “سحب الاليات العسكرية ووقف العنف فورا حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري”.
واضاف ان الخطة تنص ايضا على “بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة”. الى ذلك، اكد مصدر مقرب من الوفد السوري ان وزير الخارجية وليد المعلم توجه الى الديوان الاميري للقاء امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
ولم يتضح كيف سترد دمشق على الخطة العربية. وذكر مصدر دبلوماسي عربي في الدوحة ان هناك “جوا من التفاؤل الحذر” بالنسبة للرد المتوقع من سوريا.
واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ليل الاحد الاثنين في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية حول الملف السوري ان اللجنة طرحت ورقة لوقف العنف في سوريا فيما طلبت دمشق مهلة حتى غد الاثنين للرد عليها.
كما حذر الشيخ حمد الرئيس السوري بشار الاسد ضمنا من “اللف والدوران” داعيا الى خطوات ملموسة بسرعة في سوريا لتجنب “عاصفة كبيرة” في المنطقة. وكان الرئيس السوري بشار الاسد حذر قبيل اجتماع الدوحة من ان اي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي الى “زلزال” من شأنه ان “يحرق المنطقة بأسرها”.
وحضر الاجتماع في الدوحة وزراء اللجنة الذين اوفدوا الاربعاء الماضي الى العاصمة السورية للقاء الرئيس السوري ضمن مهمتهم التي حددتها الجامعة العربية بالعمل على وقف العنف في سوريا والبدء بحوار بين السلطات والمعارضة.
وكانت اللجنة الوزارية وجهت مساء الجمعة “رسالة عاجلة” الى الرئيس السوري اعربت فيها عن “امتعاضها لاستمرار عمليات القتل” وطالبت بفعل “ما يلزم لحماية المدنيين”، اثر سقوط عدد كبير من القتلى الجمعة. وردت الخارجية السورية بتوجيه انتقاد مباشر السبت الى اللجنة والى رئيسها وزير الخارجية القطري.
ونقل مصدر في الخارجية السورية عن وزير الخارجية السوري قوله أنه كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية بالجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاتصال بوزير الخارجية السوري للاطلاع على الرواية الحكومية للاحداث قبل الاعلان عن موقف للجنة “تروج له قنوات التحريض المغرضة”.
وافادت صحيفة القبس الكويتية الاحد نقلا عن مصادر عربية واسعة الاطلاع ان الوزراء العرب الذين زاروا دمشق الاربعاء الماضي حذروا الرئيس بشار الاسد من امكانية خروج الازمة السورية من الاطار العربي وتدويلها، وطالبوه بوقف العنف فورا.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و”اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما”، الا ان سوريا تحفظت عن هذا البيان.
وحددوا مهمة اللجنة على انها “الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة اعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري”.
فرنسا: الأسد يحاول تحويل انتباه الرأي العام الدولي
من جهتها، اعتبرت فرنسا اليوم أن الرئيس الأسد يحاول تحويل انتباه الرأي العام الدولي من خلال التحذير الذي وجّهه إلى الغرب بأن زلزالاً سيحدث في المنطقة في حال تدخلت الدول الغربية ضد بلاده.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن “بشار الأسد يسعى إلى تحويل النقاش وانتباه الرأي العام الدولي”. وتابع “على الرئيس السوري أن يتوقف عن ترهيب وتعذيب وقتل شعبه”، معتبرًا أن “أسلوب القتل هذا هو الذي يهدد الاستقرار في سوريا، في حين تطالب الشعوب العربية باحترام حقوقها المشروعة”.
كما رحّب فاليرو بموقف جامعة الدول العربية، التي “وجّهت رسالة حازمة إلى الرئيس السوري مطالبة إياه بالإفراج عن السجناء، وسحب الدبابات ووقف العنف والبدء بحوار وطني”، معتبرًا أن “الوقت قد حان كي تتحمل الدول الأعضاء في مجلس الأمن مسؤولياتها تجاه نظام يثبت كل يوم أنه فقد كامل شرعيته من خلال مهاجمة لشعبه”.