اليونسكو لحظة إعلان القرار
دبي- العربية.نت
حقق الفلسطينيون الاثنين في باريس انتصارا دبلوماسيا كبيرا بحصولهم على العضوية الكاملة في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التي تعد من ابرز الوكالات الاممية.
وسارعت الولايات المتحدة الى اعلان توقفها عن تمويل اليونيسكو، بينما نددت اسرائيل بـ”مناورة فلسطينية احادية الجان…
اليونسكو لحظة إعلان القرار
دبي- العربية.نت
حقق الفلسطينيون الاثنين في باريس انتصارا دبلوماسيا كبيرا بحصولهم على العضوية الكاملة في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التي تعد من ابرز الوكالات الاممية.
وسارعت الولايات المتحدة الى اعلان توقفها عن تمويل اليونيسكو، بينما نددت اسرائيل بـ”مناورة فلسطينية احادية الجانب لن تجلب اي تغيير على ارض الواقع بل من شأنها ان تبعد اي احتمال للتوصل الى اتفاق سلام”.
واكدت الخارجية الاسرائيلية ان “القرار لن يحول السلطة الفلسطينية الى دولة حقيقة بل يضع اعباء على طريق اعادة اطلاق المفاوضات”، مشددة على ان “المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد لاي تقدم دبلوماسي”، ومعربة عن “خيبة املها” من عدم تمكن الاتحاد الاوروبي من الوصول الى “موقف موحد” ضد القرار.
أما وزير خارجية كندا جون بايرد فقد أعلن الاثنين ان كندا “ليست سعيدة” بانضمام فلسطين الى اليونيسكو وسوف تطرح مسألة مشاركتها في هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة.
وقال “لسنا سعداء بقرار اليونيسكو. وسوف نقيم ما سيكون عليه ردنا”.
واضاف “نحن بصدد تقييم مستقبل مشاركتنا” مشيرا مع ذلك الى ان هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة تقوم ب”عمل مهم جدا” خصوصا من اجل حماية الارث الوطني.
وتصل المساهمة الكندية في منظمة اليونيسكو الى حوالى عشرة ملايين دولار سنويا.
ودعا الاتحاد الاوروبي من جانبه جميع اعضاء اليونيسكو الى دعم المنظمة و”عدم اتخاذ موقف متسرع” بعد التصويت على انضمام فلسطين.
وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون “علينا بذل كل المساعي لتجنب نتائج مضرة لعمل منظمة الامم المتحدة التي وضعت السلام واستئصال الفقر والتنمية المستدامة والحوار بين الثقافات في صلب عملها”. ويبدو انها رسالة موجهة مباشرة الى الولايات المتحدة.
القرار أيدته 107 دول
وجاء في قرار اليونيسكو الذي ايدته 107 دول ان “الجمعية العمومية (لليونيسكو) قررت قبول فلسطين كعضو في اليونيسكو”. وصوت 14 بلدا ضد القرار فيما امتنع 52 بلدا عن التصويت.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي امام الدول الاعضاء ان التصويت يشكل “لحظة تاريخية تعيد لفلسطين بعضا من حقوقها”، مشددا على ان “هذه حقا لحظة تاريخية تعيد لفلسطين بعضا من حقوقها. فلسطين مهد الديانات والحضارات”.
واضاف المالكي ان الرئيس الفلسطيني “محمود عباس اتصل بي هاتفيا وهو يشكركم جميعا على هذا التصويت الذي سمح لفلسطين بان تأخذ موقعها الطبيعي في منظومة الامم واليونيسكو”.
ثم اعلن الرئيس الفلسطيني ان منح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة الدولية يشكل “انتصارا للحق والعدل والحرية”، معربا عن شكره لكل الدول التي صوتت لصالح هذا الانضمام.
ورحبت حركة حماس بالقرار معتبرة اياه “خطوة ايجابية تؤكد على الحق الاصيل للشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته وتراثه”.
وجاء في بيان صدر عن اليونيسكو بعد التصويت ان “انضمام فلسطين يرفع عدد الدول الاعضاء في اليونيسكو الى 195″، بعدما انضمت الى اليونيسكو جمهورية جنوب السودان الاسبوع الماضي.
وقد ايدت الغالبية العظمى للدول العربية والافريقية والاميركية اللاتينية الانضمام وكذلك فرنسا التي عبرت مع ذلك عن تحفظات ازاء الخطوة الفلسطينية.
والاتحاد الاوروبي انقسم حيال الامر، اذ صوتت احدى عشرة دولة مع فيما امتنعت احدى عشرة دولة اخرى عن التصويت بينها بريطانيا وايطاليا وخمس دول صوتت ضد ضمنها الولايات المتحدة والمانيا وكندا.
وتعتبر غالبية الدول الغربية ان الخطوة الفلسطينية في اليونيسكو سابقة لاوانها نظرا للطلب الذي قدم في نيويورك.
نتائج عكسية
وكان الرئيس الفلسطيني قدم بشكل رسمي في 23 ايلول/سبتمبر الماضي طلبا للاعتراف بدولة فلسطينية. ومن المتوقع ان يبحث مجلس الامن الدولي هذا الطلب في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، لكن من المرجح ان يواجه بفيتو اميركي.
واعتبر البيت الابيض بلسان المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان “التصويت على انضمام السلطة الفلسطينية اليوم الى اليونيسكو سابق لاوانه ويؤتي نتائج عكسية حيال هدف المجتمع الدولي التوصل الى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط”.
واضاف ان “التصويت اليوم يلهينا عن هدفنا المشترك باجراء مفاوضات مباشرة تفضي الى ضمان امن اسرائيل واستقلال فلسطين (بلدان) يعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان”.
اما فرنسا فقد بررت تصويتها الايجابي وقال المتحدث باسم خارجيتها برنار فاليرو “اليوم السؤال المطروح هو لمعرفة ما اذا كان المجتمع الدولي يجيب بنعم ام لا على طلب انضمام فلسطين الى اليونيسكو”. وتابع “وبما ان الامر كذلك يجب ان نتحمل مسؤولياتنا ونرد في الجوهر، وفي الجوهر قالت فرنسا نعم”.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت في وقت سابق ان اليونيسكو “ليست لا المكان ولا التوقيت المناسبين” للقبول بعضوية فلسطين، مشددة على ان “كل شيء يجب ان يمر من نيويورك. نأمل ان تتحرك الامور لكن ينبغي الاستمرار في الاقناع”.
وراى السفير الاسرائيلي نمرود بركان ان الدول التي دعمت انضمام فلسطين “ستضعف حتما قدرتها على ان يكون لها تأثير على موقف اسرائيل”، ولا سيما في ما يتعلق بعملية السلام.
وقبول عضوية فلسطين في اليونيسكو يحرج في شكل خاص الاميركيين ويضعهم في موقع حساس تجاه هذه المنظمة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين “كان مقررا ان نسدد ستين مليون دولار لليونيسكو في تشرين الثاني/نوفمبر لكننا لن نسدد هذا المبلغ”.
واضافت ان انضمام فلسطين الى اليونيسكو “يؤدي في شكل مباشر الى اجراء تشريعي يحظر” على الولايات المتحدة “تمويل اليونيسكو”.
وبعدما قاطعتها على مدى عشرين عاما (1984-2003) احتجاجا على سوء ادارتها وعقيدتها، اصبحت الولايات المتحدة تشارك بفاعلية في برامج الوكالة وترى فيها وسيلة لنشر بعض قيمها الغربية بدون ان تكون في الواجهة.
وعبرت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا في خطاب عن “قلقها على استقرار ميزانيتها”.
كذلك اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن قلقه وقال “سيتعين علينا العمل على حلول عملية للحفاظ على الموارد المالية لليونيسكو”.
وستتيح العضوية للفلسطينيين تقديم طلبات اعتراف في مركز التراث العالمي وبعضها لمواقع في الاراضي التي تحتلها اسرائيل. ولدى رام الله حوالى عشرين ملفا لتقديمها يتعلق اولها بكنيسة المهد في بيت لحم.
ورغم الضغوط يرفض الفلسطينيون حتى الان التراجع عن طلب الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم في الامم المتحدة، وهو طلب اجلوه مرارا منذ العام 1989.